تأثير الانضباط الذاتي على العلاقات الأسرية

2022/06/18

العلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة يتشكل مسارها بحسب نوعية العلاقة التي تجمعهما، ولذلك فإن شكل العلاقات الأسرية هو عبارة عن انعكاس لمقدار تحكم الطرفين في مشاعرهما تجاه بعضهما وتجاه العلاقة التي تجمعهما
ولذلك فإنه في بعض الأحيان يصبح التحكم في المشاعر أمر يصعب تحقيقه
لأن الفرد يشعر بالحيرة والتشوش لأن مشاعره قد جعلت رؤيته مشوهة للعلاقة التي تجمعه بالطرف الآخر
ولذلك فهو يجد نفسه ينتقد نفسه بشدة لأتفه الأخطاء التي يرتكبها أو يتحدث بأسلوب مهين للطرف الآخر عندما يمر بهفوة بسيطة
مما يجعل الفرد يشعر بالندم الشديد لأنه لم يستطع التحكم في مشاعره بصورة صحية .

هل المشاعر تؤثر على العلاقات الأسرية ؟

مشاعر عدم اليقين تدفع إلى التخطيط

المشاعر هي عبارة عن استجابة اوتوماتيكية لمثير معين
فالشعور بالمشاعر أمر طبيعي تماما
فكل البشر يشعرون بمشاعر إيجابية وسلبية تجاه مختلف المواقف في العلاقات الأسرية
فالمشاعر لا يمكن تجنبها أو اسكاتها أو انكارها
لأنها تظل دوما موجودة داخل الفرد
فهي تؤثر على السلوك الإنساني وتظهر عن طريق العديد من السلوكيات
ولذلك فإن الشعور بالغضب أمر طبيعي جدا
ولكن طريقة التصرف أثناء الشعور بالغضب هي التي تحدد مقدار تحكم الفرد في مشاعره
فهناك من يغضب ويختار أن يجرح الطرف الآخر عن طريق القول أو الفعل
وهناك من يغضب ويختار أن يصبر على الآخر ويتفهم وجهة نظره

فيقول الله تعالى في سورة الطور : ” وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ” .

أسباب عدم التحكم في مشاعر العلاقات الأسرية :

هل المرور بالتحديات يؤثر على مشاعر حب الطرفين

هناك عدة أسباب تتضافر جميعا وتعمل على جعل الفرد يجد صعوبة في التعبير عن مشاعره بشكل صحي داخل العلاقات الأسرية
فمثلا عدم أخذ قسط وافر من النوم يجعل الفرد يشعر بالتوتر والغضب لأتفه الأسباب
لأن الفرد هنا يشعر بالانزعاج من مشاعره
لأن أخذ قسط وافر من النوم من الاحتياجات الانسانية الأساسية
كما أن التقلبات المزاجية واضطرابات القلق والاكتئاب تجعل هناك صعوبة في انتظام النوم لدى الفرد
كما أن تصنيف المشاعر على أنها جيدة أو سيئة يجعل الفرد يجد صعوبة في التعامل معها
لأن في الحقيقة المشاعر محايدة فلا يوجد مشاعر سارة ومشاعر مكدرة
فكل شعور يحمل في طياته رسالة للفرد وإذا فهم الفرد الرسالة يزول الشعور المصاحب للفرد
كما أن المشاعر متغيرة باستمرار
ولذلك فإن الحكم على المشاعر سواء ايجابية أو سلبية يجعل الفرد عالق في مشاعر معينة لأنه لا يستطيع التحكم بها .

التحكم في مشاعر العلاقات الأسرية :

شكل حياة الفرد عند كبت المشاعر

التحكم في المشاعر يبدأ في تغيير المنظور الذي يمتلكه الفرد بخصوص العلاقات الأسرية
لأن الفرد إذا اعتقد أن أفراد الجنس الآخر كلهم خائنين وسيئين فإنه لن يشعر بالأمان في علاقته بالطرف الآخر
كما أنه في الكثير من الأحيان يكون المتسبب في زيادة الضغوطات العاطفية التي يمر بها الفرد هو الأفكار التي يتبناها
لأن الأفكار السلبية تجعل الفرد كثير التشاؤم بخصوص المستقبل في علاقته بالآخر
مما يجعله يتصرف بشكل مثير للشك والريبة
ولكن تبني الأفكار الإيجابية بخصوص المستقبل في علاقته بالآخر يجعل الفرد يشعر بالأمل والتفاؤل
مما يجعله يتحلى بالصبر في علاقته بالطرف الآخر
وهذا يجعله يستطيع عبور أي تحدي تمر به العلاقة التي تجمعهما
كما أنه لابد من أن يأخذ كل طرف مساحة من الوقت لنفسه بعيدا عن الآخر من أجل ممارسة هواية محببة أو رياضة ممتعة
وهذا من أجل شحن طاقته من أجل استثمارها في العلاقة التي تجمعهما
ويمكن معرفة المزيد حول ذلك عن طريق قراءة مقالة بعنوان : ” 4 نصائح للتعامل مع تحديات الحياة العاطفية ” في مدونة موقع مودة للزواج الإسلامي .

أكثر من 7 مليون مشترك يبحث عن نصفه الآخر

اشترك الان مجانا