تأثير خبرات الطفولة على العلاقات الرومانسية

بعض الأحيان بسبب تأثير خبرات الطفولة على العلاقات يجد الفرد ذاته يدخل في العديد من العلاقات ولكنها تتشابه جميعا
ولذلك فإنه يتساءل دوما عن أسباب جذبه لنفس العلاقات الرومانسية في كل مرة
فهو في بداية العلاقة يشعر بالتفاؤل تجاه العلاقة ولكنه بعد فترة يشعر وكأن عالمه ينقلب رأسا على عقب ولا يدري السبب وراء ذلك .
من تأثير خبرات الطفولة تجنب العلاقات الرومانسية :
عندما ينشأ الفرد في أسرة فيها الوالدين غير متاحين عاطفيا ولا يهتمون بالطفل لأنهم منشغلين تماما بحياتهم الخاصة ومشكلاتهم فإن الفرد يعاني في طفولته من عدم اشباع احتياجاته
ولذلك فإنه يقرر الاهتمام بذاته ولا ينتظر ممن حوله أي اهتمام
ولذلك فإنه عندما يدخل في مرحلة الشباب يجد نفسه يبحث عن العزلة وقلة التواصل في العلاقات الرومانسية
وذلك لأنه لا يشعر بالراحة عند الاقتراب العاطفي مع الآخر .
اقرأ أيضا : ” تأثير أحداث الطفولة على مسار العلاقات العاطفية “.
قلق العلاقات الرومانسية :
عندما ينشأ الفرد في أسرة كان الوالدين يهتمون به في صغره بشكل غير مستقر وغير ثابت فإنه يشعر بالقلق من فقد الاهتمام
ولذلك فإنه يشعر بالحيرة وعدم الأمان
فهو لا يستطيع الشعور بالسلام الداخلي
ولذلك فإنه عندما يدخل علاقات رومانسية فإنه يشعر بعدم الأمان في العلاقة
كما أنه يشك في نوايا الطرف الآخر تجاهه
ولذلك فإنه يتمسك بشكل جديد بالآخر أو يصبح لديه حب تملك تجاه الطرف الآخر
كما أنه ينتظر أن ينقذه الطرف الآخر أو يكمله
فهو بدونه يشعر أنه غير مكتمل .
خوف العلاقات الرومانسية :
في بعض الأحيان يجد الفرد ذاته وهو طفل مع والدين يسيئون معاملته
ولذلك فإنه يتعرض للضرب والاهانة والخوف والفزع الشديد في الصغر بسبب الوالدين
فإن الوالدين يراهما الطفل مصدر الأمان والخوف في نفس الوقت
ولذلك فإنه عندما يتعرض لسوء المعاملة فإنه يشعر وكأنه انفصل عن جسمه
وذلك من أجل تقليل الألم الذي يشعر به
لأنه يرى أن الألم لا يحتمل
ويقرر الابتعاد عن مصدر الضغط هذا بسبب شدة الخوف
ولكنه يبحث عن الشعور بالأمان والراحة
ولذلك فإنه يهرع مرة أخرى إلى الوالد الذي أساء معاملته طمعا في مقدار ضئيل من مشاعر الراحة والأمان
ولذلك فإن العلاقة التي تربط بينه وبين الوالد الذي أساء معاملته هي علاقة حب وكره في نفس الوقت
فهو يقترب منه ويبتعد عنه بشكل متكرر
ولذلك فإنه عندما يكبر فإنه يدخل في علاقات رومانسية يجد أنه يشعر بالخوف طوال الوقت
فهو يقترب من الآخر لأنه يخاف من أن يتركه
ولكنه يبتعد عنه لأنه يخاف من أن يؤذيه .
اقرأ أيضا : ” هل علاقتك بالآخر تقوم على الخوف ؟ “.
أمان العلاقات الرومانسية :
بسبب تأثير خبرات الطفولة على العلاقات فإن الفرد الذي شعر بالأمان في صغره من قبل الوالدين
لأنهما استطاعا اشباع احتياجاته والتواجد بجانبه فإنه يستطيع تكوين علاقات رومانسية سوية ومتوازنة
و هذا لأنه يرى نفسه أنه محبوب وجذاب
كما أنه يحترم مشاعره ومشاعر الطرف الآخر لأنه اعتاد على احترام المشاعر داخل الأسرة
كما أنه يستطيع التعبير عن نفسه بحرية وشفافية لأنه اعتاد على ذلك داخل الأسرة
مما يؤثر بشكل إيجابي على مسار علاقاته العاطفية .
ومن مجمل هذا يتضح أنه يمكن تغيير شكل العلاقات الرومانسية التي يدخلها الفرد عن طريق تغيير أفكاره المرتبطة بالحب والزواج
ويمكن طلب المساعدة من متخصص في الارشاد الأسري من أجل تحقيق ذلك
فيقول الله تعالى في سورة الرعد : " إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ "
كما أنه لابد من ضبط سقف التوقعات قبل الزواج حتى لا يشعر الفرد بخيبة الأمل في علاقته بالآخر
ويمكن معرفة المزيد حول ذلك عن طريق قراءة مقالة بعنوان: ” توقعات لاعقلانية في العلاقات العاطفية ” .