كيف تبني علاقة حب إيجابية مع الطرف الآخر ؟

كيف تبني علاقة حب إيجابية تجمعك مع الطرف الآخر من المؤكد ان هذه العلاقة تكون بمثابة النور الذي يساعدك في المضي في طريقك في الحياة
فعلاقة الحب الإيجابية تعمل على توفير الدعم العاطفي وتغذيتك بمشاعر إيجابية تشعرك بالسعادة خلال حياتك
فيقول الله تعالى في سورة الأعراف : ” هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا “
علاقة الحب الإيجابية مع الطرف الآخر تعتمد على أساس من التسامح
وهناك عدة خطوات يمكنها أن تساعدك في بناء علاقة حب إيجابية مع الطرف الآخر ومنها ما يلي :
1 – التوقف عن مقارنة الذات بالآخرين من أهم الخطوات لبناء علاقة حب إيجابية :
من أبرز الأخطاء التي يرتكبها العديد من الناس عندما يقعون في الحب أنهم يقومون بمقارنة حياتهم بحياة الآخرين على المستوى العاطفي
مما يشعرهم بالغضب والاحباط والاستياء وعدم الأمان
فحياة كل منا مختلفة تماما
فكل منا لديه رحلة مختلفة ومهمة مختلفة يقوم بها في هذا العالم
وكل منا لديه قدرات ومهارات مختلفة تماما
ولذلك فإن مقارنة الذات بالاخرين تعمل على خفض ثقة الفرد بذاته
كما أنه يشعر بعدم الرضا عن حياته على المستوى العاطفي
مما يجعله لا يشعر بمشاعر حب تجاه الطرف الآخر .
2 – تبادل مشاعر الثقة في علاقة الحب مع الطرف الآخر :
من أهم مقومات علاقة الحب الناجحة بين طرفين هي مشاعر الثقة التي تربط بينهما
فالشك في نوايا الطرف الآخر يعمل على إثارة مشاعر الخوف والغضب والاستياء والقلق
مما يزيد من معدل التوتر داخل العلاقة مع الطرف الآخر
ولذلك فإن مشاعر الثقة تعمل على زيادة مشاعر المودة والرحمة داخل العلاقات
مما يزيد من مشاعر الحب التي تربط الطرفين معاً .
3 – تقبل ما لا يمكنك تغييره في علاقة الحب :
علاقات الحب مليئة بمتغيرات كثيرة
ولذلك فإنه من الأهمية بمكان أن تسمح لذاتك أن تتقبل ما لا يمكنك تغييره
لأن رفض الواقع والاستمرار في الحزن والاستياء نتيجة حدوث حدث سلبي لن يعمل على تغيير هذا الحدث كما انه ينزع متعة العيش في اللحظة الحالية
فالعيش في الماضي والانخراط في الأحزان لن يفيد على المستوى العاطفي
لأن الماضي لا يمكن تغييره ولكن يمكن التعلم منه
كما ان العيش في المستقبل والقلق على مسار علاقة الحب لن يفيد أيضاً
لأن المستقبل بيد إله رحيم ولطيف .
4 – حب الذات :
عندما تحب ذاتك بشكل صحي فإنك تستطيع أن تحب الطرف الآخر بشكل صحي
فمشاعرنا نحو الآخرين هي عبارة عن إنعكاس لمشاعرنا تجاه أنفسنا
فالعلاقات العاطفية التي تقوم على أساس مشاعر كره الذات لن تؤدي إلى مزيد من الحب بل تؤدي إلى المزيد من كره الذات
ولذلك يجب عليك أن تشعر بحب ذاتك أولاً حتى تشعر بحب الطرف الآخر
ويمكنك أن تبدأ في حب ذاتك عن طريق اكتشاف مواطن قوتك واستثمارها بشكل إيجابي ينفع من حولك
كما يمكنك الاهتمام بذاتك عن طريق إتباع نظام حياة صحي عن طريق ممارسة الرياضة بشكل منتظم والاستمتاع بالوجبات الصحية
ويمكنك أيضا تثقيف ذاتك عن طريق حضور الدورات التي تفيدك على المستوى الشخصي والعاطفي والمهني والاجتماعي
فكلما زاد النمو الشخص وتطوير ذاتك كلما زاد مشاعر حبك لذاتك
وكل هذا بالطبع سوف ينعكس على شكل علاقتك بالطرف الآخر .
5 – الاعتراف بالخطأ في علاقة الحب :
ولكن لابد من الاعتذار عن الخطأ من أجل الحصول على التسامح
ولكن هناك العديد من الأزواج لديهم صعوبة في الاعتذار عن الخطأ عندما يتعلق الأمر بعلاقة الحب التي تجمعه بالطرف الآخر
و هذا من الأسباب القوية جداً والتي تقف وراء عدم الرغبة في الاعتذار للطرف الآخر عند الخطأ هو اقتران ارتكاب الأخطاء بالحماقة والتهور وعدم الحكمة
وهناك العديد من الناس لايرغبون في أن يظهروا بهذا المظهر أمام الطرف الآخر في علاقة الحب
ولذلك يقومون بإنكار ما قاموا بارتكابه من أخطاء وذلك خوفاً من رد فعل الطرف الآخر
ولكن الخطأ جزء من الطبيعة البشرية ولن تستطيع التحلي بالحكمة بدون ارتكاب الخطأ والاعتراف به والتعلم منه
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ” أخرجه الترمذي وابن ماجه والدارمي .
6 – التحلي بإتساع الأفق في علاقة الحب :
ضيق الأفق يجعل الشخص يرى أن معتقداته وآرائه ومنظوره عن العالم هو الصحيح ومعتقدات وآراء الطرف الآخر في علاقة الحب هي خاطئة تماماً
ولكن كل منا يرى العالم من منظور مختلف تماماً عن الآخر
وكلما ضاق الأفق لدى الشخص كلما اضطربت علاقة الحب التي تجمعه بالطرف الآخر
فعلاقة الحب الصحية هي التي تقوم على أساس التفهم والتقبل لوجهة النظر الأخرى .
7 – تقبل وجهة نظر الطرف الآخر في علاقة الحب :
في بعض الأحيان قد نقوم بجرح الطرف الآخر بدون أن ندري
ولذلك من الأهمية بمكان عندما يخبرك الطرف الآخر عن عيوب بداخلك أن تستمع إليه باهتمام
فإنكار عيوبك لن يعمل على إصلاحها بل يزيدها سوءً
مما يؤثر بشكل سلبي على مسار علاقة الحب التي تجمعك بالطرف الآخر
ولذلك من الحكمة أن ترى عيوبك بأعين ناضجة حتى تكتشف ذاتك بشكل أعمق
فإنكار الحقيقة لن يعمل على إخفاءها
ولذلك لابد من تقبل عيوبك والتي يرشدك إليها الطرف الآخر في علاقة الحب .
8 – بناء علاقة حب مع الله :
من أقوى التقنيات التي تتيح لك بناء علاقة حب إيجابية مع الطرف الآخر هو بناء علاقة حب مع رب العالمين
فعندما تدعو الله أن يساعدك في إصلاح عيوبك من أجل التمتع بعلاقة متوازنة مع شريك حياتك فإن الله يسوق لك أشخاص يعملون على مساعدتك في إصلاح ذاتك
مما ينعكس بشكل إيجابي على علاقة الحب التي تجمعك بالطرف الآخر .
ومن مجمل هذا يتضح أنه هناك عدة عوامل تتضافر معاً من أجل تحقيق علاقة حب إيجابية متوازنة مع الطرف الآخر
وأنه لابد من السعي وراء إصلاح الذات من أجل إزالة العراقيل التي تقف أمام التمتع بعلاقة حب صحية مليئة بمشاعر المودة والرحمة في العلاقة مع الطرف الآخر
فالتواصل مع الطرف الآخر ودعمه في مختلف الأحداث التي تمر بها العلاقة يعتمد على أساس التواضع والتعاطف والتقبل والحب غير المشروط
فكل هذه المشاعر تعمل على تقوية أواصر العلاقة بين الطرفين .
ومن أجل معرفة تفاصيل أخرى بخصوص العلاقة مع الطرف الآخر بشكل متوازن يمكنك قراءة مقالة بعنوان عقبات توازن علاقة الزواج الاسلامي .