تحديات الزواج مرة أخرى

العلاقات التي تربط بين الرجل والمرأة تتغير باستمرار، ولذلك فإنه عند الرغبة في الزواج مرة أخرى لابد من الأخذ في الاعتبار أن هناك تحديات سوف يمر بها الطرفين، لأن تجربة الزواج الأولى سوف تؤثر تماما على شخصية وتعاملات الفرد عند الزواج مرة أخرى .

جروح الزواج السابق :

تجربة الزواج تحمل في طياتها العديد من المشاعر الايجابية والسلبية
لأنها مليئة بالأحداث التي تؤثر على محيط الفرد
ولذلك فإنه عندما ينتهي هذا الزواج بطريقة مؤلمة فإن هذا الألم يصاحب الفرد ويؤثر في شخصيته ونظرته للعالم من حوله
ولذلك فإن مشاعر الغضب والخوف والاستياء والحنق والانزعاج من تجربة الزواج السابقة يحملها الفرد داخله تجاه علاقة الزواج الثاني
مما يؤثر على طبيعة هذه العلاقة بشكل سلبي
لأن الفرد هنا يشعر بالخوف من الاقتراب العاطفي من شخص ما حتى لا يأتي يوم ويتركه وحيدا
كما أن الفرد هنا لا يرغب في فتح قلبه بالكامل أمام شخص ما حتى لا يشعر بالألم حين تنتهي هذه العلاقة
مما يجعل علاقة الزواج الثاني ينقصها مشاعر الثقة في مستقبل العلاقة والثقة في مؤسسة الزواج والثقة في الرغبة في الاستمرار في العلاقة مع الآخر .

الزواج لأسباب خاطئة :                             

العديد من الراغبين في الزواج مرة أخرى يقعون في فخ الزواج من أجل أسباب خاطئة تماما ولا تكفل لهم السعادة الزوجية
فهم يهربون من الوحدة أو يرغبون في إسكات ألسنة من حولهم أو يرغبون في التخلص من ضغوط الوالدين والمجتمع
ولذلك فهم لا ينصب كامل تركيزهم ما اذا كان الطرف الآخر مناسب لهم أم لا وإنما يشغل بالهم فقط التخلص من الوضع المؤلم الذي يعيشون فيه
ولذلك فإنه لابد من اكتشاف مدى التوافق النفسي والعاطفي في العلاقة قبل اتخاذ خطوة الزواج
كما أن عدم تكريس الوقت الكافي من أجل اكتشاف شخصية الآخر يعمل على تخريب العلاقة
ولذلك فإنه لابد من أخذ وقت كافي من أجل التواصل مع الآخر قبل اتخاذ أي خطوة رسمية

الزواج والعلاقة مع الأبناء :

وجود أبناء من علاقة سابقة يعتبر تحدي جديد يقف أمام الزواج مرة أخرى
لأن هؤلاء الأبناء سوف يشعرون بالحزن والأسى تجاه فشل المنظومة الأسرية بين والدهم ووالدتهم
كما أن علاقتهم بالأسرة الجديدة التي سوف يتم تكوينها عند الزواج مرة أخرى سوف تصبح تحدي بالنسبة لهم وبالنسبة لوالديهم
فهناك من يتكيف بسهولة وسرعة مع هذا الأمر وهناك من يتكيف بعد العديد من السنوات
ولذلك يمكن التواصل مع مرشد أسري لمعرفة طرق التعامل الصحية في الأسر التي تحتوي على أبناء من زواج سابق

ومن مجمل هذا يتضح أن الصبر له مفعول السحر عند الرغبة في الزواج مرة أخرى
كما أنه لابد من تعلم العديد من الدروس بخصوص الزواج الأول حتى تكون علاقة الزواج الثاني علاقة موفقة
لأن التسرع والعجلة تعمل على هدم أفضل الزيجات
ولذلك فإن التحلي بالهدوء والحكمة يجعل العلاقة بين الرجل والمرأة والأبناء علاقة تحتوي على التناغم والتوافق والتوازن وهذا ليس سهلا بالطبع
ولذلك فإنه لابد من مجاهدة النفس وتدريب الذات على تحري الحكمة والهدوء في مواجهة المواقف والمشكلات .
ويمكن معرفة المزيد حول ذلك عن طريق قراءة مقالة بعنوان :” 5 أخطاء في  فترة التعارف ” في مدونة موقع مودة للزواج الإسلامي .