تجنب التعارف لدى المقبلين على الزواج

هناك بعض المقبلين على الزواج يمتنعون عن الانخراط في علاقات تعارف لأنهم يشعرون بالخوف من أن يتم رفضهم من قبل الطرف الآخر
ولذلك فإنهم يتخذون قرارهم عن طريق تجنب التعارف بكل الطرق الممكنة
فهذا يعمل على إشعارهم بالراحة والأمان ولكنها عبارة عن مشاعر راحة وأمان زائفة تماما وغير حقيقية بالمرة
لأن سبب الخوف ما زال موجودا بداخلهم .
مظاهر تجنب التعارف :

ربما يجد الفرد ذاته يرفض الرد على رسائل الطرف الآخر
وهذا لأنه يخاف من أن يتعلق به قلبه ثم تبوء العلاقة بالفشل
فهو يريد حماية قلبه من الألم الناتج عن الانفصال
ولذلك فهو يقوم بإبعاد الطرف الآخر عنه حتى لا تزيد مشاعر الحب في قلبه
فهو يريد تجنب التعرض للخسارة العاطفية بقلب مجروح
ولذلك فهو يقرر أن يبتعد تماما عن الطرف الآخر عندما يجد أن هناك مشاعر في قلبه تجاه الطرف الآخر
فهو يشعر بالراحة لأن العلاقة انتهت قبل أن تبدأ ولكنه شعور مؤقت بالراحة
لأنه سرعان ما سوف يشعر بالشوق والحنين للدخول في علاقة عاطفية لكي يستمتع بمشاعر رومانسية مع الطرف الآخر
لأن مشاعر الوحدة سوف تأكله حيا
ولذلك فإن مشاعر الراحة بسبب انتهاء العلاقة لن تدوم طويلا
لأن تجنب التعارف يعطي شعور زائف بالراحة والأمان .
جذور تجنب التعارف تقبع في الطفولة المبكرة :

الفرد الذي عاش طفولة مبكرة أليمة يتخذ قراراته العاطفية في مرحلة الشباب عن طريق تجنب التعارف
لأن طريقته في التعامل مع العلاقات قد تشكلت عن طريق خبراته التي مر بها في طفولته
فإذا تعرض الفرد لحرمان من الحب والاهتمام من جانب الأسرة فإنه يكبر وهو بداخله شكوك في استحقاقه للحب ممن حوله
فهو ينكر تماما احتياجه للحب
لأنه لم يجد هذا الحب في صغره
ولذلك فهو يتجنب الدخول في علاقات عاطفية لأنه يعتقد أنه ليس هناك من يحبه ومن يهتم لأمره
ولذلك فهو يقرر العيش وحيدا
حتى عندما يقترب منه أحد على الصعيد العاطفي فإنه يقوم بإبعاده عنه لأنه يرى أنه سوف يعيش وحيدا مهما حدث
ولذلك فهو يتصرف بطريقة تؤلم الطرف الآخر وتجعله يبتعد عنه .
تجنب التعارف ومخاوف الالتزام :

الفرد الذي يخاف من الالتزام في علاقة طويلة الأمد ربما تجد أنه يقوم بسلوكيات تعتمد على تجنب التعارف
لأنه قد تعرض للألم من قبل الأسرة
ولذلك فإن مشاعر الحب لديه مرتبطة بالألم
ولذلك فهو عندما يقترب منه أحد على الصعيد العاطفي يجد نفسه يقوم بإبعاده عنه
من أجل حماية نفسه من التعرض للألم
لأن اقتراب الطرف الآخر منه يعمل على شعوره بالخوف
فهو يخاف جدا من أن يحبه الطرف الآخر ويقترب منه في علاقة طويلة الأمد
لأنه من داخله يرى أنه لا يستطيع الحفاظ على هذه العلاقة طويلا
ولذلك فهو يهرب عندما تتجه العلاقة إلى طريق به ارتباط رسمي
ولذلك فهو يعمل على إشعار ذاته بالأمان عن طريق بناء حواجز وعوائق تعمل على غلق قلبه تماما أمام الحب
ولذلك فإنه لا يستطيع التعبير عن مشاعر حبه للطرف الآخر
فهو ربما يقوم بتغيير موضوع الحديث إذا تطرق الطرف الآخر لمشاعر الحب وتحدث عن مقدار حبه له
أو ربما يجد ذاته يشعر بالغضب ويقوم برمي كلمات سلبية على مسامع الطرف الآخر
لأنه يخاف أن يتعلق قلبه به
فيظن الطرف الآخر أنه لا يحبه
ولكنه من داخله في حاجة شديدة إلى أن يسمع كلمات حانية محبة .

ومن مجمل هذا يتضح أن علاج تجنب التعارف هو بداخلك
فإنه عليك أزالة كل الحواجز التي تضعها أمام قلبك
كما أنه يمكنك التواصل مع مرشد أسري لمساعدتك في ذلك
ويمكنك معرفة المزيد حول ذلك عن طريق قراءة مقالة بعنوان :” كيف تجذب الحب في 4 خطوات ؟ ” في مدونة موقع مودة للزواج الإسلامي .