توازن الحياة الزوجية والعمل

العمل جزء من طبيعة الحياة ، ولكن في بعض الأحيان يحدث هناك خلل في تنظيم الحياة الزوجية و العمل ،
مما يؤدي إلى حدوث عدم توازن في الحياة الزوجية نتيجة العمل لفترات طويلة ،
فمثلا يتم تأجيل المناسبات والاحتفالات الأسرية نتيجة عدم انتظام جدول العمل ،
ويشعر كل طرف بأنه مبتعد عاطفيا عن الطرف الآخر نتيجة عدم تواجد طرف ما بشكل كبير نتيجة انشغاله بالعمل ،
فهنا تصبح الأولوية للعمل وليس لعلاقة الزواج .
علامات خلل التوازن في الحياة الزوجية والعمل :
هناك عدة علامات تشير إلى أن هناك خلل ما في التوازن بين الحياة الزوجية والعمل ،
فالفرد هنا يبتكر طرقا كثيرة من أجل اقتطاع جزء كبير من الوقت المكرس للأسرة من أجل الاستفادة به في العمل ،
كما أن التوقف عن العمل يجعل الفرد يجلس في المنزل وهو يشعر بالتوتر والضغط ،
بالاضافة إلى إهمال الترويح عن النفس والأسرة نتيجة الانشغال الشديد بالعمل ،
كما أن الفرد هنا يهمل تماما أخذ أجازات ، وإذا أخذ أجازة فإنه يعمل من المنزل وقت الأجازة ،
كما أنه لا يستطيع الاستمتاع بتواجده في الأسرة بعيدا عن العمل ، لأنه يفكر دوما بالعمل .
اقرأ أيضا: ” طرق التواصل الفعال في العلاقات “.
تأثير ضغط العمل على الحياة الأسرية :
في بعض الأحيان يؤثر ضغط العمل على الأسرة ، فعندما يمر الفرد يالعديد من التوترات داخل العمل ،
مثل تأخير استحقاق الراتب أو تأخير الترقي أو انعدام الدعم والمساندة في بيئة العمل أو زيادة المسئوليات الوظيفية للفرد داخل العمل ،
مما يؤدي إلى شعور الفرد بمشاعر سلبية جدا داخل بيئة العمل ،
يؤدي إلى تراكم هذه المشاعر واصطحابها إلى المنزل ،
مما يؤدي إلى الانفجار الغاضب تجاه أي مشكلة صغيرة أو تافهة ، مما يؤدي إلى خلق فجوة تواصلية بين الزوج والزوجة ، نتيجة انعدام التفاهم ،
لأن الفرد هنا لايهمه مشاعر الطرف الآخر وإنما يهمه فقط أن يعمل على إخراج مشاعر غضبه بأي وسيلة .
تأثير المشكلات الزوجية على الانتاجية في العمل :
عندما يمر الفرد بمشكلات زوجية فإنه يصعب عليه التركيز في العمل ،
لانشغال فكره بالمشكلة التي يمر بها كيف حدثت ومتى حدثت وكيف يستطيع التغلب عليها ،
مما يجعله يقع فريسة للتفكير الزائد ، مما يجعله لا يستطيع التركيز في المهام الملقاة على عاتقه في العمل ،
كما أن الاكتئاب والقلق الناتج عن المشكلات الزوجية يجعل الفرد لديه صعوبة في اتخاذ قرارات صحيحة على المستوى الوظيفي .
اقرأ أيضا: ” ادمان العمل وتأثيره على الزواج “.
تأثير العمل من المنزل على العلاقات الأسرية :
هناك الكثير من الناس يعملون من المنزل في هذا العصر ، نتيجة التقدم التكنولوجي ،
كما أن المعاناة من وباء الكورونا قد ساهمت في أن هناك الكثيرين قد تغير جدول أعمالهم وأصبحوا يعملون من المنزل ،
ولكن هناك عدة مشكلات تمر بها الأسر التي يعمل فيها فرد ما من المنزل ، نتيجة اندماج الحياة الأسرية بالحياة العملية في المنزل ،
فهنا يصبح مكان العمل هو نفسه مكان الأسرة ، مما يخلق توترات وضغوطات من نوع جديد ،
فيمكن أن يمر الفرد الذي يعمل من المنزل بيوم سييء في العمل ، مما ينعكس بشكل سلبي على كل أفراد الأسرة ، نتيجة الغضب الذي يشعر به ،
لأنه لم يغير مكانه فهو يجلس في نفس مكان العمل ، ولذلك فإنه لم يتخلص من مشاعره السلبية المختزنة في المكان ،
كما أنه في أحيان كثيرة لا يستطيع الفرد الذي يعمل من المنزل التوفيق بين مهامه الوظيفية ومهامه الأسرية ، لأنهما يحدثان في نفس المكان ،
مما يؤدي إلى التقصير في جانب منهما على حساب الجانب الآخر ،
كما أنه عندما يكون لدى الفرد الذي يعمل من المنزل يوم عمل ويكون هذا اليوم يوم أجازة الطرف الآخر فإن هناك بعض المشكلات التي يمكنها أن تحدث ،
لأن الفرد الذي يرغب في أن يكون هذا يوم أجازة يرغب في تمضية وقت مع الطرف الذي يصدف أن هذا يوم عمل له وهو ملزم بأن يؤدي بعض المهام في وقت محدد ،
مما يخلق مشكلات بين الطرفين نتيجة اختلاف في الأولويات لنفس اليوم .
طرق التعامل مع ضغوطات العمل من المنزل :
هناك عدة طرق يمكنها أن تساعد الفرد على التعامل مع ضغوط العمل من المنزل ،
فمثلا يجب اختيار المهنة التي تناسب طبيعة وشخصية الفرد ووضعه الأسري ،
كما أنه يجب الاستيقاظ مبكرا في الصباح وتجنب السهر ليلا ،
كما أنه يجب تنظيم المهام خلال اليوم ، من أجل تكريس وقت من أجل العمل ووقت آخر من أجل القيام بالمهام المنزلية ،
يجب أخذ فترات راحة خلال اليوم ، من أجل تجديد النشاط ،
كما أنه يجب على الفرد أن يتجنب تماما تواجد كمبيوتره الشخصي أمام عينه بعدما ينتهي من مهامه الوظيفية كل يوم ،
بالاضافة إلى تقليل المشتتات ، مثل مشاهدة التلفاز ومحتوى الفيديوهات على الانترنت وقت العمل .
اقرأ أيضا: ” الحياة المتوازنة بين العمل والأسرة “.
طرق تجنب تأثير ضغط العمل على الحياة الأسرية :
يجب على الفرد أن يعي تماما تأثير انشغاله بالعمل لفترات طويلة على زواجه ،
ولذلك فإنه عليه أن يقلل من ساعات عمله وأن يحظى بأجازات بقدر ما يستطيع ، من أجل أن يمضي هذا الوقت مع أسرته ،
كما أنه عليه أن يستخدم طرق من أجل تخفيف التوتر والضغط الواقع عليه ،
ك عليه أن يقوم بتغيير منظوره عن الحياة والعمل ، فالعمل جزء من الحياة وليس كل الحياة ،
كما أنه على الفرد الذي يعاني من أن الطرف الآخر منشغل بالعمل عنه أن يبقى نفسه مشغولا عن الطرف الآخر ،
وذلك عن طريق استكمال دراسته أو قضاء وقت مع الأصدقاء ، حتى لا يشعر بالوحدة نتيجة انشغال الطرف الآخر بالعمل لفترات طويلة ،
كما أنه يجب عليه الصبر على الطرف الآخر ، لأن العلاقة لن تتغير في ليلة وضحاها ،
كما أنه يحب التحدث معه حول الرغبة في قضاء وقت أكبر معه ،
فيمكن التواصل معه عبر الرسائل النصية والوسائل التكنولوجية الحديثة إذا انغمس في العمل لوقت طويل ،
كما أنه يجب تجنب افتعال مشكلة ما عندما يعمل لوقت طويل ، لأن هذا يزيد من التوتر داخل العلاقة ،
كما أنه ينعكس بشكل سلبي على العلاقة معه ، ولابد من التواصل مع مرشد أسري إذا لم تفلح هذه الخطوات في تغيير العلاقة .
ومن مجمل هذا يتضح أنه لابد من الوعي بخطورة تأثير الخلل الناتج عن عدم الاستقرار في الحياة الزوجية والعمل ،
ولابد من اتخاذ خطوات من أجل الوصول للتوازن المطلوب في الحياة الزوجية والوظيفية ،
حتى ينعم الفرد بحياة هنيئة وسعيدة وبها مودة ورحمة مع شريك حياته. اقرأ أيضا : ” كيف تساعدي زوجك على التخلص من تأثير ضغط العمل “.