تأثير أحداث الطفولة على الحياة العاطفية و الزواج

2022/01/24

الأحداث التي مرت بالفرد وهو صغير داخل الأسرة تؤثر على مسار علاقاته العاطفية، لأنها تشكل ما يتوقعه الفرد من الحياة العاطفية، فهي تتحكم باختياراته وتصرفاته ومعدل استقراره داخل العلاقات، فالفرد يقوم بجذب علاقات عاطفية لحياته تتشابه مع الأحداث التي مرت في طفولته .

الحياة العاطفية القائمة على الأمان :

مشاعر القلق وعدم الأمان

الفرد الذي شعر بالأمان بشكل كافي في صغره داخل الأسرة يستطيع تكوين علاقة محبة وصحية مع الطرف الآخر
فهو يستطيع التواصل مع الآخر بشكل أكثر سهولة
كما أن الحياة العاطفية الخاصة به تستطيع إشباع احتياجاته واحتياجات الطرف الآخر
فكل طرف يستطيع مساعدة الطرف الآخر في عبور تحدياته
فالفرد الذي نعم بالشعور بالأمان وهو طفل في علاقته بالقائمين على رعايته يستطيع أن يشعر بالأمان في علاقاته العاطفية
لأنه سوف يشعر على الدوام بأنه مستقر ويشعر بالراحة والدعم والتقبل والحب في علاقته بالطرف الآخر .

الحياة العاطفية القائمة على القلق :

التعامل مع مشاعر القلق يحد من مشاعر التعلق

الفرد الذي شعر بعدم الأمان في طفولته داخل الأسرة تصاحبه مشاعر عدم الأمان هذه في علاقاته العاطفية
وذلك لأنه لا يثق في مسار الحياة العاطفية الخاصة به
فهو يعتقد بأنه من أجل أن يدخل في علاقة عاطفية ويشبع احتياجاته عليه أن يقوم بالسيطرة على تصرفات الطرف الآخر
كما أنه يبحث عن القبول والطمأنة بشكل زائد عن الحد في العلاقة مع الآخر
لأن هذا الفرد كان القائم برعايته يقوم بإشباع احتياجاته بشكل متقطع وليس بشكل دائم ومستقر
مما أدى إلى خوف هذا الفرد من النبذ أو الرفض داخل العلاقة العاطفية
كما أن هذا الفرد يشعر بالحرمان العاطفي والحيرة والشك بدلا من الشعور بالحب والثقة في الطرف الآخر
فهو يبحث عن شريك يكمله أو يقوم بإنقاذه من عذاب حرمانه
كما أنه يبحث عن الأمان عن طريق التشبث الزائد بالطرف الآخر
مما يشكل ضغطا على العلاقة ككل لأن الطرف الآخر يشعر بأنه يفقد حريته في هذه العلاقة .

الحياة العاطفية القائمة على التجنب :

المشاركة وعلاقة الحب الأبدي

الفرد الذي يستخدم أسلوب التجنب كاستراتيجية تكيفية في عالم التعارف نشأ في أسرة مختلة وظيفيا
فالقائمين برعايته لم يستطيعوا إشباع احتياجاته
كما أنه كان يتعرض للنبذ والرفض عندما يطالب باحتياجاته
ولذلك فإنه تعلم منذ سن مبكرة أن يقوم بدفن مشاعره ورغباته وأن يتصرف أنه ليس لديه احتياجات
لأن إنكار مشاعره هذه تجعله لا يشعر بالألم
ولذلك فإن الحياة العاطفية الخاصة به يغيب عنها الأمان
لأنه يتجنب الوقوع في الحب خوفا من تعرضه للجرح
كما أنه يتجنب التعبير عن مشاعره للطرف الآخر خوفا من الرفض
كما أنه يخلق مساحة بينه وبين الطرف الآخر
لأن الاقتراب الزائد يجعله لا يشعر بالراحة
كما أنه عندما يريد الطرف الآخر الاقتراب منه فإنه يبتعد عنه ويتهمه بأنه متشبث به بشكل زائد عن الحد .

توقعات خاطئة في العلاقة الزوجية بخصوص الخلافات

ومن مجمل هذا يتضح أن العلاقات المشوهة في الطفولة تنتج علاقات غير سوية في الحياة العاطفية
ولكن يمكن التحرر من صدمات الطفولة وألم الانفصال عن طريق التواصل مع مرشد أسري للمساعدة في ذلك
كما أنه لابد من التخلص من المعتقدات الخاطئة بخصوص التعارف والعلاقات العاطفية من أجل تكوين علاقة صحية ناجحة
لأن محصلة التصرفات على الصعيد العاطفي ناتجة عن أفكار داخل عقل الفرد بخصوص الزواج والعلاقات الأسرية
ويمكن معرفة المزيد حول ذلك عن طريق قراءة مقالة بعنوان :” 4 معتقدات خاطئة حول التعارف ” في مدونة موقع مودة للزواج الإٍسلامي .

أكثر من 7 مليون مشترك يبحث عن نصفه الآخر

اشترك الان مجانا