بناء الثقة المتبادلة في العلاقات الأسرية

العلاقات الأسرية مليئة بالتحديات والأوقات الصعبة واللحظات الممتعة أيضا
ولذلك فإن بناء الثقة المتبادلة بين الطرفين يعمل على وقوف العلاقة على أرض صلبة مستقرة
وذلك لأن كل طرف يستطيع تفهم احتياجات ومشاعر الطرف الآخر
كما أن كل طرف هنا يعرف تماما حقوقه وواجباته داخل العلاقة .
هل الحزن يساعد في بناء الثقة المتبادلة ؟

الحزن والشعور بالجرح تجاه ماحدث في علاقة سابقة أمر طبيعي جدا
ولكن التمسك بهذا الحزن وحمله إلى العلاقة المستقبلية يعمل على هدم الثقة المتبادلة بين الطرفين
لأن الطرف المجروح سوف يقوم بتفسير سلوكيات الطرف الآخر بطريقة سيئة تماما
كما أن معاناته من جروح عميقة في الثقة في الحب تعمل على غلق قلبه بشكل كامل أمام الحب
مما يجعله لا يستطيع استقبال الحب من الطرف الآخر بطريقة جيدة
كما أنه لا يستطيع الشعور بمشاعر الحب العميقة تجاه الطرف الآخر
لأن الجرح غير الملتئم نتيجة نقص الثقة في علاقة سابقة يعمل على تعكير صفو العلاقة المستقبلية
ولذلك فإنه من الأهمية بمكان اتخاذ وقت ومساحة للشعور بالحزن والأسى والجرح قبل اتخاذ خطوات في طريق العلاقة الجديدة
حتى لا يتم بناء العلاقة الجديدة على أنقاض العلاقة القديمة .
التعبير عن المشاعر هل يفيد في بناء ثقة متبادلة ؟

التعبير عن المشاعر في العلاقة مع الآخر يعمل على بناء ثقة متبادلة
لأن كل طرف هنا يكتشف احتياجاته واهتماماته ويعبر عنها
مما يعمل على زيادة ثراء العلاقة بين الطرفين
ولذلك فإنه لابد من الاعتذار عند الوقوع في الخطأ
لأن الكبر وعدم الرغبة في الظهور بمظهر المخطيء وعدم السماح للذات بالخطأ يعمل على عرقلة النمو العاطفي
لأن النضج العاطفي يعتمد على تعلم الكثير بخصوص العلاقة مع الآخر عن طريق التعلم من الأخطاء
ولذلك فإن التسامح مع الأخطاء يعمل على بناء أسرة قوية ومتماسكة
لأن كل طرف سوف يشعر بالراحة والأمان لأنه يصبح متأكد دوما بأنه سوف يحصل على الصفح من الطرف الآخر
كما أن تبني الأبوين ثقافة الاعتذار يعمل على زرع هذه الثقافة داخل الأبناء
مما يساهم في بناء جيل قوي وذو أخلاق حميدة .
التغيير يعمل على بناء ثقة متبادلة :

تبني التغيير يعمل على زيادة الثقة المتبادلة بين الطرفين
لأن التغيير هو من حقائق الحياة
ولذلك فإن مقاومة التغيير وعدم الرغبة في إصلاح عيوب الذات يعمل على نزع مشاعر الأمان والراحة داخل الأسرة
ولذلك فإن تغيير الذات واصلاح العيوب التي تقف في طريق السعادة الزوجية يعمل على زيادة مشاعر المودة والرحمة بين الطرفين
وذلك لأن الطرف الأكثر مرونة هو الأكثر تأثيرا في العلاقة
ومن مجمل هذا يتضح أن بناء ثقة متبادلة في العلاقة يتطلب وعي وصبر ومجهود من كلا الطرفين
لأن التصرف بشكل حكيم وقت الخلافات يعمل على تقوية العلاقة بين الطرفين
لأن هذا يساعد على إعادة فهم واكتشاف الأحداث المؤثرة على كل طرف
ويمكنك معرفة المزيد حول ذلك عن طريق قراءة مقالة بعنوان :” الخلافات داخل الزواج هل تضر بالعلاقة ؟” في مدونة مودة للزواج.