هل الشكوى مفيدة للعلاقات ؟

العلاقات بين الرجل والمرأة مليئة بالتحديات والمفاجآت، ولكن هناك العديد من المقبلين على الزواج والمتزوجين يتخذون الشكوى طريقة لحل الصراعات والمشكلات التي تعترض طريق علاقتهم بالطرف الآخر
ولذلك فإنهم يجدون أنفسهم يستمرون في الشكوى لنفس الأسباب مرات تلو المرات
وذلك لأن الشكوى سلوك متعلم
فهو انحدر من الآباء إلى الأبناء على مدار سنوات كثيرة جدا مضت
ولكن الشكوى تؤثر على العلاقات بطريقة سيئة جدا على المدى الطويل .
التأثير على العلاقات :
العلاقات التي تقوم على الشكوى بشكل مستمر بدون توقف أكثر عرضة للطلاق
لأن هناك طرف ما في العلاقة لا يتوقف عن الشكوى عند حدوث تغيير في العلاقة
ولذلك فإن عقلية الشكوى هي عقلية الخاسر الأكبر
لأن الفرد الذي اعتاد على الشكوى بخصوص مشكلة ما فإنه يجد مشكلة أخرى لكي يشكو منها عندما يتم حل المشكلة الأولى
وذلك لأنه لا يستطيع العيش بدون شكوى
فهو يعتقد أن الشكوى تعمل على تحفيز الطرف الآخر لكي يبذل مجهود أكبر من أجل العلاقة
ولكنها في الحقيقة طريقة للبحث عن مشكلات .
خطوات التوقف عن الشكوى :
الامتنان والتقدير من أهم خطوات التوقف عن الشكوى
لأن تذكر الصفات الجميلة التي يتمتع بها الطرف الآخر يقلل من المشاعر السلبية الناتجة عن أن هناك شيء ما في العلاقة غير جيد وليس على المستوى المطلوب
ولذلك فإن الفرد يستطيع التحكم في أفكاره ولا يستطيع التحكم في سلوكيات الطرف الآخر
كما أنه لابد من تخير المعارك بدقة
لأن الاختلاف في وجهات النظر بين الزوجين أمر حتمي ولابد من حدوثه
ولكن لابد أن يختار الفرد المشكلات الكبيرة التي يرغب في التواصل بشأنها والمشكلات الصغيرة التي يمكن إغفالها وتجاهلها .
الاعتناء بالذات :

الفرد الذي يستخدم الشكوى في العلاقة مع الآخر هو يضع توقعات لسلوكيات الطرف الآخر ويرغب منه أن تتحقق على أرض الواقع
ولذلك فإنه بشكل غير واعي يهمل بقية جوانب حياته من أجل التركيز على الشكوى بخصوص موضوع ما
و من المهم الاعتناء بالذات بدلا من التركيز مع التوقعات التي لم تتحقق
فلابد من التواصل مع الذات من أجل اكتشاف الأولويات والأهداف والمشاعر المكبوتة
كما أن التركيز على ما لم يتحقق لن يجعله يتحقق
ولذلك فإنه لابد من الصبر والتقبل
فما هو مقدر سوف يحدث في موعد قد حدده الله وما ليس مقدر لن يحدث مهما بلغت الشكوى مداها
ولذلك فإن الصبر ترياق فعال جدا من أجل التعامل مع الشكوى
ومن مجمل هذا يتضح أن تحسين مهارات التواصل والانصات الفعال يعمل على الحد من الشكوى داخل العلاقات
لأن كل طرف هنا سوف يشعر بأنه مسموع ومفهوم من قبل الطرف الآخر
مما يزيد من الألفة والمودة والرحمة داخل العلاقة مع الآخر
ولذلك فإن التحكم في مشاعر الغضب أمر ضروري جدا لأن عدم التحكم في المشاعر المندفعة يعمل على الاضرار بالعلاقة
لأن الاندفاع الكلامي بطريقة سيئة جارحة يعمل على زيادة الفجوة التواصلية بين الطرفين
كما أن هذا يزيد من مشاعر الندم التي تعتري العلاقة مع الآخر .
للمزيد من المعلومات يمكنك قراءة مقال بعنوان : ” كيف تتعامل مع الصراعات بينك وبين الآخر ؟ ” في مدونة موقع مودة للزواج الإسلامي .