مشكلات الغضب داخل العلاقات

العلاقات العاطفية تمر بالعديد من المنعطفات
ولذلك فإن الغضب شعور لابد وأن يشعر به الطرفان داخل العلاقة في مواقف مختلفة
ولذلك فإن إدارة المشاعر لها مفعول قوي في التخفيف من التوتر والضغوط وحل المشكلات بين الطرفين .
كتم الغضب سلوك مؤذي :

العديد من الناس يعتقدون أن كتم الغضب هو سلوك صحي يساعد على استمرار العلاقات
ولكن العكس هو الصحيح
لأن كتم الغضب لن يجعله يختفي
وإنما يجعله يتراكم ويظهر في صورة انفجار بركاني لأتفه الأسباب
أو يظهر في صورة مشكلات صحية أو في صورة عدم الرغبة في التواصل مع الطرف الآخر
ولذلك فإنه لابد من تعلم طرق صحية للتعبير عن الغضب
لأن الغضب شعور له رسالة معينة
فهو يساعد الفرد على تعلم واكتشاف المزيد عن ذاته
كما أن الغضب يساعد الفرد في معرفة ما يناسبه وما لا يناسبه .
هل الغضب يخفي تحته شعور آخر ؟

في بعض الأحيان يشعر الفرد بالغضب لأنه لا يريد أن يشعر بشعور آخر
فالغضب ربما يخفي وراءه الشعور بالخوف أو القلق أو الاحراج أو الذنب أو الخزي
ولذلك فإن الفرد الذي لا يريد أن يشعر بشعور معين يحمي ذاته من الألم عن طريق الشعور بالغضب
وذلك من أجل ألا يظهر بمظهر الضعيف أمام ذاته
ولذلك فإنه لابد من سؤال الذات لماذا أنا غاضب وهل الشعور الذي أشعر به غضب أم شعور آخر
لأن التواصل مع الغضب يجعل الفرد هادئ بمعدل أكبر عند تواصله مع شريك حياته
لأن الفرد هنا يستغل الشعور بالغضب من أجل خير هذه العلاقة .
الغضب يعمل على زيادة التشوش داخل العلاقات :

مشاعر الغضب عندما تزداد بشكل زائد عن الحد تعمل على فقد القدرة على التعاطف ورؤية الأمور بمنظور الطرف الآخر
مما يجعل هناك تواصل عسير في العلاقة بين الطرفين
لأن هناك طرف يرى ذاته على حق ويغضب جدا عندما لا يقبل الطرف الآخر وجهة نظره ولا يوافق على ما يقول
ولذلك فهو يقوم بإهانة الطرف الآخر عندما لا تسير الأمور بالطريقة التي رسمها في مخيلته
مما يجعل هناك فجوة تواصلية كبيرة داخل العلاقة .
هل أخطاء التفكير تحفز شعور الغضب ؟

العديد من المقبلين على الزواج والمتزوجين يغفلون أن هناك بعض طرق التفكير التي تعمل على تحفيز مشاعر الغضب
فمثلا عندما يرى الفرد أن هناك طريقة واحدة فقط لفعل شيء ما فإن هذا يعمل على شعوره بالغضب عندما يتم فعل نفس الشيء ولكن بطريقة مختلفة تماما
كما أن إغفال مزايا الطرف الآخر والتركيز فقط على عيوبه يعمل على زيادة الشعور بالغضب
لأن هذا يزيد من معدل التشاؤم بخصوص مسار العلاقة
مما يزيد من مشاعر التعاسة العاطفية .
هل التسامح يفيد في علاج الغضب ؟

الغضب شعور يتغير إذا تغيرت أفكار الفرد
ولذلك فإن التسامح مع الطرف الآخر وفهم دوافعه يعمل على اختفاء الشعور بالغضب
لأن التسامح يزيد من الألفة في العلاقة
كما أن التعاطف يعمل على زيادة مشاعر المحبة والمودة بين الطرفين
لأن التسامح يزيل ألم دفين داخل قلب الفرد
ولذلك فإن الطرف الذي يسامح هو الطرف الأقوى
ولذلك فإن العلاقات التي تقوم على التسامح تتميز بالقوة والصلادة على مر السنوات
ولذلك فإنه لابد من التحلي بالصبر من أجل تدريب الذات على التسامح
فيقول الله تعالى في سورة القلم : ” فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت ”
ويمكنك معرفة المزيد حول ذلك عن طريق قراءة مقالة بعنوان : ” أهداف الزواج الصحي ” في مدونة مودة للزواج الإسلامي .