تأثير الخوف من الالتزام العاطفي على العلاقات

هناك بعض المقبلين على الزواج لديهم صعوبات في الارتباط في علاقة طويلة الأمد، وذلك لأنهم يخافون بشدة من الالتزام العاطفي، مما يجعلهم إما يرفضون تماما التعارف على أفراد من الجنس الآخر بهدف الارتباط
أو يقررون التواجد في علاقات عاطفية مؤقتة بدون ارتباط رسمي .
أسباب الخوف من الالتزام العاطفي :

هناك العديد من الأسباب التي تتضافر معا لكي تجعل الفرد يخاف من الالتزام العاطفي
فربما عانى الفرد من طلاق الوالدين بشكل مؤلم ولذلك فإنه قرر ألا يتعرض لنفس الألم وذلك عن طريق تجنب الارتباط الرسمي
أو هناك من يتعرض للهجر والترك في علاقة عاطفية بدون سابق انذار
مما يجعله يخاف من مستقبل أي علاقة عاطفية
كما أن الانخراط في علاقات عاطفية مؤذية تعمل على إشعار الفرد بالدونية وقلة الحيلة تجعله يمتنع تماما عن الدخول في علاقات عاطفية مرة أخرى
كما أن الفشل المتكرر في العلاقات السابقة يدفع الفرد لكي يتجنب تماما أي مواقف تتيح له التعارف بغرض الزواج
كما أن النشأة في أسرة غير مستقرة يجعل الفرد يشعر بنقص الثقة في الآخرين
مما يجعله يفقد الثقة في نجاح علاقته العاطفية بالطرف الآخر .
مظاهر الخوف من الالتزام العاطفي :

الفرد الذي يعاني من الخوف من الالتزام العاطفي لديه صعوبات في تكوين علاقات طويلة الأمد
كما أنه يهرب من المحادثة عندما يتحدث معه الطرف الآخر حول الارتباط الرسمي
كما أنه ينجذب ويدخل في علاقات عاطفية مع أشخاص غير مناسبين
وذلك من أجل تجنب الارتباط بهم بشكل طويل الأمد
كما أن هناك بعض الأشخاص يضعون توقعات مثالية بخصوص شريك الحياة
مما يجعلهم يرفضون تقليل سقف توقعاتهم بخصوص علاقة الأحلام
كما أن الفرد هنا يرى أن الارتباط في علاقة طويلة الأمد يعني التضحية بحريته من أجل الحصول على علاقة قوية مستقرة .
التعافي من الخوف من الالتزام العاطفي :

هناك بعض الخطوات التي يمكنها أن تساعد الفرد الذي يخاف من الالتزام العاطفي
فأول خطوة هي تقبل مشاعر الخوف من الالتزام
كما أن الفرد عليه أن يتواصل مع ذاته ومواجهتها من أجل اكتشاف السبب الحقيقي الكامن وراء خوفه من العلاقات طويلة الأمد
كما أن الفرد عليه أن يفسح مكانا في حياته للعلاقات الجديدة
فهذا يساعده على المضي نحو بدايات جديدة في العلاقات
كما أن الشفافية والأمانة عند التحدث بخصوص الأهداف المستقبلية مع الطرف الآخر في العلاقة الجديدة يساعد كثيرا في التحرر من الخوف من الالتزام
لأن الأهداف المشتركة والاهتمامات المشتركة بين الطرفين يساعد في تقوية العلاقة العاطفية
كما أن التواصل مع مرشد أسري يفيد كثيرا في التحرر من جذور هذا الخوف والمضي نحو علاقة قوية وصحية بشكل واعي ومشرق

ومن مجمل هذا يتضح أن الخوف من الالتزام العاطفي تقبع جذوره في الطفولة والعلاقة مع الأسرة
ولذلك فإنه عندما يكون الفرد على وعي بدوافع تصرفاته فإنه تصبح لديه الفرصة لكي يقوم بتغيير سلوكياته التي تقوم بتدمير حياته العاطفية واستبدالها بسلوكيات أخرى تساعد على ازدهار حياته مع الطرف الآخر
ويمكن معرفة المزيد حول ذلك عن طريق قراءة مقالة بعنوان: ” كيف تؤثر العقلية التي تمتلكها على علاقاتك العاطفية ؟ ” في مدونة موقع مودة للزواج الإسلامي .