ديناميكية المطارد والهارب في الحب

2022/08/21

في بداية علاق الحب بين الرجل والمرأة يتوق الفرد لكي يتحدث مع الآخر لساعات طوال
فهو ذهنه منشغل بمسار العلاقة ويرغب في أن يهتم به الطرف الآخر طوال الوقت
ولكن هنا يجد الفرد ذاته يقوم بالاتصال الهاتفي بالطرف الآخر عدة مرات خلال اليوم الواحد
كما أنه يشعر بالخوف والذعر عندما لا يجيب الطرف الآخر على اتصالاته الهاتفية
لأن مشاعر القلق تجعله يفكر في الكثير من السيناريوهات السيئة جدا لمستقبل هذه العلاقة
ولذلك فإنه يشعر بالخطر عندما ينشغل الطرف الآخر في العمل
لأنه يعتقد أن الطرف الآخر ينوي تركه أو خيانته أو جرحه
مما يؤدي إلى أن يكون هناك طرف مطارد وطرف هارب في علاقة الحب

أسباب القلق داخل علاقة الحب :

هناك عدة أسباب تدفع الفرد إلى القلق بخصوص مستقبل العلاقة
فكل فرد منا يرغب في الحصول على الحب في العلاقة العاطفية
ولذلك فإن التنشئة الاجتماعية تعمل على تشكيل مفهوم الفرد ونظرته للحب والزواج
لأن النشأة في أسرة مختلة وظيفيا لم تستطع إعطاء الفرد الحب الذي يريده تجعله يتوق شوقا لكي يشعر بالحب من الطرف الآخر في العلاقة العاطفية
ولكن عندما ينشغل عنه الطرف الآخر ويبتعد عنه عاطفيا فإنه يشعر بالذعر
لأن مشاعر الحب التي اعتاد أن يستقبلها في العلاقة لم تصبح موجودة بنفس المقدار الذي اعتاد عليه
ولذلك فإنه يشعر بعدم الأمان
ولذلك فإن مشاعر القلق هذه تجعله يتألم ويرغب في حماية نفسه من الألم
وذلك عن طريق التمسك الزائد عن الحد بالطرف الآخر عن طريق مطاردته
مما يجعل الطرف الآخر يزداد هربا من العلاقة
لأنه يرى أن المطارد يقتل حريته .

التحرر من القلق :

الناقد الداخلي يزيد من مشاعر القلق

لابد من التعافي من مطاردة الحب بسبب القلق
لأنه كلما تمسك الفرد بشدة بالطرف الآخر فإنه يدفعه بشكل غير واعي بعيدا عنه
ولذلك فإنه لابد من التوقف عن مطاردة الطرف الآخر
وذلك عن طريق تقبل أن هناك وقت لابد للطرف الآخر أن يكرسه بعيدا عن العلاقة
سواء كان منشغلا في العمل أو الدراسة أو في أشياء أخرى
ولذلك فإنه على الفرد أن يشغل ذاته بعيدا عن الطرف الآخر
وذلك من أجل التوقف عن التفكير بشكل سلبي بخصوص مستقبل العلاقة
كما أن انشغال الطرف الآخر يعد فرصة قيمة جدا للتواصل مع الذات والتركيز مع النفس
فيمكن استغلال هذا الوقت من أجل تطوير الذات والنمو الشخصي
عن طريق قراءة الكتب أو ممارسة العمل التطوعي أو أخذ دورات في مجالات مفيدة
كما أنه يمكن للفرد التواصل مع الأصدقاء وزيادة الترابط بينه وبينهم .

ومن مجمل هذا يتضح أن زيادة مطاردة الحب تجعله يهرب
ولذلك فإن العلاقات العاطفية تعتبر نافذة على النفس تتيح تواصل أعمق مع الذات
لأنها تجعل الفرد يكتشف جروحه الماضية التي تؤثر على مسار حياته العاطفية
ولذلك فإن تضميد هذه الجروح تجعل الفرد يستطيع تكوين علاقة قوية وصحية على الصعيد الرومانسي
لأنه هنا يستطيع التعلم من خبرات الماضي من أجل صناعة المستقبل
ويمكن التواصل مع مرشد أسري من أجل المساعدة في المضي قدما في العلاقات العاطفية عن طريق التحرر من أحمال الماضي
ويمكن معرفة المزيد حول ذلك عن طريق قراءة مقالة بعنوان : ” هل تنفع المبالغة في التفكير في العلاقة العاطفية ؟ ” في مقالات مدونة مودة للزواج الإسلامي.

أكثر من 7 مليون مشترك يبحث عن نصفه الآخر

اشترك الان مجانا