كيف يؤثر القلق على شكل العلاقات ؟

الشعور بالأمان يساعد الفرد على التعبير عن مشاعره بحرية داخل العلاقات، ولكن القلق يجعل الفرد لا يستطيع الانخراط في علاقة قوية وصحية
وذلك لأنه تساوره الشكوك بخصوص مستقبل هذه العلاقة
ولذلك فإنه يجد صعوبة في تكوين علاقة طويلة الأمد على الصعيد العاطفي والرومانسي .
مظاهر قلق العلاقات :

الفرد الذي يعاني من القلق بخصوص العلاقات لديه صعوبة في التغلب على مشاعره هذه بمفرده
فهو يحتاج لمن بجانبه لكي يطمئنه ويخفف عنه
فهو لا يستطيع وحده التغلب على أفكاره القلقة
فهو يخاف بشدة من ظهور صراعات ومشكلات داخل العلاقة
كما أنه عندما يتطلب الأمر منه اتخاذ قرار ما بخصوص العلاقة فإنه يتصرف بشكل سلبي تماما ويهرب من اتخاذ أي قرار يخص العلاقة
وذلك لأنه يخاف بشدة من التعرض للرفض والنبذ والترك
كما أنه يشك في مدى توافقه مع الطرف الآخر على المدى الطويل
كما أنه يشك في نوايا ومشاعر الطرف الآخر تجاهه
ولذلك فإنه يشعر بقلق شديد جدا عندما يغيب عنه الطرف الآخر .
الأسباب الكامنة وراء قلق العلاقات :

الفرد الذي يعاني من القلق بخصوص مستقبل العلاقات العاطفية قد عانى في طفولته من العيش في أسرة غير مستقرة
كما أنه قد مر بالعديد من التجارب والأحداث المؤلمة
والتي جعلته يعتاد توقع الأسوء من أجل حماية نفسه من ألم المفاجآت
ولذلك فإنه اعتاد أن يشك في نوايا الآخرين
ولذلك فإنه عندما يدخل في علاقة عاطفية فإنه يفكر دوما في أسوء السيناريوهات التي يمكن لها أن تحدث
مما يجعله يتوقع التعرض للجرح والخيانة والألم وسوء المعاملة في العلاقة مع الآخر
هل القلق يدمر العلاقة ؟

الفرد الذي يعاني من القلق لديه صعوبة في البدء في تكوين علاقة عاطفية من الأساس
لأنه يخاف من الهجر ويخاف من الجرح والألم
كما أنه عندما يتغلب على هذا القلق ويقوم بالدخول في علاقة عاطفية فإنه يخاف طوال الوقت من أن يتركه الطرف الآخر من أجل علاقة أخرى
ولذلك فإنه بشكل غير واعي إما يقوم بدفع الطرف الآخر بعيدا عنه عن طريق التعامل معه بقسوة شديدة
أو يقوم بالتشبث به بشكل زائد عن الحد لأنه يخاف من أن يتركه الطرف الآخر
وفي كلتا الحالتين يقوم القلق بجعل العلاقة تمتليء بالكثير من التوتر والضغط والمشاعر غير المريحة للطرفين
لأن العلاقة هنا يغيب عنها مشاعر المودة والرحمة .
التحرر من مشاعر القلق :

التشافي من مشاعر القلق الزائد عن الحد بخصوص العلاقات يتطلب حب الذات وتقبل الذات وزيادة معدل الثقة بالنفس والتقدير الذاتي
وذلك عن طريق تذكير الذات في كل يوم بالمميزات التي يتمتع بها الفرد والتي تجعل الآخرين ينجذبون إليه
كما أنه لابد من تهدئة العقل عن طريق الصلاة أو ممارسة اليوجا أو التأمل أو تلوين الماندالا
فهذا يساعد في التقليل من معدل الشعور بالقلق
كما أن التواصل مع مرشد أسري مفيد في التخلص من جذور الصدمات الماضية التي تسببت في تكوين مشاعر القلق بخصوص العلاقات
ويمكن معرفة المزيد حول ذلك عن طريق قراءة مقالة بعنوان : ” تأثير الخوف من الهجر على العلاقات ” في مدونة موقع مودة للزواج الإسلامي .