هل تنفع المبالغة في التفكير في العلاقة العاطفية ؟

العلاقة بين الرجل والمرأة تحتوي على العديد من التحديات، ولذلك فإن مستقبل أي علاقة يتضمن العديد من مشاعر عدم اليقين، وهناك العديد من المقبلين على الزواج يقعون في فخ المبالغة في التفكير في العلاقة مع الآخر
فهم يجدون أنفسهم منشغلين تماما بتصرفات الطرف الآخر معهم ويتساءلون عن مشاعره تجاههم ومتى سوف يتحدث معهم، وذلك لدرجة أنهم يهملون تماما أنشطتهم الحياتية .
أسباب المبالغة في التفكير في العلاقة :

هناك عدة أسباب تتضافر جميعا لكي تجعل الفرد يميل إلى المبالغة في التفكير في العلاقة بخصوص مستقبل هذه العلاقة مع الآخر
فمثلا إذا تعرض الفرد للجرح والألم في الماضي فإنه سوف يفكر كثيرا في العلاقة الحالية ويعمل على مقارنتها بالعلاقة السابقة
كما أنه في بعض الأحيان يعتقد الفرد أنه لا يستحق التواجد في علاقة محبة
ولذلك فإنه يفكر كثيرا بخصوص المستقبل
وذلك لأنه يخاف من أن يتركه الطرف الآخر
كما أن عدم وضوح الأهداف المستقبلية بخصوص العلاقة مع الآخر يجعل الفرد يتفكر بشكل كبير في هذه العلاقة بدافع القلق والخوف من المستقبل
وذلك لأنه لا يعلم تحديدا نوايا الطرف الآخر من وراء هذه العلاقة وهذا الارتباط العاطفي .
تأثير المبالغة في التفكير في العلاقة :

التفكير بشكل زائد عن الحد بخصوص العلاقة يجعل الفرد يختلق مشكلات غير موجودة في العالم الواقعي
وذلك لأنه لديه مخاوف عاطفية
ولذلك فهو يخاف من التعرض للجرح والألم
ولذلك فإنه يقع في وهم أن الطرف الآخر يخونه أو لديه علاقات أخرى أو يرغب في تركه أو يحاول إيذائه
ولكنها هواجس داخل عقله فقط
ولذلك فإن التفكير الزائد عن الحد يزيد من مشاعر الشك والريبة التي تغلف العلاقة ككل
التفكير في الرسائل الالكترونية :

العديد من المقبلين على الزواج يتواصلون معا عن طريق الرسائل الالكترونية
ولذلك فإن إعادة قراءة هذه الرسائل مرات تلو المرات أمر ضار جدا بالعلاقة
لأن هذا يجعل الفرد يعيد التفكير في العديد من المواقف التي جمعته بالطرف الآخر
مما يجعله يعيد الشعور بنفس المشاعر التي شعر بها قبل ذلك
أي أن مشاعره السلبية سوف تظهر مرة أخرى بخصوص حدث قد مر وانتهى في علاقته بالطرف الآخر .
التخلص من التفكير الزائد :

المبالغة في التفكير في العلاقة يجعل الفرد يعيش في مستقبل من خياله وهذا المستقبل بعيد تماما عن الواقع
ولذلك فإنه من الأهمية بمكان العيش في اللحظة الحالية
لأن الحضور الذهني يجعل الفرد يستمتع بواقعه
مما يجعله يشعر بمشاعر إيجابية تجاه علاقته مع الطرف الآخر
لأنه سوف يشعر بالامتنان لتواجده في علاقة محبة
ولكن التفكير الزائد بخصوص المستقبل يجعل الفرد يشعر بالخوف من أن تنتهي هذه العلاقة بشكل مؤلم
ولذلك فإنه يمكن التواصل مع مرشد أسري للمساعدة في التخلص من الصدمات الماضية التي تسببت في إضعاف قدرة الفرد على العيش في اللحظة الحالية

ومن مجمل هذا يتضح أن التخلص من المبالغة في التفكير في العلاقة يعتمد على ممارسة أنشطة حياتية ممتعة خارج نطاق العلاقة العاطفية
مثل ممارسة الرياضة أو العمل التطوعي أو حضور دورات في مجال محبب
فالمهم هنا هو قضاء وقت ممتع بدون الشريك
فكل هذا يعمل على زيادة فرص الفرد في استمتاعه باللحظة الحالية
مما يزيد من مشاعره الإيجابية خلال يومه ، وهذا سوف ينعكس بشكل إيجابي على علاقته بالطرف الآخر .
ويمكن معرفة المزيد حول ذلك عن طريق قراءة مقالة بعنوان : ” هل تمتلك أفكار سامة بخصوص الحب ؟ ” في مدونة موقع مودة للزواج الإسلامي .