عدم رغبة الشريك في الاعتذار .. أسرار وخفايا

2017/11/05

فعل الاخطاء وارد جدا في العلاقات وخاصة داخل الزواج ، و الاعتذار عن الاخطاء يعمل على اصلاح العلاقات ، ولكن هناك العديد من الناس لا يعتذرون ابدا للشريك عن الخطأ مهما كان هذا الخطأ ، مما يصيب العلاقة في مقتل ، وهذا يجعل العلاقة تتداعى بشكل تدريجي ، وهناك عدة اسباب تقف وراء عدم رغبة الشريك في الاعتذار ، ومنها ما يلي :

1-المحافظة على الصورة الذاتية :

فالاعتراف بارتكاب الخطأ والاعتذار عنه امر مؤلم بعض الشيء ، لأنه يكون بداخله اعتراف ضمني بأنك فعلت شيء ما خطأ بحق الطرف الاخر ، وكل الناس لا يحبون أن يكونوا على خطأ ، فالنفس البشرية بطبعها ترغب في ان تتمتع بالقدرة على فعل التصرفات الصحيحة طوال الوقت ، ولكن عندما تربط الخطأ الذي فعلته بتصنيف نفسك على انك شخص سيء ، فهنا سوف تهرب من الشعور بذلك عن طريق رفض الاعتذار عن الخطأ ، من اجل الحفاظ على ماء وجهك امام نفسك ، ومن اجل الحفاظ على صورتك الذاتية .

2- الخوف من تحمل المسئولية :

فعندما تعتذر عن شيء ما فعلته فإنك بذلك تعترف بأن ما حدث كان مسئوليتك الشخصية وانك المتسبب في حدوثه ، ولكن النفس البشرية بطبعها تحب إلقاء اللوم على شخص اخر ، حتى يشعر كل طرف بأن الطرف الاخر هو المجبر على تغيير طريقته ، وكل هذا يجعل بعض الشخصيات تمتنع عن الاعتذار عن الخطأ للشريك ، والتعارف على ذلك يتيح لك فهم اسباب الامتناع عن الاعتذار للشريك .

3- الخوف من رد فعل الشريك :

النفس البشرية بطبعها تخاف جدا من الرفض ، وعندما تعتذر للشريك فإنه من المحتمل ألا يتقبل اعتذارك ، وهذا يخيفك بعض الشيء ، مما يجعلك تمتنع عن الرغبة في الاعتذار له ، ولكن هذا يؤثر على العلاقة داخل مؤسسة زواج اسلامي بشكل سلبي جدا .

فضل الاعتذار والتسامح :

الايات القرآنية والاحاديث النبوية اشارت إلى ان التسامح والاعتذار عن الخطأ من اهم مقومات العلاقات الناجحة ، فقال الله تعالى في سورة النور ” وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ” ، وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كأني انظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبياً من الأنبياء، صلوات الله وسلامه عليهم ضربه قومه فأدموه، وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: (اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون) .متفق عليه

ومن مجمل هذا يتضح ان العفو والتسامح مع الطرف الاخر يفيد جميع الاطراف ، ولكن أولا لابد وان يبدأ الطرف المخطيء في الاعتراف بالخطأ ، ولابد وان يعتذر ، حتى يحافظ على تقوية العلاقة مع الطرف الاخر ، مما ينعكس بشكل ايجابي على العلاقة بين الزوجين ، فالتعارف على أهمية العفو والتسامح والاعتذار بين الزوجين يشكل فارق كبير جدا في الحياة .

ومن اجل معرفة تفاصيل اوضح عن التسامح مع الجروح العاطفية التي سببها لك شريك حياتك يمكنك زيارة موضوعات مودة . نت ، فنحن نهدف إلى اصلاح علاقتك بنفسك وبشريك حياتك بطرق سهلة وميسرة وفي متناول يد الجميع ، حتى ينعكس ذلك على المجتمع ككل .

اكثر من 7مليون مشترك يبحث عن نصفه الاخر

اشترك الان مجانا