تأثير الإهمال العاطفي على مسار العلاقات

بعض المقبلين على الزواج يعانون من مخاوف بخصوص العلاقات، ولكنهم لا يعلمون أن سبب هذه المخاوف هو أنهم قد مروا بخبرات مليئة بأحداث الإهمال العاطفي في الصغر، مما ولد لديهم خوف من الرفض والهجر والترك
لأنهم قد تألموا في الصغر ولذلك فإنهم يخافون من أن يواجهوا نفس الألم في العلاقات العاطفية .
ما هو الإهمال العاطفي ؟

الإهمال العاطفي يجعل الفرد يشعر بأنه مرفوض وتم اهماله
كما أنه يشعر بالعزلة عن الآخرين
أو أن يقوم الطرف الآخر بتهديده من أجل تحقيق هدف ما
ولذلك فإن الفرد هنا يفقد الدعم العاطفي
كما أنه لا يحصل على الانتباه والاهتمام الكافي مما يجعله يعيش حياة عاطفية لا تشبع احتياجاته .
تأثير الإهمال العاطفي :

الإهمال العاطفي يجعل الفرد يعيش حياة عاطفية غير مستقرة
لأنه لا يشعر بالأمان في العلاقات
ولذلك فهو يقوم بإنكار احتياجاته مما يجعله ينساها تماما مع الوقت
ولذلك فإنه يجد صعوبة في وضع حدود صحية في العلاقات
كما أنه يشعر بأنه أقل كثيرا من الآخرين
ولذلك فإنه يقارن اهتمام الطرف الآخر به والاهتمام الذي يتمتع به من حوله من قبل شركاء حياتهم
مما يجعله يشعر بالدونية وانعدام القيمة
لأنه يرى أن الطرف الآخر لا يهتم به كما يجب
مما يولد مشاعر من الاستياء الدفين
كما أن الفرد يشعر بصعوبة في التعبير عن مشاعره وأفكاره أمام الطرف الآخر
لأنه لا يشعر بالأمان معه ولا يشعر بأن هناك مشاعر من المودة تربطه بالطرف الآخر
ولذلك فإنه لا يجرؤ أن يصارح الطرف الآخر بمشاعره أو أفكاره
كما أن التعرض للإهمال العاطفي يجعل الفرد يميل إلى العزلة والوحدة ولذلك فإنه لا يبادر بالتعارف على أفراد من الجنس الآخر بهدف الزواج
لأنه يرى أنه لا يستحق التواجد في علاقة محبة وصحية .
شفاء الإهمال العاطفي :

أول خطوة في طريق شفاء الإهمال العاطفي هو تقبل الذات
فلابد من أن يتقبل الفرد مميزاته وعيوبه ومواطن قوته ومواطن ضعفه
لأننا في النهاية كلنا بشر وكلنا لدينا جوانب مظلمة من الذات
كما أن الفرد عليه أن يتذكر أن احتياجاته مهمة ولابد وأن يسعى وراء أهدافه بدلا من السعي وراء تحقيق أهداف الآخرين على حساب أهدافه
كما أن التواصل مع مرشد أسري يساعد الفرد في التخلص من الجروح والمخاوف القديمة التي تظهر على السطح في علاقته بالطرف الآخر
لأن تنظيف الماضي يساعد في الاتجاه نحو سعادة المستقبل وإشراقه

ومن مجمل هذا يتضح أن الفرد الذي مر بألم الإهمال العاطفي في الطفولة ربما يميل إلى السيطرة على الآخر في العلاقات العاطفية
وذلك من أجل أن يحمي نفسه من التعرض لنفس الألم
ولكن حب السيطرة على الآخر بشكل زائد عن الحد لن يفيد العلاقة وإنما يعمل على تخريبها شيئا فشيئا
لأن العلاقة هنا تصبح غير متوازنة وتعمل على إشباع احتياجات طرف على حساب احتياجات الطرف الآخر
مما يجعل هناك كثير من المشاعر السلبية المكبوتة داخل العلاقة
ومن أجل معرفة المزيد حول ذلك يمكنك قراءة مقالة بعنوان : ” تأثير حب السيطرة على العلاقات العاطفية ” في مدونة موقع مودة للزواج الإٍسلامي.