مظاهر التجاهل العاطفي

التجاهل العاطفي هو عبارة عن فشل الوالدين في الاستجابة لمطالب الفرد النفسية في التنشئة الاجتماعية
فالتجاهل العاطفي أمر غير مرئي تماما
ولكن جروحه مؤلمة للغاية تصاحب الفرد في كل مراحل حياته
كما أن هذه الجروح تؤثر عليه بشكل سلبي على الصعيد الرومانسي والعاطفي
لأن الفرد هنا ليس لديه القدرة على تكوين علاقات صحية سوية مع شريك الحياة
وهناك عدة مظاهر للتعرض للتجاهل العاطفي ومنها ما يلي :
1- من مظاهر التجاهل العاطفي أنه يتسبب في مواجهة صعوبات في التعامل مع المشاعر :

الفرد الذي تعرض للتجاهل العاطفي في الطفولة يجد نفسه بدون أن يعي ذلك أنه لديه صعوبات في تحديد ما يشعر به
كما انه يواجه صعوبات في ادارة مشاعره على الصعيد الرومانسي
فهو يشعر بالحيرة فيما يشعر به ويشعر بقلة الحيلة تجاه عدم قدرته على التعبير عن مشاعره
فهو لديه مخزون محدود من الكلمات التي يستخدمها للتعبير عن مشاعره مما يزيد من حزنه وألمه
فالتعرض للتجاهل العاطفي في الطفولة يؤثر بشكل كبير على مسار العلاقات العاطفية في الكبر .
2- التجاهل العاطفي يتسبب في نقص الثقة في الطرف الآخر :

من مظاهر التجاهل العاطفي أنه يتسبب في نقص الثقة في الطرف الآخر حيث أن الفرد الذي تعرض للتجاهل العاطفي في الصغر قد تألم جدا لأن القائمين على رعايته لم يعطه الاهتمام الكافي
ولذلك فهو عاش بفراغ داخلي نتيجة الألم الذي مر به
ومن هنا قد أخذ عهد على نفسه بألا يثق بأي أحد مرة أخرى
وعندما يقترب منه أحد على الصعيد العاطفي يجد نفسه بشكل غير واعي يقوم بإبعاده عنه
لأنه لا يريد معايشة نفس الألم الذي مر به مرة أخرى عندما تعرض للتجاهل العاطفي
ولذلك فهو يجد نفسه يبحث بشدة عن الدعم العاطفي والاهتمام والحب
ويشعر بخيبة الأمل عندما لا يجد هذه المشاعر الجميلة التي يبحث عنها
كما ان التجاهل العاطفي يزيد من مشاعر اليأس بخصوص الحب
ويمكنك قراءة معلومات اخرى حول اليأس من الحب عن طريق قراءة مقالة بعنوان اليأس من الحب .
3- التجاهل العاطفي ينتج عنه مشكلات في التعامل مع الصراعات :

الصراعات أمر طبيعي جدا في حياتنا اليومية
ولكن التعرض للتجاهل العاطفي يزيد من مشكلات في التعامل مع الصراعات مع الطرف الآخر
لأن الفرد الذي تعرض للتجاهل العاطفي لا يؤمن بأن الصراع سيمر وانه سوف يكون بخير
وإنما يرى الصراع على انه خطر محدق
ولذلك فهو يستجيب للصراعات بشكل متطرف تماما وغير صحي بالمرة
فهو إما ان يتخذ قراراه بالانسحاب تماما أو يتخذ قراره بأن يتصادم مع الطرف الآخر بشكل شرس جدا لدرجة انه يخسر الطرف الآخر ويخرجه من حياته للأبد .
4- من مظاهر التجاهل العاطفي أنه يزيد من لوم الذات :

الفرد الذي تعرض للتجاهل العاطفي في طفولته يكبر وهو بداخله مشاعر شديدة من لوم الذات
فهو يلوم نفسه بشكل مزمن على أبسط الأشياء فهو لا يتقبل بشريته
فهو لا يعترف بأن كل البشر يخطئون
مما يجعله يجد صعوبة في التعلم من أخطائه لأنه لا يتقبل أن يخطيء بخصوص شيء ما
ولكن هذا يتنافى مع الطبيعة البشرية
ففي حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ”
ولذلك فإن التجاهل العاطفي يؤثر بشكل سلبي تماما على مسار العلاقات والتواصل للفرد الذي تعرض له .
ومن أجل معرفة معلومات أخرى بخصوص العلاقات الأسرية من منظور اسلامي معاصر يمكنك قراءة مقالة بعنوان عقبات توازن علاقة الزواج الاسلامي في مدونة موقع مودة للزواج الاسلامي .