عدم الأمان في العلاقة مع شريك الحياة

يشعر الفرد بعدم الأمان ناحية شريك حياته لأنه يخاف من فقدانه فيشعر بأنه غير آمن في العلاقة بسبب أن معجبي شريك الحياة كثيرين أو لأن شريك الحياة يمضي وقت طويل مع أصدقائه أو لأن شريك الحياة لا يقوم بتقديره التقدير الكافي أو سبب آخر لذا عند فهم عدم الأمان في العلاقة مع شريك الحياة يجب تحديد السبب الحقيقي ثم بعد ذلك يجب التحدث مع شريك الحياة بخصوص ذلك .
طرق الإقلال من الشعور بعدم الأمان :
التوقف عن التمركز حول الذات :
على الفرد أن يتوقف عن التمركز حول ذاته وأن يحاول فهم شريك حياته وأن يلاحظ الرسائل الخفية في نبرات صوته وحركات جسده وتعبيرات وجهه ويجب التوقف عن العبارات التي تجرح الطرف الآخر والتي ليس لها أي داعي .
كما أن التطوع والعمل الخيري يقلل من التمركز حول الذات لأنه في التطوع يرى الفرد أن هناك شخص آخر يعاني ويتألم ويكون ألمه أصعب بكثير منه فيقل الشعور بالتمركز حول الذات .
التفكير الايجابي :
الأفكار يمكنها أن تكون الصديق الوفي أو العدو اللدود ونوعية الأفكار تؤثر تأثير كبير على اتجاه العلاقة بين الطرفين سواء بالسلب أو الايجاب فإذا كان الفرد يفكر تفكير سلبي مثل “” أنا اعلم انه سوف يتركني في يوم ما ” أو ” كيف وقع في حبي ؟ ” فهذه الأفكار ليست نابعة من الواقع وإنما نابعة من الخوف .
أي أنه بعبارة أخرى أن المشكلة لا توجد في الواقع وإنما توجد في عقل الفرد فهو الذي اخترعها لذا في أي وقت يجد الفرد نفسه يفكر أفكار سلبية عليه التخلص منها عن طريق أن يقول لنفسه أه يمتلك زمام حياته وقادر على ادارة حياته وتحقيق أحلامه وأن الأفكار السلبية لا توجد إلا داخل سردايب عقله .
ومما لاشك فيه أن الأفكار تؤدي إلى مشاعر سلبية أو ايجابية على حسب نوع الفكرة وهذه المشاعر يتم ترجمتها إلى سلوك ايجابي أو سلبي على حسب ايجابية أو سلبية الأفكار كما أن الفكرة تجذب المزيد من الأفكار الشبيهة فالفكرة الايجابية تولد المزيد من الأفكار الايجابية والفكرة السلبية تولد المزيد من الأفكار السلبية .
وعلى الفرد أن يكون متفائل ويتوقف عن التفكير عما سيفعله إذا قد تم تركه بواسطة شريك الحياة فيجب أن يعلم الفرد أن شريك حياته وقع في حبه لأنه شخص مميز ورائع .
التوقف عن الشك بدون سبب :
على الفرد أن يتوقف عن التجسس على جوال شريك حياته ورسائل الفيس بوك والبريد الالكتروني فإنعدام الثقة بين الشريكين تقوم بتدمير العلاقة فلا يجب الشك في الطرف الآخر بدون أي أسباب قوية فربما كان الطرف الآخر يتصل بزميله في العمل من أجل انهاء مشكلة في العمل وليس بسبب علاقة غرامية بينهما .
ادراك أن شريك الحياة هو جزء من الحياة :
على الفرد أن يتعامل مع شريك حياته على إنه جزء من حياته وليس حياته كلها فعندما تقوم حياة الفرد على شريك حياته ولا شيء غير شريك حياته .
هنا يكون من السهل أن تقفز إلى نفس الفرد أفكار سلبية وتشاؤمية والتفكير بعيوب متخيلة غير موجودة في الواقع لذا عند التوقف عن الاعتماد على الطرف الآخر بصورة زائدة عن الحد يحب الفرد الحياة ويكون معدل قلقه وعدم شعوره بالأمان معدل قليل جدا .
تمضية الوقت مع الاصدقاء :
على الفرد تمضية وقت مع جماعة الأصدقاء وأن يستمتع بوقته معهم فهذا يساعد في أن الفرد سيدرك أنه ليس هناك أي ضرر على العلاقة مع شريك حياته إذا قضى بعض الوقت برفقة الأصدقاء .
تنمية الثقة بالنفس :
أحد أكبر الأسباب الكامنة وراء عدم الأمان بين الشريكين هي قلة الثقة بالنفس فهذه حقيقة مؤلمة ولكنها حقيقية تماما فالشخص الذي يشعر بعدم الأمان يشعر بذلك لأنه يعتقد أنه غير جيد بشكل كافي فعلى الفرد تنمية ثقته بذاته عن طريق قراءة موضوعات متنوعة حتى يقوم بإثراء معلوماته .
وصنع سجل للنجاحات والانجازات وتحديد الأهداف فالفرد إذا لم يعلم تماما ما هي اهدافه ولا الطريق الذي يمشي فيه يصبح عرضة لقلة الثقة بالنفس كما أن الشعور بالذنب عن أخطاء الماضي يقلل من الثقة بالنفس .
التوقف عن مقارنة العلاقة الحالية بالعلاقة السابقة :
بعض الناس يقومون بالحكم على شخص بأنه سيء لأنه يشبه شخص آخر قد تعامل معه بشكل سيء وبعض الأشخاص يتعاملون مع الطرف الآخر على أساس علاقة أخرى سابقة .
فمثلا إذا عانى الشخص من طرف آخر صعب المنال ويسيء إليه لفظيا وجسديا ويقوم بخيانته أو تركه فهو يقوم بالاستجابة لذلك عن طريق أن يكون في وضع دفاعي تجاه أي شخص آخر يقوم بالاقتراب منه حتى ولو كان الشخص الآخر مختلف تماما فعقله غير الواعي يقوم بعمل ذلك من أجل تجنب ألم الفراق والانفصال والجرح .
ومما لاشك فيه أن بناء العلاقة الحالية على أنقاض العلاقة السابقة يؤدي إلى نفس نتائج العلاقة السابقة من الجرح والفراق والألم لأن العلاقة تكون مبنية على نفس العيوب .
فإذا شك الفرد أنه يقوم بمققارنة العلاقة السابقة بالعلاقة الحالية عليه أن يأخذ دقيقة ويقوم بالتركيز على أوجه الاختلاف بين العلاقة السابقة والعلاقة الحالية فهذا من شأنه أن يقوم بالاقلال من مقارنة العلاقتين ببعضهما .
ومن مجمل هذا يتضح أن العلاقات بين الأزواج وشركاء الحياة علاقات ثنائية وليست أحادية الجانب فيها أخذ وعطاء وثقة متبادلة وتقبل الآخر بإيجابياته وسلبياته والتسامح مع الطرف الآخر والتواصل الفعال بالانصات والاستماع والكلمات الايجابية والتواصل بالنظرات ولغة الجسد من أجل فهم الآخر وإنجاح العلاقة معه .