حرمان الذات من الحب

عندما يتعرض الرجل او المرأة في الطفولة لتجربة أدت إلى الحرمان العاطفي والشعور بعدم الحب داخل الاسرة ، فإنه يتم اتخاذ قرار بشكل غير واعي تماما بعدم استحقاق الحب ، والرغبة في حرمان الذات من الحب ، عن طريق جذب أشخاص واحداث مؤكدة لهذا الاعتقاد ، لان ذلك هو ما اعتاد عليه داخل الاسرة ، وهناك عدة معلومات لابد وان تعرفها بخصوص حرمان الذات من الحب ، ومنها ما يلي :
1-سوء المعاملة في الطفولة :
التعرض لسوء المعاملة داخل الاسرة عن طريق الاهمال او النقد او الرفض او السخرية او العقاب البدني .. الخ ، يجعل الشاب او الفتاة يشعر بأنه لا يتلقى الحب الكافي من الاسرة ، وهذا يؤدي إلى الشعور بعدم استحقاق الحب من الجنس الاخر عن طريق الارتباط والزواج ، مما يؤدي إلى عدم إشعار الطرف الاخر في العلاقة بالحب ، لان الشاب او الفتاة هنا لم يتلقوا الحب فبالتالي لا يستطيعون إعطاءه لأي شخص اخر .
2- مشكلات التفاعل الاجتماعي :
عند التعرض للحرمان العاطفي في الطفولة يكون هناك مشكلات في التفاعل مع الاخرين ، فالشاب او الفتاة هنا كل منهما يشعر بعدم الراحة عند التعامل مع الاخرين ، لانه يشعر بالراحة بشكل اكبر عند التواجد بمفرده ، وتعتبر الانشطة الفردية ذات متعة اكبر من الانشطة الجماعية ، مما يجعل هناك مشكلات في التفاعل مع الطرف الاخر داخل علاقة الزواج ، لان الحياة الزوجية تتطلب تفاعل وتواصل .
3- جلد الذات :
لوم النفس والشعور بالذنب والتفكير طويلا في تصرفات فعلتها وتأثيرها على مشاعر الاخرين ، كل هذه تعتبر أعراض جانبية للحرمان العاطفي في الطفولة ، مما يؤدي إلى الشعور بعدم الامان في العلاقات ، وهذا بالطبع يؤثر على كفاءة علاقة الزواج الاسلامي .
4- الوحدة :
الشاب او الفتاة بعد التعرض للحرمان العاطفي في الطفولة هذا يجعلهم يشعرون بالوحدة دوما ، والتساؤل دوما عن مدى الجاذبية التي يتمتعون بها في نظر الجنس الاخر ، مما يجعلهم دوما خارج علاقات الحب ، لانهم لا يثقون في مدى كفاءتهم كمحبين ، مما يؤجل اتخاذهم خطوة الزواج الاسلامي .
5- الوقوع ضحية التلاعب :
الشاب او الفتاة عند تعرضهم للحرمان العاطفي في الطفولة هذا يجعلهم يرغبون بشدة في إسعاد الاخرين على حساب الذات ، والرغبة في نيل القبول من الطرف الاخر مهما كان الثمن ، مما يؤدي إلى وقوعهم فريسة للاستغلال العاطفي ، وايضا المعاناة من تلاعب الطرف الاخر بهم .
ومن مجمل هذا يتضح انه لابد وان يقوم الفرد بتغيير ذاته ، فإن عالمك الخارجي يتغير عندما يتغير عالمك الداخلي ،
فيقول الله تعالى في سورة الرعد : ” إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ” ،
ولذلك عليك ان تتوكل على الله وان تدعو ان يصلح ما بداخلك ، فالله قريب مجيب الدعوات ، وقادر على مساعدتك .
ومن اجل معرفة معلومات اكثر تنوعا عن العلاقات الاسرية وطرق ادارة الازمات والتحديات ، وكيف يمكن للمرشد الاسري ان يساعدك في إنجاح علاقتك بشريك حياتك ، يمكنك زيارة موضوعات مودة . نت .