مظاهر الخوف من العلاقات طويلة المدى

العلاقات طويلة المدى تتميز بالحب و الرومانسية و الاستقرار العاطفي، و هي حلم اغلب الأشخاص في الحياة ،
ولكن هناك بعضهم لديه خوف من الدخول في علاقات تقوم على الالتزام، ولذلك فإنهم يقومون بتخريب أي محاولات رومانسية من أجل حماية أنفسهم من الألم العاطفي، مما يؤدي إلى أنهم لا يقومون بمواجهة أنفسهم بما يخافون منه
وهذا يعمل على زيادة تحكم هذا الخوف في حياتهم العاطفية .
التعارض بين الأهداف والأفعال بفعل الخوف :

بعض المقبلين على الزواج يعلمون أنهم يخافون من الدخول في علاقات طويلة الأمد
ولكن البعض الآخر لا يكون على وعي تام بمشاعر الخوف التي تغلف حياته العاطفية
ولذلك فالفرد هنا يشعر بأنه يرغب في القرب من الطرف الآخر
ولكن أفعاله تعمل على إبعاد الطرف الآخر عنه
كما أن هناك بعض الأفراد يخافون جدا من فقد حريتهم من أجل الارتباط العاطفي
ولذلك فإنهم يقومون بخلق مسافة بينهم وبين الآخر
من أجل تجنب الاقتراب الزائد من الآخر والتعلق به والتألم بعد ذلك نتيجة الانفصال
ولذلك فإن الطرف الآخر هنا يشعر بالانزعاج نتيجة المسافة العاطفية التي تم خلقها في العلاقة
ولكن الطرف المتجنب يزيد من وطأة هذه المسافة لأنه يرى أن الطرف الآخر يريد أن يخنق حريته بمعدل أكبر
ولذلك فإن الطرفان هنا يشعران بالاستياء وعدم الرضا عن شكل العلاقة .
إبعاد الطرف الآخر نتيجة الخوف :

الفرد الذي يخاف من الدخول في علاقة تقوم على الالتزام يشعر بعدم الأمان والقلق والشك في الذات
ولذلك فإنه يميل إلى السيطرة بشكل زائد عن الحد في العلاقة
وذلك لأنه يرغب في زيادة القرب من الطرف الآخر
ولكنه يقوم بأفعال تعمل على إبعاد الطرف الآخر عنه
كما أن الخوف من الدخول في علاقة طويلة الأمد يجعل الفرد يرغب في الدخول في علاقة عاطفية ولكنه وقت التعارف لا يتصرف بطريقة تشجع الطرف الآخر على الدخول معه في علاقة عاطفية
لأنه يشتكي من الشعور بالوحدة عندما لا يتواجد في علاقة عاطفية
ولكنه يخاف من فقد حريته عندما يكون أمامه فرصة للدخول في علاقة عاطفية
ولذلك فإن هذه المشاعر المتعارضة تعمل على تعطيل استمتاعه بعلاقة تقوم على مشاعر المودة والرحمة والاستقرار .
التركيز على العيوب بفعل الخوف :

الخوف من الدخول في علاقة طويلة الأمد يجعل الفرد يركز فقط على عيوب الطرف الآخر
ولذلك فإن الفرد يميل إلى انتقاد الطرف الآخر
لأن المشاعر في أول العلاقة العاطفية تمتليء بالاشراق
ولكن بعد فترة فإن مشاعر الاشراق هذه تخبو تماما
ولذلك فإن الفرد يقع فريسة للآفكار السلبية بخصوص الارتباط
ولذلك فإنه يشعر بمشاعر سلبية جدا تجاه الطرف الآخر وتجاه العلاقة ككل
مما يدفعه إلى التفكير في الانفصال من أجل أن يرتاح من هذه المشاعر السلبية التي تؤرقه
ولكنه إذا قام بالانفصال فعلا فإن كل الصفات الجميلة المتواجدة في الطرف الآخر وفي العلاقة ككل سوف تظهر أمامه
ولذلك فإن الاستسلام لهذه المشاعر السلبية بخصوص العلاقة أمر لا يفيد العلاقة على المدى الطويل .

ومن مجمل هذا يتضح أن مشاعر الخوف طبيعية جدا
ولكن الاستسلام لهذا الخوف يعمل على تدمير العلاقة مع الطرف الآخر
ولذلك فإنه لابد من اصلاح الذات وتدريب الذات على الصبر والهدوء
لأن أخذ قرارات خاصة بالعلاقة تحت وطأة الخوف أمر يضر بالعلاقة
ويمكن التواصل مع مرشد أسري للمساعدة في التعامل مع الخوف من الارتباط العاطفي
كما أنه يمكن معرفة معلومات أخرى حول الارتباط العاطفي عن طريق قراءة مقالة بعنوان : ” رحلة العثور على الحب ” في مقالات مدونة موقع مودة للزواج الإسلامي .