تأثير كورونا على الزواج والطلاق في المملكة

مما لاشك فيه أن كورونا قد ساعد على إحداث عدة تغييرات على مستوى العالم في أسلوب الحياة اليومية ،
كما أنه أثر بشدة على شكل العلاقات داخل الأسر ،
ففي فترة الوباء قد تم إغلاق العديد من المؤسسات ،
وقد تواجد أفراد الأسرة لفترات طويلة داخل المنزل معا ،
مما ساعد على اكتشاف كل فرد من أفراد الأسرة لذاته وللمحيطين به ،
مما ساعد على ابتكار حلول مبدعة للعديد من المشكلات التي ظهرت في هذه الفترة ،
كما أن الأسرة قد تقاربت على الصعيد العاطفي بشكل كبير ،
كما أن الأطفال قد بدئوا في التعلم عن بعد من المنزل بطرق غير تقليدية ،
ولكن في الحقيقة وباء الكورونا قد ساعد أيضا على ظهور العديد من الانفصال في العلاقات ،
فهناك العديد من حالات الطلاق التي حدثت وقت وباء الكورونا ،
وهذا نتيجة أنه عندما تواجد الزوجين لوقت طويل معا اكتشفا أنهما غير متوافقين تماما وأن هذه العلاقة لابد لها وأن تنتهي من أجل مصلحة الطرفين .
ضغط وباء الكورونا على علاقة الزواج:
مما لاشك فيه أن وباء كورونا قد جعل جميع أفراد الأسرة يقضون وقت أطول معا ،
فجعلهم في مواجهة مستمرة معا، مما قد ساعد على زيادة معدل العنف الأسري داخل البيوت ،
نتيجة المواقف التي تحدث بشكل يومي ،
وهذا نتيجة التعرض للضغوطات وعدم الاستقرار بشكل عام ،
كما أن إغلاق المؤسسات قد زاد من معدل الاكتئاب والقلق والفقر داخل الأسرة ،
كما زاد من معدل العنف الأسري ،
وذلك نتيجة الجهل والمرض في الأسر ذات الدخل المحدود ،
كما أن هناك العديد من الأسر قد عانت من البطالة نتيجة هذا الاغلاق ،
مما قد أدى إلى معاناة هذه الأسر من ضغوطات مالية وقت الوباء .
اقرأ أيضا : ” التعارف و الزواج في زمن الكورونا “.
تأثير وباء الكورونا على شخصية الأبناء:
إغلاق المدارس وقت وباء الكورونا قد أثر على شخصية الأبناء ،
لأن هذا قد جعلهم يتعلمون عن بعد بشكل الكتروني ،
مما دفعهم إلى تعلم مهارات جديدة ،
كما أن هذا قد زاد من الاشراف العائلي على عملية التعلم ،
لأن الآباء والأبناء في مكان واحد لمدة طويلة ،
كما أن هذا قد جعل العديد من الآباء ينتبهون إلى احتياجات أبناءهم ،
لأنهم يرونهم عن قرب ويتعاملون معهم في مختلف المواقف اليومية ،
كما أن الآباء قد قدموا الدعم العاطفي لأبنائهم وقت الوباء ،
لأنهم يتشاركون معهم الكثير من الأنشطة اليومية خلال تواجدهم بالمنزل ،
كما أن التواجد العائلي قد ساعد على خلق روتين أسري جديد في أيام الوباء ،
كما أن الأبناء قد تعلموا مهارات جديدة لحل المشكلات ،
نتيجة تقسيم أعمال المنزل على جميع أفراد الأسرة وقت الوباء ،
مما ساعدهم ذلك على تعلم مهارات التفاوض و الابداع في التعامل مع المواقف الجديدة ،
كما أنهم قد تعلموا مهارات جديدة في التعامل مع التكنولوجيا من أجل التعلم المدرسي ،
كما أنهم قد ركزوا على تحسين صحتهم الشخصية خوفا من الاصابة بالوباء .
تأثير كورونا على الطلاق:
هناك العديد من حالات الطلاق التي حدثت وقت الوباء ،
وهذا قد حدث نتيجة العديد من الأسباب ،
ومنها أن هناك العديد من الأزواج قد تشاركوا الكثير من الوقت والمهام المنزلية والعديد من المواقف والتحديات وقد رأوا أن العلاقة التي تجمعهم هي علاقة زائفة ولا تشبع احتياجاتهما ولا تحقق أهدافهما ،
وأنهم عندما تم وضعهم في مواجهة شركاء حياتهم قد وجدوا أن هذه العلاقة لا تخدم حياتهم وإنما تعمل على عرقلتها ،
ولذلك فإنهم قد قرروا الانفصال ،
فهم قد اكتشفوا أنهم كانوا غير مناسبين لبعضهما البعض منذ البداية ولكنهم كانوا منشغلين بالتركيز مع أحداث أخرى بدلا من التركيز مع أنفسهم ،
ولكن الوباء قد ساعدهم على التواصل مع أنفسهم واكتشاف أن هذه العلاقة غير مناسبة وغير ذات نفع لحياتهم ،
كما أن هناك العديد من الأزواج قد اكتشفوا خيانة شركاء حياتهم وقت الوباء ،
سواء كانت خيانة جسدية أو عاطفية ،
كما أن الوباء قد أظهر العديد من التحديات المالية أمام الأسر ،
نتيجة البطالة ،
مما قد ساعد على ظهور العديد من المشكلات والخلافات العائلية نتيجة نقص المال المتدفق إلى الأسرة ،
مما قد عرقل إشباع الكثير من الاحتياجات الأسرية والتي كان إشباعها متوفر قبل ظهور الوباء ،
و قد جعل الأسرة أمام مفترق طرق حقيقي، مما قد جعل الكثير من الأزواج يفكرون في الطلاق .
مراحل الطلاق وقت الكورونا:
أول شعور يشعر به الفرد وقت الطلاق في فترة الكورونا هو عدم الشعور بأي مشاعر ،
فالكل يخبره بأنه لابد عليه أن يتماسك وأن فترة الحزن هذه سوف تمر ،
ولكنه لا يجدها ،
فهو لا يشعر بأي حزن على الاطلاق ،
وبعد ذلك يظهر الحزن في الاحلام ،
فالفرد يحلم كثيرا بالشريك السابق ،
ويصحو بشعور بأنه ليس بخير على الاطلاق ،
فالحزن هنا تأخر ،
ولكنه جاء ومعه شعور عام بالانزعاج وعدم الراحة ،
ولكن المشكلة هنا هو أن الفرد عندما يريد التخلص من المشاعر السلبية العالقة داخله المرتبطة بالشريك عليه أن يقوم بتغيير حياته ،
ولكنه يجد نفسه محبوسا في منزله ولا يستطيع الخروج كثيرا بسبب الوباء ،
مما يجعله يلوم الوباء ويلوم العالم ويلوم سياسة البلد الذي يعيش فيها بسبب حاله الذي لا يعجبه على الاطلاق ،
وبعد ذلك يبدأ الفرد في الشعور بتلاشي مشاعره تجاه الشريك السابق شيئا فشيئا ،
فهو لم يعد يشتاق إليه كالسابق ،
ولم يعد يفكر به بنفس التكرار كالسابق .
ومن مجمل هذا يتضح أنه يجب استغلال وقت وباء الكورونا في زيادة التواصل الأسري وحل الخلافات بين أفراد الأسرة ،
وذلك عن طريق تكريس وقت من أجل تجاذب أطراف الحديث ،
فيجب اختيار موضوع يهم جميع أفراد الأسرة ويجب الانصات لرأي كل فرد من أفراد الأسرة ،
وهذا من أجل تقليل سوء التفاهم بين أفراد الأسرة ،
كما أن هذا يتيح فهم أعمق لطباع أفراد الأسرة ،
وما الذي يريدونه وما الذي يحتاجونه وأهدافهم وطموحاتهم وطرق دعمهم ومساندتهم ،
كما أنه على كل فرد من الأسرة قضاء وقت مع نفسه من أجل التواصل مع ذاته ،
فهذا يتيح للفرد فهم أعمق لنفسه ،
من أجل المضي نحو المستقبل بخطى واثقة ،
كما أنه يجب إيجاد طرق من أجل التخلص من المشاعر السلبية والقلق والخوف بخصوص المستقبل ،
ويمكن القيام بها في المنزل ،
مثل التأمل أو اليوجا أو قراءة القرآن ،
حتى لا يقوم الفرد بصب مشاعره السلبية هذه على أفراد الأسرة ومضايقتهم ،
كما أنه يجب تشجيع الطرف الآخر ودعمه في الأوقات الصعبة ، و يجب ترشيد الاستهلاك وقت الوباء ،
كما أنه يجب الصبر على الطرف الآخر وقت الكورونا ،
لأنه يعاني من ضغط عالمي .
اقرأ أيضا : ” الزواج في زمن الكورونا “.