قلب حواء في فترة الخطبة.

2018/07/12

من الحقائق المسلم بها أن أزهى فترة في العمر هي فترة الـ خطبة 
والـ خطبة تعبير عن الحب.. أو مرآة تعكس صورة الحب.. أي أن هناك قلبين يتكلمان بلغة تنقلها الشفاه ، أو تفصح عنها العيون

ولغة الحب لغة عالمية.. لا تحتاج إلى مترجم.. حتى و لو كان كل من الحبيبين لا يفهم لغة الآخر.. لأنها لغة بلا حروف و لا ألفاظ..، و لكن تكفي فيها الإشارات و الإيماءات و النظرات و اللمسات لتكون مفهومة و واضحة..

و لهذا فإننا نحكم على كل خاطب بأنه محب

و ذو قلب زاخر بالعواطف ، لأن الشاب لا يطلب يد فتاة إلا إذا كان قلبه يهتف باسمها ، و مخيلته تزدحم بصور جمالها، و هذا شأن الشاب… فما شأن الفتاة ، وهي المخطوبة و المرغوبة و المطلوبة؟

إن الخاطب حين يتقدم إليها لابد أن يكون قلبه ممتلئا بالعواطف

، وجيبه ممتلئا بالمال..، أما هي فكيف تستقبل اللحظة التي تنتظرها منذ دخولها مرحلة البلوغ بلهفة و حنين و شوق؟

ربما تعيش هذه الفترة بقلب مفتوح للحب

لا تنضب منه الفرحة أبدا ، هذا إذا كان الخاطب أول رجل يطرق باب قلبها ليسكنه ،
أو أول رجل يغزو حياتها بأشواقه و صبابته ، هنا نستطيع أن نقول : إن قلب هذه من أغلى القلوب ،
و أندرها بين النساء فالقلب الذي ينتشى بحب رجل واحد لا يفيق من نشوته إلا عند موت صاحبته،
و لذلك نرى نساء لا يتزوجن بعد وفاة أزواجهن ، حتى و إن كن في منتصف العمر ،
لأن الرجل الذي أحبته كل منهن امتزج بقلبها كله ، و لم يترك فيه ذرة لرجل آخر…

و النساء معادن

منهن امرأة كالذهب لا يصدأ قلبها مهما رانت عليه الهموم و الأحزان ، و امرأة كالفضة قلبها نفيس ،
و لكنه أقل قدرا من الذهب ، و امرأة كالحديد كلها منافع للرجل ، و إن كان قلبها فيه صلابة و قسوة ،
و امرأة كالياقوت فيها جاذبية و لكنها لصنف خاص من الرجال ، و امرأة كالألماس نادرة في أنوثتها ،
و لا يقدر على امتلاكها إلا من أوتي حظا من المجد أو حظا من المال

…كل واحدة من هؤلاء النساء كيف جلس الخاطب على عرش قلبها؟
كل كلمة سمعتها منه،كل حركة رأتها فيه،كل نظرة فحص به مفاتنها ،
كل ابتسامة بعث بها رسول حب إلى قلبها ،كل ذلك جعلها في حوزته ،فلا تستطيع منه هربا،
و المرأة إذا أحبت انطلقت في حبها بلا قيود و لا حدود و أطلقت لمشاعرها العنان،
و على الرغم من أن المرأة من طبعها الحياء و الخجل فإن الحب ينزع عنها هذا كله فتعرب لحبيبها عما في صدرها من وله لأن القلب كالقصر المنيف .

و لعل فترة الخطبة هي موسم العواطف بالنسبة للخطيبين ،و لكن الرجل هو الذي حدد بداية الموسم حين طلب يد الفتاة ،
و فترة الخطبة قد تطول لسبب أو لآخر،و هنا تتكشف بعض طباع الخطيبين ،
بيد ان المرأة تجيد التصنع لكي تحتفظ بالرجل اللذي أحبته ووهبته قلبها فلربما تكون سريعة الغضب
ولكنها تظهر هادئة رزينة تحبس انفعالاتها و تضع على لسانها حجرا ثقيلا ،
وربما تكون سطحية التفكير فلا تحاول أن تكشف عن فكرها بتعليمات من والديها أو صديقتها ،
فالمرأة كالجن لها درة عجيبة على التشكل، و متى أحبت فإنها توظف كل جوارحها لإنجاح حبها،
وكما أن خطيبها امم قلبها فكذلك هي تضع الحراسة على تصرفاته .

و لذلك فإن الزواج قيد و ليس انطلاقا، و لكنه قيد باختيار الرجل لامرأة ، و اختيار المرأة الرجل الذي تقدم لها،
فالإسلام أعطى للمرأة حرية اختيار زوجها، ومنحها حق الرفض أو القبول فإذا أخطأت فلا تلومن إلا نفسها لأنها لم تجبر على الـ زواج.

أكثر من 7 مليون مشترك يبحث عن نصفه الآخر

اشترك الان مجانا