الشعور بالاستياء داخل العلاقات

الشعور بالاستياء شعور طبيعي جدا داخل النفس البشرية
ولكن عندما يزيد عن حده فإن العلاقة تتحول إلى الجحيم بعينه
فالشعور بالاستياء هو مزيج من الغضب والخوف وخيبة الأمل .
أسباب الشعور بالاستياء :

الشعور بالاستياء يتولد لدى الفرد عندما يتعامل معه الطرف الآخر بشكل ظالم وغير عادل
فالتعرض للإذلال يجعل الفرد يشعر بالاستياء
كما ان الفرد هنا يتقبل المعاملة السلبية من الطرف الآخر بدون أن يقاومها
فيمكن للشعور بالاستياء أن يظهر داخل العلاقات عندما لا يحصل طرف ما على التقدير من الطرف الآخر
أو عندما ينجح في فعل شيء ما ولا يلتفت إليه الطرف الآخر
فالتحقير من الشأن والغرور مولدات قوية جدا للشعور بالاستياء
لأن الفرد يتوقع أن يتلقى الشكر أو التقدير من الطرف الآخر ولا يجده ولذلك فإنه يشعر بالاستياء .
الملامح المميزة للفرد العالق في الشعور بالاستياء :

الفرد العالق في الشعور بالاستياء لا يسامح الطرف الآخر
فهو متمسك جدا بمشاعره السلبية الموجهة ناحية الطرف الآخر والعلاقة ككل
مما يجعله يتجرع الألم النفسي في كل يوم من أيام حياته على الصعيد العاطفي
لأنه يقوم بجذب أحداث سلبية مرات تلو المرات فهو لا يستطيع حل المشكلات التي تواجهه مع شريك حياته
كما انه يأخذ كل شيء على محمل شخصي ولذلك فهو يتسم بالدفاعية الشديدة في المحادثات
فهو يلوم الطرف الآخر على أي حدث يحدث في العلاقة التي تجمعهما
مما يولد المزيد من الشعور بالاستياء والمرارة داخل العلاقة
لأن التواصل مع الفرد العالق في الشعور بالاستياء مهمة ليست يسيرة بالمرة فهي محفوفة بالمخاطر والمشاعر السلبية والتعرض للانتقاد
وذلك لأنه يحب أن يكون دوما على حق
ولذلك فهو يقوم بإشعار الطرف الآخر بالخزي والذنب من أجل حفظ كرامته مما يزيد من الضغط النفسي الواقع على الطرف الآخر
مما يجعل الطرف الآخر يشعر بخيبة الأمل لأنه توقع أن تقوم العلاقة العاطفية على الدعم والمساندة في مختلف المواقف والآن هو يتحمل مسئولية الأحداث وحده
كما ان الطرف الذي يشعر بالاستياء لا يستمع إليه لأنه منشغل بأن يتحدث عن استياءاته داخل العلاقة وخيبات أمله وتوقعاته التي لم تتحقق .
آثار الشعور بالاستياء :

الشعور بالاستياء يؤثر على النفس والعقل والجسد
فعندما يصبح الفرد عالقا في الشعور بالاستياء على مدار فترات طويلة في علاقته بالطرف الآخر فإن الشعور بالاستياء يصبح منظوره عن حياته العاطفية
فهو لا يستمتع بعلاقته بالطرف الآخر ولا يتلذذ بالقرب منه بل على العكس تماما فإنه يختلق الأعذار لكي يقضي وقت أكبر بعيدا عنه
لأن القرب منه يشعره بالألم النفسي
كما ان الفرد الذي يشعر بالاستياء على الصعيد العاطفي لا يشعر بالرضا عن حياته العاطفية بشكل عام
لأنه يرى العلاقة ككل بنظارة سوداء قاتمة
كما ان الشعور بالاستياء يؤثر على كفاءة الجهاز المناعي بشكل سلبي مما يجعل الفرد فريسة لأمراض القلب .

ومن مجمل هذا يتضح أن الشعور بالاستياء داخل العلاقات شعور معدي تماما
فهو ينتشر كالنار في الهشيم
فعندما يشعر به طرف في العلاقة سرعان ما يشعر به الطرف الآخر
فالشعور بالاستياء قاتل صامت يقتل العلاقات ببطء شديد جدا
بالإضافة الى ذلك يمكنك التواصل مع مرشد أسري لمساعدتك في التعامل مع الشعور بالاستياء على الصعيد العاطفي
ويمكنك معرفة معلومات أخرى بخصوص الشعور بالاستياء وكيف يؤثر على مسار العلاقات عن طريق قراءة مقالة بعنوان 4 أمور تساعدك في تخطي الألم العاطفي الناتج عن انتهاء العلاقة في مقالات مدونة موقع مودة للزواج .