ما وراء العلاقات الرمادية

العلاقات الرمادية هي علاقات غير واضحة المعالم وغير مستقرة لأنها علاقات لا تقوم على الالتزام
مما لاشك فيه أن نجاح العلاقات العاطفية يتطلب مجهود وسعي من كلا الطرفين
ولكن هناك بعض العلاقات العاطفية يشعر فيها طرف ما بالحيرة والشك في نوايا الطرف الآخر
وذلك لأن الطرف الآخر يهتم به ويتحدث معه لساعات طويلة ويستخدم كلمات معسولة ولكنه لا يتخذ أي خطوات جادة نحو الارتباط الرسمي .
اختلاف النوايا في العلاقات الرمادية :
في العلاقات الرمادية نرى أن طرف ينتظر بفارغ الصبر اتخاذ خطوة رسمية ويبذل الكثير من المجهودات والتضحيات من أجل ذلك
ولكن نرى أن الطرف الآخر يتهرب ويراوغ عندما يتم التطرق للحديث حول الارتباط الرسمي
فهناك طرف يرغب بشدة في الارتباط الرسمي وهناك طرف يرفض بشدة هذا النوع من الارتباط
كما أن انشغال أحد الطرفين يجعل هناك تأخير في اتخاذ خطوة رسمية
لأن هناك العديد من المسئوليات الملقاة على عاتق الطرف المنشغل والتي تستهلك جزء من طاقته ومجهوده ووقته .
اقرأ أيضا : ” ما هو تأثير نقص الأمان العاطفي على فترة التعارف ؟ “.
التردد في العلاقات الرمادية :
في بعض الأحيان تظهر أمام الفرد العديد من الفرص للارتباط العاطفي
مما يجعله يشعر بالتردد تجاه اتخاذ أي قرار خاص بالارتباط بشخص معين
وذلك لأنه هنا سوف يفقد بقية الاختيارات العاطفية وهذه الفرص الرومانسية
مما يجعل الفرد يماطل في الارتباط الرسمي
وذلك من أجل كسب المزيد من الوقت
ولكن هذا يجعله يضع الأطراف الأخرى في العلاقات الرمادية
وذلك لأنه لم يحسم قراره بعد
فهو يرغب في كسب الود والاهتمام ويرغب في التقرب من الطرف الآخر
ولكنه يؤجل قراره باختيار طرف واحد فقط من أجل الارتباط الرسمي .
اقرأ أيضا : ” كيف تتجنب مشكلات فترة التعارف ؟ “.
الخجل في العلاقات الرمادية :
في بعض الحالات يشعر أحد الطرفين بالخجل من مصارحة الطرف الآخر بأنه غير قادر على الارتباط الرسمي في الوقت الحالي
مما يجعله مستمر في علاقة غير رسمية وغير مستقرة وغير ملزمة
وذلك لأن الطرف الآخر مستمر معه لأنه يأمل في جعل هذه العلاقة رسمية
ولذلك فإن العلاقات الرمادية تستنزف الكثير من وقت وطاقة ومشاعر الطرفين
لأنه إذا صارح الطرف الخجول الطرف الآخر بأنه غير مستعد للارتباط الرسمي فإن هذه العلاقة سوف تنتهي لأجل مصلحة الطرفين
لأن كل طرف هنا سوف يستكمل حياته بدون أن يستنزف وقته وجهده .
اقرأ أيضا : ” التعامل مع خجل التعارف لدى المقبلين على الزواج “.
مشكلات الالتزام في العلاقات الرمادية :
العلاقات الرمادية علاقات لا تقوم على الالتزام طويل الأمد
ولذلك فإن العديد من المقبلين على الزواج يدخلون في هذه العلاقات غير الملزمة
وذلك ظنا منهم أنها علاقات رومانسية تساعدهم على تخفيف أوجاعهم العاطفية الناتجة عن الوحدة
ولكنهم بعد ذلك يجدون أنهم قد ضيعوا كثير من سنوات عمرهم في علاقات لا فائدة منها ولا مستقبل لها .
ومن مجمل هذا يتضح أن العلاقات الرمادية تجعل الفرد يشعر بالجرح العاطفي لأنها تستفز مواطن ضعفه وقلة حيلته ومصادر عدم أمانه
ولكن لابد من التواصل مع مرشد أسري من أجل المساعدة في التخلص من مشكلات الالتزام والعقبات النفسية الداخلية التي تمنع الفرد من جذب علاقة صحية مع توأم روحه
ويمكن معرفة المزيد حول ذلك عن طريق قراءة مقالة بعنوان : ” نصائح للمقبلين على الزواج ” .