تأثير مشاعر عدم الكفاية على الصعيد العاطفي

هناك بعض المقبلين على الزواج يعتقدون أنهم لا يستحقون الحب أو أنهم غير قادرين على إيجاد الحب الحقيقي، فهم لديهم مشاعر عدم الكفاية بخصوص حياتهم العاطفية، فهم يرون أنهم قد تعرضوا للرفض فيما مضى
ولذلك فإنهم لا يرغبون في الارتباط والدخول في علاقات جديدة، وذلك خوفا من أن يتألموا مرة أخرى من الرفض .
أسباب مشاعر عدم الكفاية :

الأطفال يعتمدون تماما على والديهم في إشباع احتياجاتهم النفسية والبدنية
فهم يرغبون في الشعور بأنهم محبوبون ويتمتعون بالقبول من والديهم
ولكن الفرد الذي يعاني من مشاعر عدم الكفاية قد اختبر في طفولته إهمال من قبل والدته
فهو يتوق جدا لحنانها واهتمامها ولكنها لا تشبع لديه هذه الاحتياجات العاطفية
ولذلك فإنه يعتقد منذ صغره أنه غير كافي لكي تحبه وتهتم به
ولذلك فإنه يعتقد بأنه إذا كان طفل أفضل فإن والدته سوف تهتم به وتحبه أكثر من ذلك
مما يجعله لا يتقبل ذاته كما هو
ولذلك فإنه يكبر وبداخله فراغ في قلبه لأنه يبحث عن الحب في المنزل ولا يجده
ولذلك فإنه يكثر لديه الحديث الذاتي السلبي
فهو يعتقد أنه لا يستحق الحب وأن من حوله لا يريدونه
ولذلك فإن هذه الأفكار والمشاعر تكبر معه وتصاحبه في حياته العاطفية
ولذلك فإن هذه الأفكار والمشاعر تؤثر بشدة على مسار علاقاته العاطفية .
مظاهر مشاعر عدم الكفاية :

الفرد الذي لديه مشاعر عدم الكفاية بشكل زائد عن الحد يجد ذاته لا يستطيع الثقة بشكل كامل في الطرف الآخر عندما يرتبط بشكل عاطفي
فهو على الرغم من أنه يحب الطرف الآخر لكنه لا يستطيع فتح قلبه بشكل كامل أمام الآخر
مما يجعل العلاقة تتوقف عن النمو
لأن الفرد هنا يخاف من أن يجرحه الطرف الآخر
ولذلك فإنه يغلق قلبه أمامه
كما أن مقارنة الذات بالشريك السابق للطرف الآخر يعد حجر عثرة في طريق الحب
لأن التفكير بشكل زائد عن الحد في العلاقة التي انتهت وكيف انتهت يجعل الفرد لا يستطيع الاستمتاع باللحظة الحالية التي تجمعه بالطرف الآخر .
تأثير مشاعر عدم الكفاية :

عندما تسيطر مشاعر عدم الكفاية على العلاقة فإن الفرد ينتظر من الطرف الآخر إشعاره بالأمان والاستقرار والحب
فهو متعلق به بشدة ولا يستطيع أن يشعر بأنه شخص جيد إلا إذا قام الطرف الآخر بمدحه
ولذلك فإن الفرد الذي يشعر بعدم الكفاية يشعر دوما بعدم الأمان بخصوص المستقبل
فهو يعتقد بأن الطرف الآخر سوف يتركه في أي وقت لأنه قد وجد شخصا أفضل منه
كما أن الابتعاد العاطفي داخل العلاقة يجعل من العسير أن يتواصل كل طرف مع الآخر بشفافية
وذلك لأن مشاعر عدم الكفاية تلقي بظلالها داخل العلاقة
نتائج مشاعر عدم الكفاية :

الفرد الذي لديه مشاعر عدم الكفاية بشكل متراكم يجد ذاته يشك في نوايا الطرف الآخر
فهو يفكر دوما في أسوء السيناريوهات التي يمكن لها أن تحدث في العلاقة
و يتوقع الأسوء دوما
فهو حتى عندما تسير العلاقة بشكل جيد يشعر بالقلق والفزع
وذلك لأنه لا يرى أن هناك علاقة يمكن لها أن تتيح له الشعور بالسعادة
ولذلك فإنه لا يستطيع العيش في اللحظة الحالية مع الطرف الآخر
فهو يفكر إما بالماضي الأليم أو في المستقبل الذي لم يحدث بعد
ولذلك فإنه لابد من التواصل مع مرشد أسري للمساعدة في التخلص من تبعات خبرات الماضي التي تقف في طريق السعادة الزوجية
ويمكن معرفة المزيد حول ذلك عن طريق قراءة مقالة بعنوان : ” كيف يؤثر القلق على شكل العلاقات ؟ ” في مدونة موقع مودة للزواج الإسلامي .