الهروب داخل المنزل

كل منا يرى راحته في شيء مختلف تماما عن الاخر ، فعلاقة الزواج الاسلامي تعمل على إثارة الصراعات الداخلية
والمشاعر التي اتخذنا قرارنا بدفنها منذ أمد طويل
فالعلاقة مع شريك الحياة هي اقرب العلاقات التي يمكنك ان تنخرط بها مع شخص اخر
ولذلك فهي تثير بداخلنا المشاعر التي نريدها والمشاعر التي لا نريدها على حد سواء
ولذلك يتصرف كل طرف بشكل مختلف من اجل ان يهرب من مشاعره التي لايريدها داخل العلاقة .
الانعزال في مقابل الاندماج :
فالطرف الاندماجي في العلاقة هو الذي يشعر بالراحة للتواصل مع الطرف الاخر
فهو نشأ وفي داخله حاجة لم تشبع لأن يتواصل مع الاخرين ، فهو يخاف جدا من الهجر
ولكن الطرف الانعزالي داخل علاقة الزواج الاسلامي هو الذي يشعر بالتهديد عند التواصل مع الاخر
فهو بداخله حاجة لم تشبع لأن يستقل عن الاخرين
فهو يخاف جدا من فقدان ذاته داخل العلاقة ، فالتواصل داخل العلاقات يعمل على ارتفاع مشاعر الخوف لدى طرف ما
ويعمل على إنخفاض مشاعر الخوف لدى الطرف الاخر .
وسائل الهروب الخفية :
الهروب داخل المنزل شيء شائع جدا في علاقات الزواج
فهنا يتفنن كل طرف بشكل غير واعي في قضاء وقت في شيء يشتت انتباهه عن الطرف الاخر
فهنا نجد ان الطرفين داخل نفس المنزل ولكن عندما ينقضي اليوم لا يعيشا لحظة حميمية واحدة معا
فكل منهما منشغل بشيء اخر
مثل قراءة الجرائد او مشاهدة التلفاز او المكالمات الهاتفية الطويلة او ادار المهام المنزلية
او تصليح الاجهزة المنزلية او التشاجر مع الابناء او ادمان ممارسة الرياضة .. الخ .
لماذا يهرب الطرفان داخل المنزل ؟
يتخذ الطرفان قرارا غير واعيا بأن يتم تجنب معايشة المشاعر الحميمة مع الطرف الاخر
وهذا بسبب الغضب والخوف فهنا يغضب كل طرف من الاخر نتيجة ادراك ان كل طرف مسئول عن اشباع حاجات ذاته
وليس اشباع حاجات الطرف الاخر مما يجعل كل طرف يشعر وكأن الاخر قد خان مشاعره
كما ان كل طرف يشعر بالخوف من الالم في العلاقة داخل الزواج
فالعقل غير الواعي كان متمسك تماما بأن يقوم الطرف الاخر بإشباع الاحتياجات
ولكن هذا الطرف الاخر ممتنع الان عن اشباع الاحتياجات
ولذلك يراه العقل اللاواعي على انه مصدر للالم ، لانه يرى ان الطرف الاخر هو المسئول عن هذا الالم
ولذلك يخاف منه ولكن بشكل غير واعي ، ولكن على المستوى الواعي يشعر كل طرف بالانزعاج الطفيف في التواجد مع الاخر .
سد منافذ الهرب :
لابد وان يقوم كل طرف بتحويل طاقة هروبه إلى داخل العلاقة الزوجية
واذا لم ينتهي طرف ما من سد منافذ الهرب الخاصة به فإنه سوف يظل يبحث عن متعته في اماكن اخرى غير مناسبة
وتستمر الفجوة في العلاقة في الكبر بينهما
ولكن سد منافذ الهرب تجعل كل طرف يضطر إلى مواجهة الطرف الاخر بمشاعر احباطه وغضبه ومخاوفه المكبوتة ، وهذا بنية توفير الامان وليس إلحاق الاذى بالطرف الاخر ،
ولابد وان تكون عملية سد منافذ الهرب هذه متدرجة وليست فجائية ، فالله قد خلق الكون في 6 أيام من اجل ان نتعلم مهارة التدرج
فقال الله تعالى : ” إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ” . سورة الاعراف
و لمعرفة تفاصيل اخرى عن العلاقات العاطفية بين الرجل و المرأة من منظور سيكولوجي عميق جدا يمكنك زيارة موضوعات مودة.نت .