حسن النية في علاقة الزواج

حسن النية هو عبارة عن احساس عام بالكرم تجاه الطرف الاخر ، فأنت تأخذ قرار بأن تكون بجانبه مهما كلفك الامر ، فتكون حليفه وليس خصمه ، وعندما تتعامل بحسن نية فهذا يعني انك تقدر العلاقة بما يفوق اي مشكلات ناتجة عن اي تصرف يفعله الطرف الاخر ، وهذا يعني ايضا مراعاة مشاعر الطرف الاخر داخل مؤسسة الزواج الاسلامي .
ما الهدف من علاقتك بالاخر ؟
عليك ان تكتشف الاهداف التي تريد تحقيقها من الزواج ، هل تريد ان تجعل الطرف الاخر اكثر مراعاة لشعورك ؟ ام تريده ان يكون اقل تحكما وسيطرة في العلاقة ؟ هل تريد تقسيم المهام المنزلية بينكما ؟ فغالبا تريد ان تستمتع بحياتكما معا ، وان تستمر المشاعر الجميلة التي جمعتكما معا بالتدفق
ومن الهام جدا ان تجعل هدف العلاقة دوما حاضرا في ذهنك ، وخاصة عند بدء الصراع المنزلي ، لأن ذلك يعني انك قادر على تخطي أصعب اللحظات والتحديات التي تواجه الاسرة ، وتصبح بعدها علاقتك أقوى بالطرف الاخر .
حسن النية يتجاوز ان تكون محقا دوما :
عندما يكون اساس علاقة الزواج الاسلامي هو النية الحسنة فإن ذلك يعني انه عندما تشعر بالغضب بسبب حدث معين وتكون واثق بأنك على حق تماما
ولكنك ايضا تتعامل مع الاخر بشكل عقلاني وبشكل لطيف وليس بشكل عدواني ، لأنك هنا تتوقف عن الاهتمام بالكثير من الامور ، وتكون اكثر تعاطفا مع الطرف الاخر .
حسن النية يقوم بدعمك :
يبدو ان حسن النية يمكنه ان يساعد فقط الطرف الاخر ، ولكنه في الحقيقة يساعدك انت ايضا ، فالتعامل بعطف وحنان ورحمة مع الطرف الاخر يجعلك تتوقف عن الصراع معه
كما انك تستطيع الاحساس بمتعة العطاء تجاه شخص تحبه ، فالنية الحسنة تنطوى على العديد من السلوكيات الايجابية المفيدة ، مثل ان تكون شاكرا على ما تحظى به في علاقتك ، وعندما تشكر الله على ما لديك من نعم فإن الله يبارك لك في النعم هذه
فيقول الله تعالى في سورة البقرة : ” وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ “
كما ان النية الحسنة ايضا تعتمد على قبول الطرف الاخر كما هو ، والتعامل معه بصورة تحترم المشاعر في علاقة الزواج .
النية الحسنة لا تعني الاستسلام :
النية الحسنة لا تعني فقدان السيطرة ، ولا تعني ان تترك الطرف الاخر يتحكم في كل شيء وتكون انت عبارة عن ممسحة الارضية في العلاقة ، ولكن العكس هو الصحيح
فالنية الحسنة تعتمد على ان تكون العلاقة متوازنة بين الاستقلالية والاعتمادية ، فعندما تفكر بطريقة تنطوي على النية الحسنة فإنك تشعر بالمزيد من التعاطف مع الطرف الاخر
وتصبح اكثر تسامحا ، وتدرك ان الطرف الاخر يفعل كل ما في وسعه في العلاقة ، لأنك هنا تتجنب الاستقلالية المفرطة ، والتي شجعتنا عليها الحركات النسائية والاصلاحية
التي كان هدفها البحث عن المصالح الذاتية فقط ، كما ان النية الحسنة لا تنطوي على الدعم المفرط للاخر ، فالدعم المفرط للاخر ينطوي على القيام نيابة عنه بأفعال لابد له هو ان يفعلها
فالرجل من مهامه الفطرية والتي خلقه الله من اجلها هو الانفاق ، فالمرأة لابد وان تترك له ان يقوم بهذه المهمة ، ولكن اذا قامت المرأة بالانفاق على المنزل فهنا هي قامت بالدور الذي يقوم به
فهذا يؤدي إلى خلل في التوازن الاسري ، مما يؤدي إلى توقف الرجل عن الانفاق المنزلي ، لأنه يشعر بأنه ليس هناك من يحتاجه .
ومن اجل معرفة تفاصيل ومعلومات اخرى عن خفايا الرجل والمرأة في العلاقات العاطفية يمكنك زيارة موضوعات مودة.نت .