تعزيز المودة و الرحمة في الزواج

المودة والرحمة في الزواج من ضمن اهم مقومات الزواج الناجح ، لأن هنا الفرد يضع نفسه مكان الطرف الآخر ،
مما يجعله يتعامل معه بحنو وعطف نتيجة لما يمر به من ألم ، مما يقلل من الخلافات الزوجية ،
لأن الخلاف يحدث عندما يتعصب كل طرف لرأيه ولا يرغب في سماع رأي مختلف عن رأيه ، كما أن هذا يعد تغيير ايجابي في العلاقة التي تجمعهما ،
لأن كل طرف سوف يتعلم سماع رأي مختلف عن رأيه ويرى الأمور من منظور مختلف عن منظوره .
أهمية الرحمة والرأفة في الزواج :
الرحمة والرأفة تعمل على توحيد الجهود وتحقيق الأهداف داخل الزواج ،
لأن كل طرف هنا لن يسييء فهم الطرف الآخر ، فهو يكون على علم تام بدوافعه والأسباب التي تدفعه لفعل شيء معين ،
مما يقلل من فجوة التواصل بين الطرفين ، ولذلك فإن غياب الرحمة والرأفة يزيد الخلافات الزوجية ،
لأن كل طرف هنا لا يشعر بالأمان مع الطرف الآخر ، نتيجة امتلاء عقله وقلبه بالشكوك والظنون ،
كما أن هذا يعمل على إعطاء كل طرف الاهتمام الذي يريده ، لأن كل طرف يعلم تماما ما يمر به الطرف الآخر ،
كما أنه يعلم الفرد الصبر ، لأنه يعلم تماما أن تعجل الأمور لن يفيده على الاطلاق .
إقرأ أيضا: ” نظرة على تغيرات الحياة العاطفية “.
مظاهر نقص المودة و الرحمة في الزواج :
من ضمن مظاهر نقص الرحمة والرأفة في الزواج أن يسخر طرف ما من مشاعر الطرف الآخر ، ويخبره كم هو شديد الحساسية بشكل زائد عن الحد ،
كما أن كثرة الانتقاد يجعل مشاعر الرحمة والرأفة تغيب عن المشهد الزوجي ،
كما أن التمسك الزائد بالرأي يزيد من فجوة التواصل وهو من ضمن أعراض نقص الرحمة والرأفة في العلاقة ،
مما ينتج عنه تجنب التوصل لحل وسط يرضي الطرفين ، لأن كل طرف متمسك برأيه ولا يحيد عنه ،
مما يقلل من الاحترام داخل العلاقة التي تجمع بين الطرفين ،
كما أن نقص الرحمة والرأفة يجعل كل طرف يرمي مسئولية حدوث أي مشكلة على عاتق الطرف الآخر ويلومه على حدوثها ،
مما يجعل المشكلات تظل غير محلولة لفترات طويلة ، مما يزيد من التوتر داخل العلاقة ،
كما أن غياب الرحمة والرأفة يجعل كل طرف غائب عاطفيا عن الطرف الآخر ولا يقوم بمساندته وقت أزماته ،
مما يقلل من الثقة المتبادلة داخل العلاقة ، كما أنه عندما تغيب الرحمة والرأفة في العلاقة فإن كل طرف لن يعتذر عندما يخطيء ،
وبالتالي لن يسامحه الطرف الآخر ، مما يخلق توترات وضغوطات داخل العلاقة .
أسباب نقص الرحمة والرأفة :
هناك عدة أسباب تقف وراء نقص الرحمة والرأفة ،
فالفرد الذي نشأ في أسرة قد غابت عنها الرحمة والرأفة لن يشعر بأي رحمة أو رأفة تجاه الطرف الآخر ،
لأنه قد اعتاد على المعاملة بشكل سييء ، مما يجعل الرحمة والرأفة مشاعر غريبة عنه لا تشعره بالراحة ،
كما أن القلق والاكتئاب يمكنه أن يظهر في هذه العلاقات ، لأن الفرد يشعر بالعزلة والوحدة نتيجة غياب من يقف بجانبه ويسانده ويدعمه ،
مما يجعله يرغب في قضاء الكثير من الوقت بمفرده لأنه اعتاد على الوحدة .
تأثير نقص الرحمة والرأفة داخل الزواج :
عندما تغيب المودة و الرحمة داخل الزواج فإن عدم الشعور بالأمان يمكنه أن يظهر بين الطرفين ،
لأن كل طرف يشعر بأنه غير محبوب وغير مقدر وغير مسموع في العلاقة ،
لأن الطرف الآخر لا يعطيه الاهتمام الكافي الذي يريده ، مما يجعله يبحث عنه خارج هذه العلاقة ،
مما يفتح الباب على مصراعيه أمام الخيانة الزوجية ،
كما أن العلاقة الحميمة بين الطرفين سوف تعاني من جراء ذلك الأمر ،
لأن كل طرف لا يشعر بالقرب العاطفي من الطرف الآخر ،
كما أن السيطرة والتسلط من الأمور الناتجة عن نقص الرحمة والرأفة ،
مما يزيد من الاستياء والغضب المكتوم داخل العلاقات ، مما يزيد من العنف والعدوان داخل الزواج .
اقرأ أيضا : ” كل ما يخص الخيانة الزوجية، معلومات مهمة.. “.
طرق زيادة الرحمة والرأفة داخل الزواج :
هناك عدة طرق يمكن استخدامها من أجل زيادة الرحمة والرأفة في العلاقة مع الطرف الآخر ، ومنها مايلي :
1-الانصات :
فيجب الانصات باهتمام لكل ما يقوله الطرف الآخر وما لا يقوله ، فيجب التركيز في الكلمات ونبرات الصوت وتعبيرات الوجه الخاصة بالطرف الآخر ،
مما يجعل الفرد يكتشف ما الذي يقلق ويسعد ويحزن الطرف الآخر ، كما أن التواصل البصري مفيد جدا في هذا الأمر .
2- التخيل :
لابد وأن يتخيل الفرد نفسه مكان الطرف الآخر ويتخيل ما الذي سوف يفكر به ويشعر به لو كان في مكانه ،
مع المرور بالتحديات والأزمات التي يمر بها الطرف الآخر ،
فهذا يسهل من عملية التعاطف مع الطرف الآخر .
اقرأ أيضا : ” التعاطف جوهر التواصل داخل العلاقات ” .
3- الدعم والمساندة النفسية :
وهنا على الفرد أن يتحدث مع الطرف الآخر ويسأله عما يشعر به وكيف يمكنه أن يساعده ويخفف من معاناته ،
مما يجعل الطرف الآخر يشعر بأنه ليس وحيدا أن الفرد هو السند والدعم الحقيقي له .
4- فهم الذات :
من ضمن نتائج نقص الرحمة والرأفة هو عدم فهم الذات والآخر ،
ولذلك فإنه عندما يفهم الفرد ذاته فإنه يعمل على تقوية عضلات الرحمة والرأفه لديه ،
ولذلك فإنه يجب التواصل مع الذات والجلوس معها من أجل اكتشافها .
اقرأ أيضا : ” تأثير التقدير الذاتي على مسار العلاقات ” .
5- التعبير عن المشاعر :
يجب على الفرد التعبير عن مشاعره والتحدث بحرية وشفافية عما بداخله أمام الطرف الآخر ،
فإن هذا يزيد من الرحمة والرأفة داخل الزواج .
6- قراءة الكتب :
قراءة الكتب تزيد من وعي الفرد بذاته وبمن حوله ، مما يزيد من الرحمة والتعاطف لديه .
7- البحث عن التشابه :
البحث عن الاختلافات يقلل من التعاطف والرحمة في العلاقات ،
ولكن البحث عن أوجه التشابه مع الطرف الآخر يزيد من التعاطف والرحمة في العلاقة معه ،
لأن الفرد هنا لن يشعر بأن الطرف الآخر غريب ومختلف عنه ، بل سوف يشعر بأنه قريب منه ويشبهه كثيرا .
8- العمل التطوعي :
هذا يعمل على تدريب الذات على التعاطف والتراحم ، مما يعزز من قوة الزواج الاسلامي في العلاقة مع الطرف الآخر .
اقرأ أيضا : ” تطور الحب بين الزوجين ” .
ومن مجمل هذا يتضح أن العلاقة مع الطرف الآخر عندما تقوم على التعاطف والرحمة والرأفة فإن الاستقرار الزواجي يمكنه أن يزيد ،
مما يجعل العلاقة قوية ومتينة أمام أي تحديات أو أزمات ،
ولذلك فإن التعاطف والتراحم يزيد من مشاعر الأمان والاطمئنان والسكينة ويعمل على تخفيف التوترات التي تصيب العلاقات ،
ولذلك فإنه يجب السماح للذات بالتواصل مع الطرف الآخر واكتشاف وجهة نظره ،
مما يزيد من تدفق المشاعر الجميلة داخل العلاقة ، وهذا بدوره يقلل من سوء الفهم بين الطرفين .