شكل الزواج يتأثر بمستويات التطور

2018/03/03

الانسان كائن اجتماعي ، لذلك فالزواج امر هام من اجل الشعور بالسعادة والاستقرار النفسي ، فشكل العلاقة الزوجية تتأثربمستويات التطور لدى الرجل والمرأة ، فكل مرحلة لها متطلبات مختلفة ، تضمن استمرار العلاقة ونجاحها ، ومن هذه المراحل ما يلي :

1-الاختيار لأسباب غريزية :

في هذه المرحلة من الوعي ينجذب الطرفين لبعضهما ويتخذا قرار الزواج نتيجة اسباب غريزية ، فلا تشكل العشرة او الاحساس بالمسئولية دوافع قوية لتقوية العلاقة ، فلا يستمر الانسجام بين الطرفين لفترة طويلة ، فهذا المقدار من الوعي يجعل الشخص سواء كان رجل او امرأة يرى العالم بشكل احادي ، فهو اما رابح او خاسر ، فلذلك لا يوجد مكان للحلول الوسط ، لذلك يكون هناك مشكلة في حل الصراعات والخلافات ، فهذا النوع من العلاقات مهدد بالانفصال ، لأن ضمانات الاستمرار غير موجودة .

2- علاقة فقدان الهوية :

في هذه المرحلة من الوعي تذوب هوية الشخص واهدافه في سبيل إنجاح علاقة الزواج الاسلامي ، فهناك طرف تابع وهناك طرف مسيطر ، هذه العلاقة تكون ناجحة بمقياس اشخاص كثيرين ، ولكن هذا النوع من العلاقات يقع فريسة للرتابة والملل وفقدان الشغف .

3- الاستقلال النفسي :

هنا يشعر كل طرف بأنه مستقل نفسيا ، ولا يتحكم طرف في الطرف الاخر في علاقة الزواج الاسلامي ، فلكل منهما اهتماماته واصدقاءه وانشطته التي يمارسها بعيدا عن الاخر ، وهنا يتم توفير مساحة من الخصوصية وعدم تعارض العلاقة مع الاهداف الشخصية ، ويكون هناك احترام لرغبات كل طرف ، وهنا تكون العلاقة صحية ومستقرة ، ولكن المشكلة هنا هو انعزال الطرفين بشكل زائد عن الحد ، فضمان استمرار العلاقة هو خلق روابط وانشطة مشتركة ، لأن التمتع بالاستقلالية بشكل زائد يجعل العلاقة ضعيفة ، ولو لم يتمتع الطرفان بالاستقلالية فإن العلاقة ستصاب بالملل والفتور ، ولذلك لابد وان يكون هناك توازن .

4- التعاطف مع الاختلافات :

في هذه المرحلة من الوعي يكون هناك درجة عالية من الاستقلالية ، كما ان هناك درجة عالية من الحميمية والاندماج مع الاخر ، فهنا يتم بناء علاقة الحب على اساس الاختلاف مع الطرف الاخر ، فهنا لا يتم تقبل العيوب ، ولكن يتم حب هذه العيوب ،فهنا تبني علاقة مع الاخر ليس كشريك حياة فقط ، وإنما مع ادواره الاجتماعية ، مع حضره وماضيه ومستقبله ، من اجل فهم اختلافه عنك ، فهنا تكون العلاقة الحميمة ليست مجرد اشباع للشهوة فقط ، وانما هي علاقة عاطفية مع الطرف الاخر بشكل كامل ، فأنت ترتبط به بشكل كامل ، ترتبط بأفكاره وشخصيته وذاته الفردية ، ولا ترتبط مع ذاته فقط ، فهنا كلا الزوجين يحب الاكتشاف والتغيير والتعلم ، اي انهما يتجددان بشكل دائم ، فهذه العلاقة لا تعرف الملل او الرتابة ، فهي رحلة اكتشاف مستمرة ، وبناء علاقة بين طرفين يتطوران في كل يوم .

ومن مجمل هذا يتضح ان علاقة الرجل والمرأة هي سنة الله في الكون ، ويعتبر الارتباط معا في علاقة طويلة الامد نعمة كبيرة من رب العالمين ، فيقول الله تعالى في سورة الاعراف : ” هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ” .

ومن اجل معرفة تفاصيل اكثر عن مقومات العلاقة الصحية السوية بين الرجل والمرأة ، يمكنك زيارة موضوعات مودة . نت .

أكثر من 7 مليون مشترك يبحث عن نصفه الآخر

اشترك الان مجانا