علامات التفكك الأسري

مما لاشك فيه ان الاسرة ومؤسسة زواج اسلامي تؤثر تأثير تام على سلوك الابناء ،وتقوم بتشكيل شخصياتهم وانه اذا صلحت الاسرة صلح الابناء ، وايضاً هناك احاديث كثيرة تشير إلى ان محبة الاب لاولاده تتناسب مع ايمانه ، فعن اسامة بن زيد قال: ” كان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذني فيقعدني على فخذه ويقعد الحسن على فخذه الاخرى ثم يضمنا ثم يقول: اللهم ارحمهما فإني أرحمهما “اخرجه البخاري .
وهناك عدة علامات للتفكك داخل الأسر ومنها :
1-السيطرة :
ومعنى ذلك ان يكون هناك طرف في الاسرة يمسك بكل الخيوط ، ويقوم بتحريك كل الاحداث الخاصة بالأسرة ، فبقية أفراد الأسرة بالنسبة له عبارة عن عرائس ماريونت، تضحك بإذنه وتبكي بإذنه وتأكل بإذنه وتنام بإذنه ، وهذا الطرف المسيطر يكون مسيطر منذ بداية العلاقة في فترة تعارف جاد .
وهذا معناه كسر ارادة كل أفراد الأسرة ، والطفل الذي تربى في أسرة يشوبها السيطرة المطلقة في الغالب الأعم من الحالات يعاني من الخجل والانطواء وفقدان الثقة بالنفس والشعور بالعجز وقلة الحيلة وعدم الأمان .
2- الشعور بعدم الامان :
في الأسر التي تعاني من التفكك الأسري يشعر أفرادها بعدم الأمان ، والخوف والقلق لأنهم يشعرون بأن أسرتهم مختلفة عن أي أسرة أخرى، فيخاف كل فرد من الأسرة من التعبير عن مشاعره وأفكاره ، ولا يرغب بالتحدث عن طموحاته وأهدافه وما يريده ويتمناه لأنه يخاف من الاهانة والتجريح والانتقاد ، ويخاف لأنه يشعر أن هناك من سيقوم بتعطيل طموحه في هذه الأسرة .
3- العنف الأسري :
الأسرة التي يشوبها التفكك الأسري تعاني من العنف داخل مؤسسة زواج اسلامي ، والعنف ليس فقط الاعتداء بالضرب ولكن العنف من الممكن ان يكون في صورة اهانة او تجريح او شد الشعر او الركل او توجيه الضربات او الاغتصاب او الحرق .. الخ .
وهذا العنف الأسري يجعل الابناء يشعرون بعدم الثقة بالنفس وعدم الأمان والرغبة في الانتقام من اي شخص والرغبة في العدوان على اي شخص ، لأنه يكون بداخلهم مجموعة من المشاعر الغاضبة من جراء العنف الذي يتعرضون له .
4- انعدام التواصل :
التواصل من أكثر الأشياء أهمية داخل الأسرة ، وتبدأ أهميته منذ تعارف جاد وكل المراحل التالية ، ومشكلات التواصل داخل الأسرة من الممكن ان تظهر في عدة صور مثل : عدم القدرة على التوصل إلى حلول وسط او عن طريق عدم الاستماع او المشاجرات التي لاتؤدي إلى حل او التجاهل او المعاملة الصامتة او الخرس الزوجي.
وانعدام التواصل هذا يؤدي إلى صعوبة التعايش في هذه الاسرة ، لأنها تفتقد إلى أهم عنصرين في الاسرة وهما المودة والرحمة .
5- رفض تحمل المسئولية :
عندما يرفض أحد الزوجين تحمل المسئولية ويقوم بإلقاء كل المهمات على عاتق الطرف الاخر هذا معناه أننا أمام أسرة مفككة، وهذا يؤدي إلى ان الطرف الذي يحمل كل المسئولية سيتحملها ولكن لفترة معينة قبل ان ينفجر في الطرف الاخر، لأنه قد تحمل أكثر مما يجب ، وأكثر حالات الخلع في الوطن العربي تكون بسبب ان الرجل قام بإلقاء كل المسئولية على المرأة وتحملت المرأة هذه المسئولية في سنوات كثيرة من العمر ولكنها في لحظة معينة قررت ان تتوقف عن حمل هذه المسئولية الملقاة على عاتقها ، ولذلك ترغب في الطلاق من اجل ان تستريح من ضغط هذه المسئولية .