هل زواج الرجل بأخرى يعتبر خيانة

لا يعتبر زواج الرجل بأخرى خيانة لزوجته الأولى ، فتعدد الزوجات من الامور التي أباحها الشرع الإسلامي، ولا يجب على الرجل أخذ موافقة زوجته الأولى ولا حتى إعلامها بذلك،
تعدد الوجات فيه من الخير الكثير للجنسين رجال و نساء،
و في حال قام الرجل بتعدد الزوجات، فيجب عليه العدل بينهنّ في الإنفاق والسكن والمبيت و الكسوة، كما ينبغي عليه ألا يفضّل إحداهنّ على الأخريات.
حكم زواج الرجل بأخرى
التعدد في الزوجات مباح للرجال بل و قد يكون مستحب في كثير من الأحيان
و يجب أن تعلم الأخوات المسلمات أن قيام الرجل بالزواج بأخرى لا يعتبر خيانةً لزوجته الأولى،
فهذه الفكرة دخيلةً على ثقافة المجتمع الإسلامي،
فقيام الرجل المسلم بتعدد الزوجات ليس منكرًا ولا خيانة ولا ظلم لزوجته الأولى كما بات شائعًا داخل المجتمعات المسلمة،
فإن كان ظلمًا أو عقابًا للزوجة الأولى، فهل نستطيع أن نقول ما هو الذنب الذي أذنبته السيدة عائشة لكي يقوم النبي محمد عليه الصلاة والسلام بالزواج عليها ؟ ،
كما أن هناك بعض الأسئلة التي يجب أن تطرح على الأخوات المسلمات،
هل نَقَص حب النبي للسيدة عائشة بعد أن تزوج من بعدها؟
وهل أدى زواج النبي بعد أمنا عائشة إلى ظلمها وإنقاص حقوها؟.
والجواب قطعًا لا لم يتسبب لها بشيء من ذلك،
ودليلنا قول النبي صلى الله عليه وسلم عندما سؤل عن أحب الناس إليه قال عائشة ومن الرجال أبوها،
حيث أخرج هذا الحديث البخاري في صحيحه،
بالإضافة إلى أن قيام النبي بالزواج عدة مرات بعد أم المؤمنين عائشة لم يغيّر من مكانتها في قلبه وحبه لها،
فلقد بقيت أحب زوجاته إليه،
حيث ورد عن النبي عليه السلام قوله (اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تؤاخذني فيما لا أملك)، حيث يقصد ميل قلبه للسيدة عائشة.
التأسي بأمهات المسلمين
على نساء المسلمين في هذا العصر أن يقتدين بأمهات المؤمنين وزوجات الصحابة،
فهنّ ليسوا بأفضل منهنّ، فيجب على المرأة المسلمة التي تزوج زوجها بأخرى أن تصبر وتحتسب أجرها عند الله تعالي،
ولتعلم أن تعدد الزوجات هو أمرٌ شرّعه الله تعالى، فلا يجوز أن يعترضن على ما قضاه الله في كتابه،
فالأمر غير قابل للنقاش، فما قضاه الله ورسوله من الأمور الشرعية لا يسعنا إلا أن نقول له سمعنا وأطعنا،
كما أنه لا يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق فقط لأن زوجها قد تزوج زوجة اخرى ،
وذلك لأنه ليس من الظروف القاهرة التي تستدعي الطلاق،
يقول النبي عليه الصلاة والسلام (أيما امرأةٍ طلبت الطلاق من زوجها من غير ما بئس، لن تجد ريح الجنة)،
كما لا يحق لها أن تطلب من زوجها أن يطلق زوجته الثانية وذلك عملًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم
(لا يحل لاامرأةٍ تسأل طلاق أختها لتستفرغ صفحتها فإنما لها ما قدر لها).
الاسلام يحث و يحرض على تعدد الزوجات
يحث الاسلام الرجال على تعدد الزوجات بهدف تكثير نسل المسلمين
و روي الكثير من الاحاديث التي تحث الرجال على الزواج و التعدد في الزوجات
و وصى نبينا محمد صلى الله عليه و سلم الرجال المسلمين على الزواج فقال :
تَزَوَّجُوا الوَدُودَ الوَلودَ ، فإني مُكَاثِرٌ بكم الأنبياءَ يومَ القيامةِ . الراوي : أنس بن مالك.
بعض أقوال العلماء في حكم تعدد الزوجات
وفيما يلي عدد من فتاوى العلماء فيما يتعلق بتعدد الزوجات:
- يقول الشيخ محمد حسين عيسى وهو من علماء الأزهر:
في حال لم يكتفي الرجل بزوجة واحدة، وذلك لعدم تمكن زوجته الأولى من القيام بحقوقه الزوجية إما لمرض،
أو بسبب طول فترة حيضها، أو نتيجة عدم رغبتها في المعاشرة الزوجية،
أو في حال كان زوجها شديد الشهوة بحيث لا تستطيع أن تتحمل رغبته الشديدة في الجماع،
عندها يحق للزوج أن يقوم بالزواج بأخرى بدل أن يديم التفكير والنظر للنساء،
ولا يشترط عليه الشرع أن يأخذ إذن زوجته أو موافقتها بذلك،
مع أنه من الأفضل أن يناقشها بالأمر، وذلك حفاظًا على الود والمحبة التي بينهما،
ورغبةً في إمكانية تفهما لحاجته وقبولها بعذره ،
وهذا ما فعله الإمام علي رضي الله عنه عندما أراد أن يتزوج على السيدة فاطمة الزهراء. - يقول الشيخ محمد صالح المنجد:
إن المرأة المسلمة ليس لها الحق في أن ترضى أو لا ترضى بحكم تعدد الزوجات،
فهذا شرع الله وحكمه الذي نزل من فوق سبع سماوات،
ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعد المرأة التي تصبر على زوجها وتطيعه فيما لا يخالف الشرع بالجنة،
فلقد روى ابن حبان أن النبي عليه الصلاة والسلام قال (إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها : ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت) والحديث صححه الألباني في صحيح الجامع الصغير.
أجر المرأة عند صبرها على تعدد الزوجات
إن صبر المرأة على زواج زوجها بأخرى لها به أجر كبير من وجوه متعددة وهي:
- الوجه الأول:
هو أن المرأة في حال صبرت على زواج زوجها بأخرى واحتسبت الأمر عند الله،
عندها سوف يجازيها الله يوم القيامة بأجر الصابرين،
يقول ربنا في سورة الزمر (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب).
- الوجه الثاني:
هو أن المرأة إذا قابلت زواج زوجها بالثانية بالإحسان إليه وإلى الزوجة الثانية،
عندها ستنال أجر المحسين،
يقول الله تعالى (إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين).
- الوجه الثالث:
هو أن المرأة إذا كظمت غيظها جراء زواج زوجها بأخرى ،
عند ذلك سوف تنال مكانةً رفيعةً عند الله عز وجل،
يقول عزّ من قائل في سورة يوسف (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين).
وفي ختام هذا المقال يجب على المرأة المسلمة أن تعلم أن زواج زوجها بالثانية هو أمرٌ أباحه الشرع،
فلا حق لها في الاعتراض على ما حلله الله ورسوله،
كما أن من نساء المسلمين في هذا الزمان من يكون اعتراضها على ارتكاب زوجها للفاحشة أقل من اعتراضها عن زواجه من أخرى، وهذا للأسف يدل على قلة الدين وقلة العقل.
اقرأي أيضا : ” شروط تعدد الزوجات ” ، ” أسباب تعدد الزوجات “.