علاقة زواج مصلحة .. ماذا بعد ؟

هناك بعض الرجال والنساء تقوم حياتهما الزوجية على اساس علاقة زواج مصلحة
فهنا الحياة الزوجية تكون مشروطة بالحصول على أشياء معينة
مثل الثروة او السلطة او المنصب او جنسية دولة معينة
وعند الحصول على الهدف الذي قامت عليه علاقة زواج مصلحة بين الطرفين فإن أحد الطرفين يتخذ قراره بالانفصال عن الاخر
ولكن من الممكن ان تعيد ترميم هذه العلاقة لكي تصبح علاقة صحية
ولذلك هناك عدة اسئلة لابد وان تسألها لذاتك قبل اتخاذ قرارك بالانفصال عن الاخر ومنها ما يلي :
1-هل حقا تريد الطلاق والانفصال عن علاقة يسودها زواج مصلحة ؟
التهديد بالطلاق بين الطرفين شائع في العديد من العلاقات الزوجية خارج علاقة زواج مصلحة تجمع الرجل والمرأة
فبعض الرجال يستخدمون التهديد بالطلاق
وبعض النساء يستخدمن طلب الطلاق كنوع من المقاومة والاحتجاج والمعارضة
لذلك لابد عند اتخاذ قرار الانفصال عن علاقة زواج مصلحة تجمعك بالاخر ان يعي كل منكما جيد ما الذي يريده بالفعل .
2- هل تحتفظ بالمشاعر الجميلة مع وجود علاقة زواج مصلحة ؟
هل تشعر بمشاعر جميلة تجاه الاخر قائمة على التعاطف والحب والمودة والسكينة على الرغم من قيام العلاقة على زواج مصلحة منذ البداية ؟
فالمشاعر الجميلة قادرة على فتح امامكما فرصة اخرى من اجل إعادة تأسيس العلاقة على مشاعر جميلة
بدلا من قيام العلاقة على زواج مصلحة
فالحب قادر على إعادة إحياء أقسى القلوب
فالحب يجعلك تسامح الطرف الاخر وتعفو
كما انه يجعلك تتواصل بفعالية مع الطرف الاخر
فالتفاهم والحب امران ضروريان من اجل قيام علاقة زوجية سوية .
3- هل قرار الانفصال عن علاقة يسودها زواج مصلحة قائم على العقل ام المشاعر ؟
فلابد وان تجلس مع ذاتك جيدا وتعي ما يدفعك لاتخاذ قرار الانفصال عن علاقة زواج مصلحة تجمعك بالاخر
فإذا اتخذت قرارك في ذروة ثورة مشاعرك لانهاء علاقة زواج مصلحة تجمعك بالاخر
فإنك من الممكن ان تشعر بالندم بعد ذلك على هذا القرار
فعليك ان تتريث قبل اتخاذ قرارك فعليك ان تفكر في محفزات هذا القرار ودوافعه
وعليك ايضا ان تفكر في نتائجه وعواقبه فهل تستطيع ان تتحمل هذه النتائج والعواقب
ام ان هناك أطراف اخرى في العلاقة سوف يقع عليها الضرر مثل الابناء ؟
فقرار الطلاق قرار مصيري يؤثر على حياتك وحياة الطرف الاخر وابناءكما ايضا .
ومن مجمل هذا يتضح ان قيام علاقة بين طرفين على اساس زواج مصلحة يعتبر سلاح ذو حدين
فمن الممكن ان تكون هذه العلاقة مزعجة بالنسبة لك اذا لم تحصل على ما توقعته
او من الممكن ان تكون علاقة زواج مصلحة بين طرفين بداية لعلاقة صحية تجمعهما
وذلك على حسب تفسير كل طرف وتصرفاته مع الطرف الاخر
ومن الهام جدا ان تستخير الله قبل اتخاذ قرارك
كيفية دعاء الاستخارة كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه و سلم
فعَنْ جَابِرٍ رضيَ الله عنه قَال : كَانَ رَسولُ اللَّه صلَى الله علَيهِ وسلمَ يُعَلّمُنَا الاسْتِخارَة فِي الأُمورِ كُلّهَا كَمَا يُعَلمُنَا السُّورةَ مِن الْقُرآنِ يَقولُ : إذا هَمَّ أَحَدكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَركَعْ رَكْعتَيْنِ مِن غَيْرِ الْفَرِيضةِ ثمَّ لِيَقُل :
( اللهُمّ إنيِ أَسْتَخيركَ بِعِلْمكَ وَأَسْتَقدِرُكَ بِقُدْرتِكَ وَأَسْألُكَ مِنْ فَضْلِك الْعَظِيمِ فَإِنَّك تَقْدرُ وَلا أَقْدرُ وَتَعْلمُ وَلا أَعلَمُ وَأَنْت علامُ الْغُيُوب اللَّهمَّ إنْ كُنتَ تَعلَمُ أنَّ هَذا الأَمْر (هنا تسميِ حاجتكَ ) خَيرٌ لِيْ فِيْ دِينِيْ وَمَعاشِي وَعَاقبَةِ أَمْرِي أَوْ قالَ : عَاجلِ أَمْري وَآجلهِ فَاقْدرْهُ لِي وَيَسّرْهُ لِيْ ثُمّ بَاركْ لِيْ فِيه
اللَّهمَّ وَإِن كُنْت تَعْلَم أَنّ هَذا الأَمرَ (هنا تسميِ حاجتكَ ) شَرُُ لِي فِيْ دِينِيْ وَمَعاشِيْ وَعَاقِبةِ أَمْري أَوْ قالَ : عَاجلِ أَمْري وَآجِلهِ فَاصْرفْه عَني وَاصْرِفْني عَنهُ وَاقْدُر لِي الْخَيرَ حَيثُ كَان ثُمّ ارْضِني بهِ (وَيسمِّي حَاجَتهُ ) وَفِيْ رواية ( ثمَّ رَضّنِي بِهِ ، رواه البخاري .
ومن اجل معرفة تفاصيل اخرى عن العلاقات الصحية في إطار زواج شرعي بين الرجل والمرأة يمكنك قراءة مقالة بعنوانزواج سعيد .