كره الذات في العلاقة الزوجية

كره الذات في العلاقة الزوجية يؤثر تأثيراً كبيراً على مسار العلاقة الزوجية
فعندما تكون لدى الفرد مشاعر كره الذات فإنه يرى نفسه بصورة سلبية جداً
ولكن الطرف الآخر الذي تجمعه به علاقة عاطفية يراه بصورة إيجابية تماماً
مما يجعل هناك صراع داخلي لدى الشخص المصاب بكره الذات
لأنه لا يصدق أن هناك شخص ما في هذا العالم يحبه ولكنه من داخله يتوق جداً لمشاعر الحب هذه .
أسباب كره الذات في العلاقة الزوجية :
كره الذات له أسباب كثيرة ومتعددة وتختلف باختلاف الأشخاص
ولكن في غالبية الأحيان يكون السبب وراء كره الذات عميق جداً منذ الطفولة المبكرة في حياة الشخص
فمثلا عندما يتعرض الطفل من صغره للاهمال والتجاهل من قبل الوالدين أو مانحي الرعاية فإنه يشعر بأنه لا يستحق الاهتمام
وعندما يتعرض الطفل للعديد من الانتقادات بخصوص مظهره وشكله ومستواه التعليمي فإنه يشعر بأنه غير جيد بالمستوى الكافي
فكل هذا يساهم في الشعور بمشاعر كره الذات .
تأثير كره الذات على العلاقة الزوجية :
العلاقة الزوجية تعتبر تهديد قوي جداً لمشاعر كره الذات
فهناك من يتجنب هذا التهديد عن طريق إختيار شريك يقوم بإنتقاده كما كان ينتقده والديه
حتى تكون صورته الذاتية متناغمة مع صورة الطرف الآخر عنه
وأيضاً هناك من يتجنب تهديد الصورة الذاتية السلبية عن طريق اختيار شريك يهتم به ثم يقوم بدفعه بعيداً عنه
لأن مشاعر كره الذات تطفو على السطح عن طريق العديد من الأشكال والسلوكيات
لأن الشخص هنا يشعر بأنه لا يستحق أن يحبه الطرف الآخر ولذلك فهو يشك في نوايا الطرف الآخر ويخاف على مستقبل العلاقة
ولذلك فهو يقوم بشكل غير واعي بدفعه بعيداً عنه من أجل حماية نفسه من الألم الناتج عن الاستمرار في هذه العلاقة
ولكن مشاعر قلقه وخوفه على مستقبل العلاقة لا تجرحه هو فقط وإنما تجرح الطرف الآخر أيضاً .
مظاهر كره الذات في العلاقة الزوجية :
كره الذات في العلاقة الزوجية يظهر عن طريق العديد من الأشكال في العلاقات
فالشخص الذي لديه مقدار كبير من كره الذات يشعر بالحقد والحسد من نجاح الآخرين في علاقاتهم العاطفية
فهو يشعر بأنه لا يستحق أن ينجح مثلهم في علاقته بالطرف الآخر
كما انه لا يتقبل أبداً المجاملات والمديح لأنه اعتاد على أن ينتقده الآخرون
كما إنه يخاف من الوقوع في الحب لأننا عندما نقع في الحب نتقبل مواطن ضعفنا
فهو يبحث عن الكمال والمثالية حتى يشعر باستحقاق الحب
ولكنه يبحث عن سراب مستحيل الوصول له
ولذلك فهو يقاتل من أجل أن يتقبل ذاته ولذلك فهو لا يستطيع تقبل الطرف الآخر
ولذلك فهو يواجه العديد من المشكلات عند الارتباط العاطفي .
التحرر من كره الذات :
يمكنك التحرر من مشاعر كره الذات من أجل التعامل بشكل صحي مع الطرف الآخر الذي تربطك به علاقة عاطفية
وذلك عن طريق إعادة اكتشاف نقاط القوة بداخلك واستغلالها في تحقيق نفع لمن حولك
فعندما تستثمر مواهبك الدفينة من أجل مساعدة الآخرين فإنك تستطيع التمتع بحب الذات وحب من حولك
كما إنه يمكنك التواصل مع مرشد أسري لمساعدتك في التعامل مع مصادر عدم الأمان في حياتك العاطفية
حتى تتمتع بمشاعر السلام والأمان والسعادة في علاقتك مع الطرف الآخر
فكل هذه المشاعر تقلل من مشاعر كره الذات بداخلك
فيقول الله تعالى في سورة الرعد : ” إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ” .
ومن أجل معرفة تفاصيل أخرى بخصوص العلاقات المحبة والصحية مع شريك الحياة يمكنك قراءة مقالة بعنوان عقبات توازن علاقة الزواج الاسلامي . في مدونات موقع مودة للزواج الاسلامي