تأثير الخوف من الهجر على العلاقات

بعض المقبلين على الزواج يواجهون مشكلات في الارتباط العاطفي بسبب ظروف أسرية قد عاشوها وهم أطفال، ولذلك فإنهم لديهم مشاعر الخوف من الهجر والترك مما تؤثر هذه المشاعر على سلوكياتهم في علاقتهم مع الطرف الآخر
وذلك لأنهم لا يستطيعون تكوين علاقة صحية وآمنة مع الطرف الآخر .
غياب الاحتياجات والخوف من الهجر :

من أجل أن يشعر الفرد بالاستمتاع والبهجة والسعادة في حياته لابد وأن يتم اشباع عدة احتياجات أساسية لديه
مثل الاحتياج للاهتمام والرعاية والتقبل والحب والتقدير
لأن غياب اشباع هذه الاحتياجات يجعل الفرد يشعر بمشاعر الخوف من الهجر
لأن هذه الاحتياجات تجعل الفرد يشعر بأنه محبوب ومرغوب وجذاب في العلاقة التي تجمعه بالآخر .
أعراض الخوف من الهجر :

هناك عدة أعراض مرتبطة بمشاعر الخوف من الهجر
ولكن كل فرد يختبر بعض أعراض ولا يختبر أعراض أخرى
وهذا مرتبط بنشأته الاجتماعية والظروف الأسرية التي عاشها والأحداث التي شكلت شخصيته والتجارب التي مر بها على مدار حياته
فالفرد الذي لديه مخاوف من الهجر يدخل في علاقات عاطفية سطحية تماما
وذلك لأنه لا يرغب في أن يتم تركه
ولذلك فإنه يقوم بترك الطرف الآخر قبل أن يتركه
كما أن الفرد الذي لديه خوف من الهجر يقوم بشكل غير واعي بتدمير العلاقة مع الآخر
وذلك عن طريق افتعال المشكلات والمشاجرات بدون داعي
كما أن هناك من يخاف من الوحدة
ولذلك فإنه يدخل في علاقة عاطفية غير مناسبة ويستمر بها وذلك من أجل ألا يبقى وحيدا
كما أنه يشعر بالغيرة بشكل زائد عن الحد
لأنه يخاف من أن يتركه الطرف الآخر من أجل علاقة أخرى .
تأثير الخوف من الهجر على شكل العلاقة :

الفرد الذي لديه مشاعر الخوف من الهجر يتصف سلوكه بأنه غير مستقر تماما
لأنه إما يخاف من الاقتراب من أي شخص على الصعيد العاطفي وذلك خوفا من أن يتعلق به ويتركه
مما يجعله يمتنع تماما عن الدخول في أي علاقات تعارف
ويمكن أن يرتبط الخوف من الهجر بالخوف من الالتزام في علاقة أبدية
أو أن الفرد الذي لديه مخاوف من الترك يقوم بالبحث بشدة عن أي علاقة عاطفية
مما يجعله ينجذب لعلاقات غير صحية تعمل على استنزاف طاقته النفسية والعاطفية
وذلك خوفا من الشعور بالوحدة .
التعافي من الخوف من الهجر :

هناك عدة خطوات يمكنها أن تساعد الفرد على التحرر من الخوف من الهجر
وذلك عن طريق تدريب الذات على العيش في اللحظة الحالية
لأن الخوف من الترك هو نتيجة حزن الماضي وقلق المستقبل
كما أن تقبل العيوب يجعل الفرد يحب ذاته
مما يقلل لديه خوفه من أن يتركه الطرف الآخر
ويمكن التواصل مع مرشد أسري من أجل التحرر من الجروح العميقة التي بداخل الفرد والتي تجعله لا يستطيع تكوين علاقة محبة وصحية مع الطرف الآخر
لأن التحرر من هذه الجروح يعمل على زيادة شعور الفرد باستحقاق النجاح العاطفي والأسري
ويمكن معرفة المزيد حول ذلك عن طريق قراءة مقالة بعنوان : “ تأثير الخوف من الالتزام العاطفي على العلاقات ” في مدونة موقع مودة للزواج الإسلامي.