الغيرة وحدودها في الزواج

الغيرة بين الزوجين كالملح علي الطعام امرا ً لابد منه يعطي لحياة الزوجية نكهة ويوطد العلاقة بين الزوجين ويؤكد لهما ان علاقتهما يسودها الحب والشوق والاهتمام ..
وعندما تكون الغيرة بدافع الحب الاهتمام تكون محبوبة لدي الطرفين ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة جاء عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من عندها ليلا، قالت: فغرت عليه أن يكون أتى بعض نسائه، فجاء فرأى ما أصنع، فقال: أغرت؟ فقلت: وهل مثلى لا يغار على مثلك. (أخرجه مسلم والنسائي ) ولكن ماذا وان زادت الغيرة عن المستوي المطلوب وتعَدت الحدود والخطوط وأصبحت الغيرة مرضيه وتؤثر علي الطرفين بطريقة سلبية ..
هنا تنقلب الموازيين ويتبدل الحب الي حزن والشوق الي فتور والاهتمام الي حالة اختناق
فقد تنشأ الغيرة المرضية نتيجة :
- الشك في تصرفات احد الطرفين بمعني ان أحد الطرفين يثير شك الاخر بتصرفاته الغير مسئولة
- ربما تكون غيرة الزوجة علي زوجها ناتجة بانشغال الزوج الدائم عن زوجته , فالفراغ وحصر اهتمام الزوجة حول الزوج فقط قد يضعها دائما في دائرة الغيرة المرضية علي زوجها
- عدم اهتمام الزوج بزوجته ومقارنتها بأخري و مدح أي امرأة أخرى امامها هذا يعطيها عدم ثقة بنفسها ويثير غيرتها عليه دوماً
فهنا علي الزوجة الانشغال بملئ وقت فراغها في اشياء مفيدة وعدم الجلوس دائما ً في التفكير ماذا يفعل زوجها ومع من والي اين ذهب وماذا يفعل؟
- علي الزوجة ان تشعر بالثقة بنفسها وقدراتها وتحاول ابراز ذلك لكي تثق في حب زوجها لها وتعمل دوماً علي انجذابه
- أيضاً علي الزوجة اعطاء الزوج مساحة حرية لتصرف وعدم خنقه وملاحقته دائما
وبالنسبة لزوج قد يٌغار علي زوجته نتيجة لبعض التصرفات ربما تكون هي سبباً في هذا التصرفات منها عدم المسئولية من قبلها في افعالها واقوالها وملبسها وتفكيرها فهذا يثير غيرة زوجها , اما اذا كانت المرأة ملتزمة بكل ماسبق وزوجها يغار من اقل شئ ويفتش دوماً ورائها فهنا تكون غيرته مرضيه وتنقلب الي شك , فهنا علي الزوج أولاً اعطاء زوجته الاهتمام والتقدير ومساحة حرية وعدم مطاردتها دائماً بالتساؤلات اين كنتي؟ وماذا فعلتي؟
وايضاً عليه أن يثق في زوجته وفي افعاله طلما انها لم تفعل شئ غير لائق اخلاقياً اودينياً
وفي النهاية يجب ان يعلم الطرفين ان الزواج ينجح بالثقة بين الزوجين ولامانع من وجود بعض الغيرة بينهما لكي تتوطد علاقة الحب بينهما ولكن حذار ان تنقلب الغيرة من غيرة طبيعية الي غيرة مرضيه يتتخللها الشك وعدم الثقة ..
فلابد لكل طرف ان يراعي الله فالاخر وان يقول لنفسه هذا أختياري وانا اثق فيه ……