تأثير التكنولوجيا على الأبناء

مما لاشك فيه أن استخدام التكنولوجيا الآن أصبح أمر لا مفر منه ، ولكن تأثير التكنولوجيا على الأبناء اصبح كبيرا جدا ،
لأنهم يجدون أنفسهم في وضع لم يعتاد آباءهم أن يكون عليه الأبناء ،
مثل زيادة القدرة على التعبير عن الذات والابداع ، والاستقلالية والثقة بالذات والاعتداد بالنفس ،
واعتماد طرق مختلفة لحل المشكلات وزيادة القدرة على تعلم مهارات مختلفة ،
وعدم القدرة على تكوين علاقات طويلة الأمد في العالم الحقيقي لأنهم منشغلين في تكوين علاقات في العالم الافتراضي ،
ومشكلات صحية نتيجة الافراط في تناول الطعام أمام الهاتف وعدم الانتظام في ممارسة الرياضة نتيجة قضاء ساعات طويلة أمام الشاشات ،
وصعوبات النوم نتيجة الافراط في استخدام الهاتف ، ونقص الوقت الذي يقضيه الابناء مع آباءهم .
مميزات استخدام التكنولوجيا في الطفولة :
هناك عدة مميزات لاستخدام التكنولوجيا في مرحلة الطفولة ، فالطفل ذو خيال واسع ،
ولذلك فإنه قديما كان يستخرج أفكاره الابداعية على ورق ويستخدم الألوان من أجل ذلك ،
ولكن الآن مخيلة الأطفال أصبحت أكثر اتساعا ، ولذلك فإنه يمكن استخدام الكمبيوتر والهاتف من أجل بناء فن رقمي ،
بدلا من استخدام الأدوات التقليدية ، فبدلا من رسم لوحة صماء فإنه يمكن تصميم لوحة ثلاثية الأبعاد ،
كما أن التكنولوجيا أتاحت الآن أن يتعارف عدة أطفال فيما بينهم لأنهم لديهم اهتمامات وأنشطة الكترونية مشتركة ،
كما أن استخدام الانترنت في التعبير عن المشاعر الداخلية والابداعات يعمل على بناء استقلالية الطفل ،
فهو هنا يرى أنه فرد مستقل في المجتمع ولا أحد يستطيع فعل ما يفعله ، فهو متميز وذكي ونشيط ،
كما أن الألعاب التي يلعبها الطفل والتي تجعله دوما يحارب من أجل الحفاظ على حياته تعمل على خلق مهارات حل المشكلات داخله ،
مما ينتج عنه خلق وعي أعلى لدى الطفل ، لأنه يتكيف دوما مع الظروف المحيطة به داخل اللعبة الالكترونية ،
فهو يقوم ببناء مأوى والبحث عن أسلحة من أجل الحفاظ على حياته ،
ويتعلم بعد ذلك أن يكون لديه طريقة فريدة في حل المشكلات التي تواجهه ،
نتيجة ما سبق أن تعلمه في هذه الألعاب الالكترونية ،
مما يساعده على الوصول بشكل أسرع لأهدافه لأنه قد قام بإزالة كل العقبات التي تواجهه ،
من المميزات ايضا :
كما أن الانترنت يخلق فرصا أكبر في التعلم ،
فبدلا من التعلم عن طريق القراءة والتخيل فإنه يمكن التعلم عن طريق مشاهدة فيديوهات لواقع افتراضي ،
فمثلا بدلا من القراءة حول طريقة عيش أجدادنا القدماء يمكن مشاهدة فيديو توضيحي يشرح شكل حياة أجدادنا عن طريق المحاكاة ،
لأن القراءة فقط لا تعمل على توصيل المعلومة بشكل عميق وإنما بشكل سطحي ،
ولكن الفيديوهات التي تحاكي الواقع الافتراضي تعمل على توصيل المعلومة بشكل عميق جدا وسريع جدا ،
كما ان التدريب على مهارات استخدام الكمبيوتر يعمل على زيادة فرص الطفل في سهولة الحصول على وظيفة في المستقبل ،
و استخدام الانترنت يقوي من ذاكرة الطفل وتركيزه ، نتيجة استخدام تركيزه هذا في ألعاب الانترنت ،
كما أن الانترنت يتيح للطفل اكتشاف ثقافات أكثر والتعلم منها ، نتيجة الانفتاح على العالم ، مما يوسع من أفق الطفل ،
كما أنه يقوي من المهارات التنظيمية للطفل ، لأن الطفل يتعلم النظام عن طريق ترتيب وتصنيف كل شيء في ملفات وملفات أصغر وهكذا.
اقرأ أيضا : ” كيفية التغلب على الخجل والقلق قبل الزواج “.
عيوب استخدام التكنولوجيا في الطفولة :
هناك عدة عيوب لاستخدام التكنولوجيا في الطفولة ، مثل قضاء وقت أقل مع العائلة والأصدقاء في العالم الواقعي ،
لأن الطفل منشغل تماما في علاقاته في العالم الافتراضي ، فهو يفعل كل شيء وهو ممسك بهاتفه ،
مما يمنع الطفل من التواصل بشكل حقيقي مع الآخرين ، مما يعوق نموه الاجتماعي ،
كما أن هناك مشكلات صحية ربما تظهر في الأطفال الذين يستخدمون هواتفهم بشكل زائد عن الحد ،
لأنهم لا يجدون وقتا خلال يومهم من أجل ممارسة التمرينات الرياضية ،
فهم ممسكين بهواتفهم بدلا من الجري واللعب والقفز ، كما أن استخدام التكنولوجيا بشكل زائد في الطفولة يخلق مشكلات في النوم ،
نتيجة الأرق لأن الطفل منشغل بالتفكير في أصدقاءه الافتراضيين والدردشات الافتراضية ،
كما أن الطفل هنا ينشغل تماما في استخدام المجاملات الالكترونية مما يجعله لا يستخدم على الاطلاق المجاملات الحقيقية ،
كما أن هذا يخلق مشكلات في ادارة الوقت لدى الطفل ، فهو لا يعلم كيف يدير وقته من أجل تحقيق أهدافه خلال يومه ،
لأنه يستخدم الانترنت بشكل كبير جدا خلال يومه ، كما أن استخدام الانترنت بشكل زائد عن الحد يضعف النظر ،
مما يجعل الطفل يستخدم النظارات في سن مبكرة جدا ، كما أن الطفل يمكن أن يتعرض للابتزاز والتهديد من أشخاص غرباء عبر الانترنت ،
كما أنه يمكن أن يتعرض لمعلومات ضارة في سن مبكرة جدا .
اقرأ أيضا : ” هل تقوم التكنولوجيا بتدمير علاقتك بشريك حياتك ؟ “.
خطوات حماية الأبناء من خطر التكنولوجيا :
هناك عدة خطوات تتيح للآباء حماية أبناءهم من أخطار الانترنت ، فعلى الآباء التحدث مع أبناءهم حول نشاطهم على الانترنت ،
ماذا يلعبون ماذا يقرآون ماذا يشاهدون ، وكلما كبر الطفل في العمر كلما زاد تحدث الآباء معه ،
وعلى الآباء الدخول إلى مواقع الانترنت التي يعتاد الطفل على الدخول إليها ، من أجل تقييم ما إذا كانت مناسبة أم لا ،
كما أنه يجب التحدث مع الطفل حول سلوكه على الانترنت وأنه عليه أن يكون سلوكه إيجابي وليس سلبي ،
وعليه أن ينتبه لسمعته على الانترنت ، كما انه على الآباء وضع الكمبيوتر في مكان عام داخل المنزل بدلا من وضعه في غرفة الطفل ،
وذلك حتى يسهل على الوالدين متابعة سلوك الطفل على هذه الكمبيوتر ،
كما أنه لابد وان يرى الآباء تاريخ تصفح الطفل للانترنت وما هي المواقع التي دخل عليها وهل هي مناسبة أم لا ،
كما أنه على الآباء معرفة من هم أصدقاء الطفل على الانترنت ، فربما يكون سارق أو قاتل متخفي في صورة صديق عبر الانترنت ،
ولذلك فإنه يجب إخبار الطفل أن الطريقة الوحيدة للدخول إلى عالم الانترنت هو مراقبة حساباته الالكترونية ،
كما أنه على الآباء تعليم أطفالهم الخصوصية ،
فيجب أن يتعلم الطفل أن ليس كل معلومة يعرفها يقوم بنشرها عبر الانترنت ،
وعليه أن يبقى اسم عائلته وعنوانه ورقم هاتفه سرا بعيدا عن متناول أي شخص عبر الانترنت ،
كما أنه يجب تحديد وقت لاستخدام الانترنت ، فلا يزيد هذا الوقت عن ساعتين فقط في اليوم ،
من أجل التقليل من المخاطر المحتملة لاستخدام الانترنت .
وصايا للآباء عند استخدام أبناءهم للتكنولوجيا :
على الآباء إخبار الأبناء ألا يقوموا بإضافة أشخاص غرباء إلى حساباتهم الالكترونية ،
فعليهم أن يخبرونهم أن هذا خطر عليهم كبير جدا ، كما أنه على الآباء متابعة ما ينشره الطفل على الانترنت ،
كما أنه يجب غلق إمكانية معرفة مكان الطفل عبر الانترنت عبر حسابه الالكتروني ،
كما أنه يجب معرفة الألعاب التي يلعبها الطفل ، لأنه من المحتمل أن تكون اللعبة منافية للدين والأخلاق .
اقرأ أيضا : ” حفظ خصوصية الزواج في عصر التكنولوجيا “.