حفظ خصوصية الزواج في عصر التكنولوجيا

مما لاشك فيه أن الزواج الآن مليء بالضغوطات التي لم يعاصرها أحد من أجدادنا ، فنحن الآن في عصر التكنولوجيا ،
ولذلك فإنه من الصعب على الفرد حفظ خصوصية الزواج الذي يجمعه بمن يحب ،
ولكن نشر الكثير من الأخبار الخاصة بالأسرة على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مبالغ فيه يعمل على انتهاك خصوصية الزواج ،
مما يجعل هناك الكثير من التوترات والضغوطات والانتقادات لما ينشره طرف ما عن علاقته بالطرف الآخر ،
كما أن هذا يجعل الفرد لا يستطيع العيش في اللحظة الحالية والاستمتاع بها ،
لأنه منشغل بما يكتبه الآخرون كرد على ما نشره على مواقع التواصل بخصوص علاقته بالطرف الآخر .
خصوصية الزواج و حفظ الاسرار :
من أهم المعلومات التي يجب استبعاد مشاركتها هي التي تخص العلاقة مع الطرف الآخر والمشكلات المادية التي تمر بها العلاقة ،
والأسرار العميقة لعائلة الطرفين ، وتفاصيل العلاقة الحميمة بين الزوجين ،
ومشكلات الخيانة الزوجية والعاطفية التي مرت بها العلاقة ، والخلافات العميقة التي جمعت بين الطرفين ،
وذكر الطرف الآخر بما يكره مثل أكبر عيوبه وأكبر مخاوفه .
مزايا خصوصية الزواج :
خصوصية الزواج والابتعاد عن مشاركة جميع الأخبار على الانترنت يجعل الفرد يستطيع الاستمتاع باللحظة الحالية مع الطرف الآخر ،
فهو يستطيع الاقتراب العاطفي من الطرف الآخر وقتما يخبره بكم هو يحبه ويقدره ،
فالوقت الذي يقضيه الفرد في متابعة الردود على منشوراته الخاصة بالعلاقة الزوجية على الانترنت هو وقت مستقطع من العلاقة ،
فهو يقضيه في الرد على الآخرين بدلا من الاستمتاع بدفء القرب من الطرف الآخر ،
كما أنه عندما يستمتع الفرد بقضاء وقته مع الطرف الآخر فإن مشاعره تصبح حقيقة ،
فبدلا من توثيق اللحظة على مواقع التواصل الاجتماعي فإن الفرد يعيشها بكل تفاصيلها ومشاعرها ،
كما أن هذا يعمل على التخفف من الضغوطات التي لا يعيها الفرد على الاطلاق ،
لأن البحث عن اعجاب الآخرين وتقديرهم ورأيهم في العلاقة مع الشريك تعتبر ضغطا كبيرا يقع على عاتق الفرد ،
كما أن هذا يجعل الفرد يتصرف مع الطرف الآخر تبعا لأفكاره وليس تبعا لأفكار الآخرين ، لأن ليس كل من يرد على منشور خاص بعلاقة الفرد بالشريك يتمنى لهذه العلاقة الخير ،
فربما يقوم أحد بالرد وهو في نيته هدم هذه الأسرة ، فلابد من الحذر من هذا الأمر ، كما أن من أكبر أعداء السعادة الزوجية هو المقارنة ،
ولذلك فإن حفظ خصوصية الزواج تعمل على تجنب الوقوع في هذا الفخ ،
لأنه عندما يتم مقارنة الكثير من العلاقات فإن كل فرد سوف يقل شعوره بالرضا عن علاقته بشريك حياته ،
لأنه يرى أن الطرف الآخر هو من يبذل مجهود أكبر في علاقات أخرى تفاصيلها منتشرة على الانترنت .
عيوب عدم الحفاظ على خصوصية الزواج :
في مواقع التواصل الاجتماعي عندما تنشر كل أسرة تفاصيل حياتها فإن الأسر الأخرى تعمل على مقارنة حياتها بها ،
لأن كل أسرة تريد أن تظهر بمظهر الأسرة المثالية ، مما يخلق القلق والاكتئاب داخل هذه الأسر ،
كما أن التواصل الفعال يغيب عن هذه الأسر والاحترام المتبادل يختفي تماما ،
نتيجة المقارنات العديدة بين حياة الأسر المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي ، ولذلك فإنه يجب وضع بعض الحدود من أجل الحفاظ على خصوصية الزواج .
لماذا يجب الحفاظ على خصوصية الزواج :
هناك عدة أسباب تساعد على تحفيز الفرد على الحفاظ على خصوصية الزواج ،
فعندما ينشر الفرد أخبار عن مشكلات له مع الشريك فإنه يمكن لأصحاب النفوس الضعيفة استغلال ذلك عن طريق تخريب علاقته بالشريك ،
أو عندما ينشر الفرد خبر انفصاله عن الطرف الآخر بشكل مبكر فإن ذلك يعمل على جذب انتباه الكثيرين له من محبي التسلية في العلاقات ،
على اعتبار أنه أصبح وحيدا بعد الانفصال ، فإنه سوف يجذب لحياته الكثيرين من محبي العلاقات العاطفية المؤقتة ،
التي سوف تعمل على كسر قلبه المكسور اصلا من الانفصال ،
كما أن نشر الكثير من التفاصيل حول العلاقة مع الطرف الآخر على حسابات مواقع التواصل الاجتماعي يجعل هناك الكثير من الردود والآراء التي لا يريدها الطرفين والتي لا يرغب منهم أحد في سماعها ،
و هذا يحفز تدخل الكثيرين في حياة الرجل والمرأة نتيجة نشر أحدهما لأخبار العلاقة على مواقع التواصل الاجتماعي ،
كما أن المرور بتجربة الانفصال عن الشريك تجربة مليئة بالمشاعر المؤلمة ،
والتي سوف تكون أكثر ألما عندما يتم نشر ذلك بشكل مبكر على مواقع التواصل الاجتماعي ،
لأن هناك الكثير من الردود والآراء هدامة وغير داعمة بالمرة ،
كما أن نشر الكثير من التفاصيل حول العلاقة مع الشريك يفتح الباب لتدخل الآخرين بالحكم على العلاقة ومسارها ،
وغالبا سوف يكون هذا الحكم سلبي مليء بالانتقادات .
اقرأ أيضا : ” تأثير الكلمات على العلاقات ” .
طرق الحفاظ على خصوصية الزواج :
أول خطوة في الحفاظ على خصوصية الزواج على الانترنت هو استحضار النية ،
فيجب على الفرد أن يسأل نفسه هل يرغب في نشر أخبار علاقته بالشريك لأنه يرغب في أن تظهر العلاقة أمام الآخرين بأنها علاقة مثالية ؟
أم لأنه يرغب في التواصل مع الأصدقاء ؟
كما أنه يجب قياس الوقت الذي يتم فيه استخدام مواقع التواصل الاجتماعي ،
لأنه عندما يتم تصفح هذه المواقع فأنت هنا تعمل على استقطاع جزء من وقتك الذي كان من الممكن أن تقضيه مع الشريك من أجل التعارف والتفاهم والتواصل والتحاور ،
كما أنه لابد من الحذر من التواصل مع الأغراب على هذه المواقع ،
حتى لا يقع الفرد في فخ الخيانة العاطفية وهو مرتبط بعلاقة طويلة الأمد مع الشريك ،
فهنا سوف يجد الفرد نفسه قلبه منقسم قسمين ، قسم مع الشريك وقسم آخر مع الشخص الذي اعتاد أن يتواصل معه عبر الانترنت ،
مما يجعل مشاعره الرومانسية نحو شريكه تقل بشكل ملحوظ جدا ، كما أنه يجب التفكير والتمهل قبل نشر أي أخبار على مواقع التواصل الاجتماعي ،
حتى لا ينشر الفرد خبر ما ويندم عليه بعد ذلك ، كما أنه يجب قضاء وقت بعيدا عن الانترنت ،
مثل الذهاب للصالات الرياضية أو التنزه أو حضور دورات في مجال محبب ،
فالمهم هنا هو أن يعتاد الفرد على أن يستمتع بوقته بعيدا عن الانترنت ،
حتى لايصبح الانترنت المتعة الوحيدة في حياته ، فعلى الفرد أن يكون له أنشطة يستمتع بها بعيدا عن مواقع التواصل الاجتماعي ،
و ليحافظ على صحته النفسية وخصوصية زواجه ، كما أنه عليه أن يضع هاتفه جانبا عندما يكون بصحبة شريك حياته ،
حتى ينتبه له الانتباه الكامل ، وحتى يستمتع بكل لحظة تجمعه به.
اقرأ أيضا : ” الحفاظ على الأسرة في عصر التكنولوجيا ” .
ومن مجمل هذا يتضح أنه لابد من الحفاظ على خصوصية العلاقة مع الشريك عند استخدام الانترنت والتكنولوجيا ،
ويمكن التواصل مع مرشد أسري إذا لم تفلح كل هذه الخطوات السابقة في مساعدتك في الحفاظ على خصوصية زواجك .
اقرأ أيضا : ” كيف تتبنى أفكار إيجابية على الصعيد العاطفي ؟ “.