كيف تتعامل مع العدوان السلبي في العلاقات ؟

العلاقات التي تقوم على اساس مشاعر العدوان السلبي مرهقة جدا نفسيا وعاطفيا وذهنيا للطرفين
فهناك طرف يريد شيء ما من الاخر ويقوم الطرف الاخر بتأجيل تنفيذ ما يريده عن طريق النسيان غير الواعي او عن طريق افتعال القيام بمهام من اجل ألا يكون لديه الوقت المناسب لتنفيذ ما يريده الطرف الاول
ولكن هناك عدة خطوات تساعدك في التعامل مع العدوان السلبي الذي يشوب العلاقات ومنها ما يلي:
1- اكتشاف مواطن عدم الامان في العلاقات :
كلما زادت مشاعر عدم الامان كلما زادت المعاناة مع العدوان السلبي في العلاقات
فالعدوان السلبي يتغذى على مشاعر عدم الامان
فعليك اكتشاف مواطن عدم امانك في العلاقات من اجل ان يفقد العدوان السلبي سيطرته عليك
فإذا اكتشفت بنفسك مصادر عدم الامان فإنك هنا سوف تتقبل تأجيل اشباع رغباتك في العلاقة
لأنك سوف تتفهم انه ربما هذا الوقت المناسب لاشباعها
وسوف تستطيع ان تصبر على الطرف الاخر حتى يقوم بإشباعها
كما انك سوف تستطيع بدء محادثة وتواصل معه بخصوص الشيء الذي تريد تنفيذه بشكل بناء وايجابي ومريح لكليكما
لأنك هنا سوف تبدء المحادثة بدافع الرغبة في فهم الطرف الاخر وليس بدافع الخوف والرغبة في السيطرة على الاخر في العلاقة .
2- ممارسة التعاطف في العلاقات :
التعاطف او القدرة على النظر للامور من وجهة نظر الطرف الاخر يعمل على اصلاح العديد من العلاقات
فربما كان الطرف الاخر لديه عدة ضغوطات في الحياة او يشعر بعدم الامان او كان لديه نصيب كبير من خيبات الامل في العلاقات
ولذلك فهو يتصرف بهذه الطريقة التي لا تنال إعجابك
فزيادة القدرة على التعاطف مع الطرف الاخر يعمل على فتح الطريق امام التواصل مع الطرف الاخر وفهمه بشكل أعمق .
3- التوقف عن تحليل الأمور في العلاقات :
العديد من الناس يقعون في خطأ ان يقوموا بتحليل الامور بشكل زائد عن الحد في العلاقات فيقومون بوضع افتراضات لسلوك الطرف الاخر
ولكن من المفيد هنا التواصل بشكل مباشر مع الطرف الاخر
فعليك سؤال الاخر ما الذي يعنيه بخصوص موضوع ما وكيف يريد ان يتصرف بشأن قضية ما
فهذا يعمل على اتخاذ خطوات من اجل فهم الطرف الاخر
وهذا يعمل على إثراء العلاقات بين الطرفين
فيقول الله تعالى في سورة آل عمران : ” وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖفَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْلَهُم ْوَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ”
فالعلاقات القائمة على التقبل يشيع بداخلها مشاعر المودة والرحمة والامان والاستقرار .
إقرأ المزيد في مقال متلازمة العدوان السلبي
ومن مجمل هذا يتضح ان السلاح الحقيقي في مواجهة العدوان السلبي في العلاقات هو التفهم والتقبل والتواصل بدافع الحب لا الخوف
فكلما زادت مشاعر خوفك وقلقك في العلاقات كلما زادت سيطرتك على الطرف الاخر
مما يعمل على تراكم المشاعر السلبية التي تحرك العلاقة
ولذلك من الهام جدا العمل على التحكم في مشاعر الخوف والاستياء والقلق والغضب من اجل بناء تواصل أعمق مع الطرف الاخر
فكل هذا يساعد على تحرك العلاقة بشكل ايجابي يفيد الطرفين معا
مما ينعكس بشكل ايجابي على صحة الطرفين النفسية والجسمية
مما يقود إلى عدة نجاحات في مختلف جوانب حياة الطرفين .
ومن اجل معرفة تفاصيل اخرى بخصوص الحياة بين الزوجين يمكنك قراءة مقالة بعنوان عقبات توازن علاقة الزواج الاسلامي .