حواجز التواصل بين الزوجين

في التواصل يحتاج الأزواج إلى حماية أنفسهم من المخاوف فهم على الأرجح يخافون من أن يحكم عليهم الطرف الآخر حكم سلبي أو أن يستهزء بهم الطرف الآخر أو أن يظهروا بمظهر الغبي عندما يتعرضوا لسوء الفهم أو عدم القدرة على التعبير المناسب عن الانفعالات والمشاعر لذلك يقوم الأزواج باستخدام العديد من الحواجز التي تمنع التواصل ومنها :
1-قراءة الأفكار :
هذه واحدة من أقوى وأخطر الحواجز في التواصل لأن كل طرف يفترض ويؤمن بفكرة أنه قادر على معرفة فيم يفكر الطرف الآخر وبماذا يشعر ويقوم بعمل رد فعل مبني على افتراضه وهذا شيء خطير جدا لأن هنا الطرف الأول يفترض بأنه هو في الموقف الصحيح وأن ما يقوم به هو جل ما يمكن أن يقوم به في هذا الموقف .
2- عدم الاستماع :
وهذا خطأ فادح يقوم به أحد الأطراف في العلاقة فهنا لا يقوم الفرد بالاستماع للطرف الآخر لأنه يفكر فيم سيقوله بعد أن ينتهي الطرف الآخر من الكلام ولا يقوم بالتركيز على ما يحاول الطرف الآخر أن يقوله أو الرسالة التي يود توصيلها .
3- الافتقار إلى التعاطف :
وهذا يكون سببه عدم الرغبة في المخاطرة بالاهتمام بالطرف الآخر وهناك عدة أشياء تقود إلى الافتقار إلى التعاطف منها نقص المعرفة ومهارات الاستماع السيئة فعندما يكون هناك مشاعر غير مريحة للفرد أثناء المحادثة فإنه يقوم باستخدام الجدال المنطقي ويحتكم إلى العقل والمنطق وهذا يجعل الطرف الاخر غاضب ومحبط .
4- عدم تقبل الطرف الآخر :
فالحكم على الطرف الآخر وعدم تقبل سلوكه أو كلامه يجعل الطرف الآخر غير مرتاح في العلاقة ولكن على الفرد أن يعلم تماما أن تصرف الطرف الآخر بطريقة معينة في موقف معين كان هو الحل الوحيد والمناسب من وجهة نظره في هذه اللحظة المعينة فوراء كل سلوك نية طيبة عند صاحبها .
5- المقاطعة :
عندما يتكلم الفرد ويبدأ الطرف الآخر في مقاطعته هذا يقوم بمضايقة الطرف الذي يتكلم ويمنعه من نوصيل رسالته ووجهة نظره وثبت أن المفاطعة من أكثر عادات الكلام المزعجة وهنا الطرف الذي يقاطع هو فقط يبحث عن الاهتمام ويرغب في أن يكون محور الاهتمام في الموقف .
6- التحدث عن قضايا سابقة :
عندما يتم التحدث في موضوع معين ثم جلب موضوع آخر سابق إلى الحديث يؤلم الطرف الآخر ويجعله يشعر بالسوء فهذا لن يساعد أبدا في التواصل فإذا كانت هناك قضية سابقة لم تحل فيجب عمل محادثة مستقلة لهذه القضية ولكن إذا تم طرحها في محادثة أخرى فهذا لن يفيد أبدا .
7- نقص المعلومات :
فالأمة الاسلامية هي أمة اقرأ وأول آية نزلت في القرآن الكريم هي ” اقرأ ” ومع ذلك نحن لا نقرأ فالقراءة تفتح للفرد آفاقا واسعة وتجعله شخص مثقف ولديه حصيلة معلوماتية ونقص المعرفة والجهل يؤدي إلى الوقوع في أخطاء جسيمة سببها الجهل بماهيات الأشياء .
8- نقص الثقة بالنفس :
عندما تقل ثقة الفرد بنفسه وتضطرب صورته الذاتية هنا يقوم بتفسير الأحداث والمواقف والكلمات بصورة خاطئة ويتخذ عن كل موقف وكلمة موقف دفاعي بدون أي داعي لأن الطرف الآخر لا يقصد به السوء .
9- لغة الجسد :
مما لاشك فيه أن الرسالة التي نرغب في توصيلها إلى الطرف الآخر تكون 7 % منها عن طريق محتوى الكلام و38 % عن طريق نبرة الصوت و 55% منها عن طريق لغة الجسد عن طريق حركات اليد والأرجل والذراع والرأس ولغة العيون وتعبيرات الوجه .
فعندما يتخذ الفرد وضع الأذرع المتصلبة هنا يقوم بتوصيل رسالة غير لفظية إلى الطرف الآخر بأنه لا يرغي في التواصل معه ويريده أن يبتعد عنه وهنا لايفهم الطرف الآخر الرسالة بصورة واعية وإنما يفهمها على مستوى اللاواعي وهنا يضطرب التواصل بين الزوجين بدون أي سبب لفظي وإنما كان السبب غير لفظي .
وعندما يتجنب الزوج التواصل البصري مع الزوجة هنا الزوجة تفهمها أنه لا يحبها ويقوم بإخفاء شيء عنها كل هذا على مستوى اللاواعي فعلى الزوج أن يقوم بعمل تواصل بصري مع زوجته من أجل تحسين التواصل بينهما .
10- الانتقاد :
الانتقاد وعمل المقارنات بين الطرف الآخر والأشخاص الآخرون يقوم بتدمير العلاقة لأن الطرف الآخر يفهم من ذلك أنه لا يعجب الطرف الأول كما أن التفس البشرية بطبيعتها لا تحب النقد والمقارنات.
11- عدم القدرة على التعبير عن المشاعر :
يعاني كل الرجال من الصعوبة في التعبير عن مشاعرهم لأنهم تعودوا من صغرهم على ألا يقوموا بالتعبير عن مشاعرهم حتى لا يظهروا بمظهر الضعيف فقد تعود الطفل الذكر من صغره على ألا يبكي عند الحزن لأن البكاء يجعله ضعيفا لذلك يكبت الرجل مشاعره في داخله ولا يقوم بالتعبير عنها حتى أمام زوجته وهذا يخلق العديد من المشكلات بين الزوجين لأن الزوجة هنا تعتقد أنه بلا مشاعر .
ومن مجمل هذا يتضح ان هناك العديد من الحواجز التي تعيق التواصل بين الزوجين منها حواجز تتعلق بالمتحدث وحواجز أخرى تتعلق بالمستمع فالتواصل شيء يمكن تعلمه واكتسابه متى أراد الفرد عن طريق الاستماع الفعال وتبني لغة الجسد الايجابية والبعد عن النقد والمقارنة من أجل علاقة زوجية ناجحة تشوبها المودة والرحمة .