موقف الاسلام من زواج الأقارب

لم يرد في الاسلام نهي عن زواج الأقارب ، بل أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد تزوج من ابنة عمته زينب بنت جحش ، كما أن ابنته فاطمة الزهراء قد تزوجت من ابن عمه علي بن أبي طالب ،
كما أن هناك بعض الناس يعتقدون أن الاسلام قد نهى عنه وأن الرسول قد صدر منه حديث يقول
” غربوا النكاح ” ولكن في الحقيقة لم يرد عن الرسول قول ذلك أبدا وأن هذا الحديث غير صحيح بالمرة .
شبهة زواج الأقارب :
هناك من يعتقد أن هناك تعارض بين ما قاله الرسول وما فعله بخصوص زواج الأقارب ،
ولكن في الحقيقة ليس هناك تعارضا أبدا بخصوص ذلك الأمر ، لأن حديث الرسول الذي يقول فيه :
" لا تنكحوا القرابة القريبة فإن الولد يخلق ضاويا " حديث غير صحيح تماما ،
لأن الرسول صلى الله عليه وسلم عمل على تزويج بناته من أقاربه ، مثل تزويج رقية من عثمان بن عفان رضي الله عنه ،
ثم تزويج عثمان من أم كلثوم أخت رقية بعد وفاتها ، فعثمان بن عفان يشترك في نسبه وقربه مع النبي في عبد مناف بن قصي .
هل هناك خلاف في مسألة زواج الأقارب ؟
لم يصح أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن زواج الأقارب ،
ولذلك فإنه مباح ، و ليس هناك تعارض بين ما يقوله العلم وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ،
و لأن العلم قد أشار إلى أنه لا دخل لزواج الأقارب بالأمراض الوراثية في حالة أن كان الرجل والمرأة أنقياء وراثيا .
زواج الأقارب مباح في الأصل :
الحكم انه مباح في الاسلام ، فيقول الله تعالى في سورة الأحزاب :
" يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي أتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك " ،
ولكنه غير مباح في بعض الحالات ، فيقول الله تعالى في سورة النساء :
" حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا " .
زواج الأقار من منظور اجتماعي
زواج الأقارب هو عبارة عن زواج من الأهل والعائلة ، فهناك كثيرين ممن يفضلون هذا النوع من الزواج في الشرق الأوسط فهم يخافون من الارتباط من خارج العائلة .
مميزات زواج الأقارب :
في حالة هذا النوع من الزواج يتوفر معلومات كثيرة بخصوص الرجل والمرأة والعائلة ككل ،
مما يتيح فهم أعمق لطبيعة العلاقة المستقبلية بين الزوجين في بداية الارتباط ،
كما أنه يتوفر مراعاة لظروف الرجل الاقتصادية عند خطبة الفتاة لأن أسرة الفتاة تعلم تماما وضع الرجل المالي ولا تعمل على تحميله فوق طاقته ماديا ،
ومن ضمن مميزات هذا النوع من الزواج هو أن العادات والتقاليد تتشابه في عائلة الرجل والمرأة ،
وبالتالي فإن اختلافات الثقافة والتربية سوف تقل بشكل ملحوظ جدا ،
كما أن سهولة الاصلاح بين الزوجين من ضمن فوائد هذا النوع من الزواج نتيجة القدرةعلى حل الخلافات بين الزوجين ،
وذلك لأن عائلة الزوج وعائلة الزوجة يريدان الحفاظ على علاقتهما الجميلة ،
كما أن عائلة الزوج وعائلة الزوجة تتشابه لديهما طرق تربية الأبناء ، مما يتيح نشأة أطفال في أسرة مستقرة وآمنة .
سلبيات زواج الأقارب :
قد يحتوي على العديد من العيوب ، مثل تواجد مشكلات صحية للأبناء نتيجة القرابة ،
وحدوث قطيعة بين الأهل عند حدوث خلاف بين الزوج والزوجة نتيجة تحيز كل طرف لمن يخصه ،
كما أن الخصوصية تقل جدا في هذا النوع من الزواج نتيجة تدخل الأهل في حياة الرجل والمرأة ،
كما أنه ربما يحدث مشكلات كبيرة بين الأهل نتيجة تدخل الكثير من الأطراف التي لا تريد لهذه الزيجة أن تستمر .
الوقاية من مشكلات زواج الأقارب :
هناك عدة طرق يمكن من خلالها تجنب مشكلات زواج الأقارب مثل الاتفاق منذ بداية الارتباط بين الرجل والمرأة على عدم تدخل الأهل عند حدوث خلاف ،
كما أنه لابد من الاتفاق بين الرجل والمرأة على طرق التعامل مع المشكلات بينهما بحكمة والحفاظ على خصوصية الأسرار بين الزوجين ،
و عمل فحوصات ما قبل الزواج للتأكد من خلو الطرفين من أي أسباب تعمل على زيادة احتمال إنجاب أجنة بها مشكلات صحية ،
كما أنه على كل طرف معرفة حقوقه وواجباته داخل العلاقة ، فكل هذا يعمل على زيادة تدفق المشاعر الجميلة بين الزوجين وبين العائلتين .