معنى الغيرة الحقيقى

تعتبر الغيرة من المشاعر الطبيعية التى تخلق داخل الإنسان كالحب والكره فهى شعور غريزى إنفعالى يحاول الشخص إخفاءة والتغاضى عنه ولكنه مايلبث أن يظهر فى أفعاله وسلوكياته . وتتفرع الغيرة لعدة أنواع ومنها مثلآ :
الغيرة الطبيعية :
هى الغيرة التى تكون بمحلها وهى التى توقظ الحب والحماس فى قلب الإنسان للمحافظة على شريك الحياة فغيرة الرجل الواعية وهى نتيجة شعوره بالمسئولية إتجاه زوجته فهو يرى نفسه راعيآ عنها وعن أسرته لذلك من خوفه عليها يغار عليها فهى جوهرته الثمينة فكيف لايحميها ؟ كما أن غيرة المرأة الطبيعية هى وليدة الإحساس بمسؤوليتها عن عائلتها والعمل على الحفاظ عليها وعلى زوجها وعدم خسارته .
أما الغيرة القاتلة :
هى الغيرة التى تتخطى حدود المنطق وهى التى نهانا نبينا عنها بقوله ( غن من الغيرة مايحب الله ومنها ما يبغض الله فاما ما يحب الله فالغيرة فى ريبة ،اما ما يكره الله فالغيرة فى غير ريبة اى بلا سبب ولكن من تخيل ووهم ) هذه الغيرة التى وإن كانت جذورها الغيرة الطبيعية إلا انها قد تطورت فأصبحت شكآ وظنآ وحرمانا بقتل العلاقة الزوجية ويدمر الحب من قلب الرجل والمرأة لأن الشك والظن يولدان عدم الثقة ومع إنعدام الثقة يختفى الحب وكم من أسر تدمرت بسبب الغيرة والظن السىء فالمرأة حين تغار تكرة الرجل أما الرجل حين يغار يكرة نفسة ويشعر بضعف يصيب رجولته والجدير بالذكر أن هذا النوع من الغيرة هو وليد حب التملك والسيطرة وحالة من النقص لدى الإنسان تترجم بعدوانية مبطنة تحت شعار الغيرة فالإنسان الغيور يمارس عدوانية نفسية وحتى جسدية وهكذا لايمكن للحب ظان ينمو فى جو من العدوانية .
ومن أسباب الغيرة بشكل عام :
حرص المرأة والرجل على الحفاظ على علاقتهما وعلى حبهما وخوف الزوجين من خسارة أحدهما للآخر والرغبة فى الإستمرار فى العيش مع الشريك مدى الحياة والحب الذى يصل إلى أعلى المراتب وكل ذلك يولد هذا الشعور الفطرى الضرورى لإستمرار الحياة الزوجية إذا مابقى على مستواه الطبيعى اما اذا تعدى حدود العقل ادى الى نتائج لاتحمد عقباها .
إن أسباب السعادة الزوجية هى نفسها الدواء المناسب للغيرة فهى تطوى على المودة والرحمة واللين والبعد عن الشكوك والوهام التى لاأساس لها وعدم الوقوع فى حفرة سوء الظن لأن ذلك يتبعه تأويل للكلام وتخيل لأحداث اوحتى الإفتراء على الطرف الآخر ظلمآ .
لذلك على الزوجين الإبتعاد عن مواطن الشبهات فالمرأة الحكيمة هى التى تتحلى بالفضائل وتبتعد عن كل مايثير غيرة الزوج وتلتزم بأوامر الشرع فى كل شؤؤن حياتها فى خروجها من المنزل وملابسها وكلامها .
كما أن الرجل بطاعته لربه وإبتعاده عن المحرمات ماظهر منها ومابطن يكون قد دفع بذلك غيرة زوجته .