علاقات قلقة

العلاقة مع شريك الحياة هي علاقة تنطوي على العديد من المشاعر الايجابية والسلبية
وهذه العلاقة تؤثر على العديد من جوانب الحياة المختلفة
ولذلك يعاني العديد من المتزوجين والمقبلين على الزواج من علاقات قلقة مع شركاء حياتهم
نتيجة أنهم لا يعلمون الطريقة الصحية للتعامل مع المواقف الطارئة والمفاجئة وغير المعتادة مع شريك الحياة
ولذلك فإن العلاقات القلقة تكون منتشرة في المجتمع من حولنا .
العلاقات القلقة تقوم على أساس توقع الاسوء :
العلاقة مع شريك الحياة يكون فيها مشاعر جميلة ومشاعر سلبية وهذا جزء من طبيعة الحياة
ولكن في العلاقات القلقة يكون شائع جدا توقع اسوء السيناريوهات وانتظار حدوث احداث سيئة بفارغ الصبر والشك في الطرف الاخر
ولكن كل ذلك بسبب المرور بتجارب سلبية في الماضي والخوف من التعرض لنفس الالم
فالتركيز على الماضي والاستياء بسبب أحداث تم المرور بها في الماضي والخوف من مواجهة نفس الالم في المستقبل يعمل على تدمير المستقبل
لأن الشخص هنا لا يعيش اللحظة مع شريك الحياة فهو متواجد بجسده فقط معه ولكن عقله في مكان اخر بين الماضي والمستقبل
فالشخص هنا يضع اسوء سيناريوهات المستقبل في عقله ويفكر كيف سيتصرف إذا حدث مكروه ما
مما يؤدي إلى زيادة المشاعر السلبية في العلاقات القلقة التي تجمع بين الطرفين
ولذلك من الهام جدا ترك الماضي في الماضي والعيش في اللحظة الحالية مع الطرف الاخر .
العلاقات القلقة تقوم على أساس من التواصل المنقوص :
في العلاقات القلقة يشعر الشخص بالخوف من التواصل مع الطرف الاخر
فهو يقوم بإخفاء مشاعر خوفه وقلقه عن الطرف الاخر مما يعمل كحاجز بين الطرفين
ولكن عدم التواصل مع الطرف الاخر يزيد من مشاعر القلق والخوف في العلاقة
لأن التواصل الصادق بين الطرفين هو العلاج الفعال للعلاقات القلقة
فالوحدة والرغبة في العزلة وعدم التواصل مع الطرف الاخر هو دلالة على مشاعر القلق داخل العلاقة
فعندما يقوم الفرد بإلغاء كل حدث يجمعه بالطرف الاخر هذا معناه انه يشعر بقلق من شيء ما
فلذلك فهو يختار ان يبتعد عنه
كما ان التواصل المنقوص ومحاولة الابتعاد عن الطرف الاخر يزيد من مشاعر عدم الثقة بين الطرفين
مما يزيد مشاعر القلق سوءً داخل العلاقات .
التركيز على السلبيات من علامات العلاقات القلقة :
العلاقات القلقة يشيع بداخلها المشاعر السلبية وتفتقد مشاعر المودة والرحمة والسعادة والاستمتاع
وهذا نتيجة التركيز فقط على السلبيات وغض الطرف عن الايجابيات
فعندما تركز فقط على السلبيات والنقائص في العلاقة هذا يعوقك من الاستمتاع بالعلاقة والسعادة بها
لأنك تركز فقط على ما يسبب نفورك من الطرف الاخر
ولكن التركيز على مميزات العلاقة ومميزات الطرف الاخر يعمل على زيادة مشاعر الرضا في العلاقة
مما يعمل كعلاج فعال للعلاقات القلقة
لأن مشاعر الرضا تجعل العلاقة مليئة بمشاعر ايجابية تساعد الطرفين في مختلف جوانب حياتهم
ولذلك من الهام جدا اذا كنت في علاقة بها مشاعر سلبية ان تصبر وتحاول اصلاح العلاقة
فيقول الرسول – صلى الله عليه وسلم ” عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ” رواه مسلم.
وإذا أردت معرفة تفاصيل ومعلومات بشكل أعمق عن العلاقة الصحية مع شريك الحياة يمكنك قراءة مقالة بعنوان عقبات توازن علاقة الزواج الاسلامي .