كيف تتشكل الحياة العاطفية عن طريق الوالدين ؟

مشاعر الحب في العلاقة بين الرجل والمرأة تعمل على تلوين الحياة باللون الوردي الجميل
ولكن العديد من المقبلين على الزواج يعتقدون أنهم هم فقط المتحكمين في مسار الحياة العاطفية الخاصة بهم
ولكن في الحقيقة كل طرف يرى الحب من وجهة نظره على حسب ما رآه من حب داخل الأسرة
كما أن كل طرف له منظوره الخاص بخصوص اعطاء واستقبال الحب طبقا لما يراه من أحداث داخل الأسرة .
تأثير الحياة العاطفية للوالدين :

علاقة الوالدين تعتبر المصدر الأول لتعلم الفرد الكثير عن الحب والعلاقات وطريقة التعامل بين الأزواج
كما أنها تعتبر مصدر خصب جدا لتعلم طرق التواصل في العلاقات الرومانسية
كما أن طرق التعبير عن المشاعر داخل الأسرة تؤثر على حياة الفرد بعد ذلك عند تعامله في علاقات الحب
لأنه سوف يتصرف كما رأى داخل أسرته
كما أن طرق التعبير عن الغضب والتعامل مع الصراعات تؤثر في طريقة التواصل المستقبلية للفرد مع شريك حياته .
تأثير الوعي الذاتي على الحياة العاطفية :

الوعي الذاتي واكتشاف الذات يعمل على كسر الروابط القديمة التي تجبر الفرد على التصرف بطريقة معينة في علاقته الرومانسية
فإذا كان أحد الوالدين يميل إلى عدم التحكم في مشاعر الغضب والاسراف في العدوانية فإن الفرد يمكنه أن يتصرف بطريقة مختلفة إذا أراد ذلك
وذلك عن طريق ربط السلوك القديم بالألم وربط السلوك الجديد بالمتعة
لأن النفس البشرية بطبعها تميل إلى البعد عن الألم والاتجاه نحو المتعة
ويمكن التواصل مع مرشد أسري للمساعدة في الخروج من دائرة السلوكيات السلبية داخل الزواج
شفاء الحياة العاطفية :

يمكن شفاء الحياة العاطفية عن طريق قراءة مقالات أو كتب تتحدث عن العلاقات الناجحة والعلاقات الصحية بين الرجل والمرأة
كما أنه يمكن مقارنة العلاقة التي تربط بين الوالدين والعلاقة التي تربط بين الفرد وشريك حياته
وذلك من أجل اكتشاف الأنماط الشبيهة التي تحتاج إلى تغيير
لأن الاستمرار في إعادة تكرار نفس التصرفات يؤدي إلى الاستمرار في تكرار نفس النتائج
ولذلك فإنه إذا أراد الفرد نتيجة مختلفة عليه أن يفكر ويتصرف بطريقة مختلفة
ويمكن معرفة المزيد حول ذلك عن طريق قراءة مقالة بعنوان :” خطوات اصلاح العلاقات ” في مدونة موقع مودة للزواج الإسلامي .

ومن مجمل هذا يتضح أن شخصية الفرد تتشكل في أول خمس سنوات في حياته
ولذلك فإنه يمكن معرفة مستقبل الحياة العاطفية للفرد إذا نظرنا إلى أحداث طفولته
ولكن يمكننا دوما تغيير المستقبل عن طريق تغيير أفكارنا بخصوصه
لأن المستقبل لم يحدث بعد
ولذلك فإننا نستطيع تغييره عن طريق التحرر من الأحداث الماضية المؤلمة حتى لا تشق طريقها إلى مستقبلنا
فكل حدث ماضي يحمل في طياته عبرة ودرس يمكنه أن يساعدنا في نجاح مستقبلنا
ولذلك فإن التمسك بألم الماضي يجعل من العسير التحرر منه ولذلك فإن نفس الحدث الأليم يتكرر مرة أخرى حتى يعطينا فرصة لتعلم الدرس مرة أخرى
وهكذا فإن نفس الحدث يستمر في الحدوث حتى نتعلم وإذا تعلمنا الدرس فإن هذا الحدث يتوقف عن الحدوث في المستقبل لأن دوره في حياتنا قد انتهي
مما يفتح الباب لأحداث أخرى جديدة تماما في حياتنا .