العناية بالصحة العاطفية في الزواج

2023/07/24

مما لاشك فيه أن العناية بالصحة العاطفية يتيح للزوجين التعبير عن المشاعر والتحكم بها ، وذلك من أجل تواصل أفضل بين الطرفين ،
لأن كل طرف سوف يلاحظ مشاعر الطرف الآخر وما يحب وما يكره ، فهذا يعمل على زيادة التقارب بين الطرفين ،
وذلك يمنع أن تتراكم المشاعر السلبية بين الطرفين ، مما يتيح نجاح أكبر للعلاقة ، فكل طرف يحب الآخر بشدة ويقوم بالتعبير عن هذا الحب ،
كما أن كل طرف سوف يستطيع التعبير عن رأيه بشكل بناء وايجابي .

أهمية العناية بالصحة العاطفية في الزواج :

العناية بالصحة العاطفية تجعل الفرد يستطيع التعامل مع مشاعره السلبية بدلا من اسقاطها على الطرف الآخر ،
فهو يعلم تماما ما يحفز مشاعره السلبية ويقوم بتجنبه ، فهو شخص غير مندفع ،
بل أنه شخص يتروى في كل أفعاله ويقوم بوزن كلماته قبل التفوه بها ، فهو لا يبالغ في التعبير عن غضبه من أجل تخويف الطرف الآخر ،
كما أنه لا يقوم بتخويف الطرف الآخر وترويعه من أجل التحكم به والسيطرة عليه ،
و كل طرف يتفهم مشاعر الطرف الآخر ويتعاطف معه في ما يمر به من جيد أو سييء ،
كما أن كل طرف لا يقوم بالشك في نوايا الطرف الآخر ويقوم بخلق سيناريوهات سلبية لحياته معه ،
بل إن كل طرف يتوق لسماع رأي الطرف الآخر ومناقشته في جميع الأمور ،
فكل طرف يخلق من نفسه مساحة آمنة من أجل التعبير عن المشاعر والآراء ، كما أن هذا يتيح حل الصراعات بشكل أسرع وأسهل كثيرا ،
لأن كل طرف هنا سوف يعلم تماما أولوياته وأولويات الطرف الآخر ، فيتم ابتكار حل وسط يرضي الطرفين .
اقرأ أيضاً : ” العناية بالتطور الشخصي في الزواج “.

منافع الصحة العاطفية في الزواج :

هناك عدة منافع تعود على الزواج عند زيادة معدل الصحة العاطفية ، فكل طرف سوف يستطيع فهم مشاعره ومشاعر الطرف الآخر ،
كما أن كل طرف سوف يستطيع إسعاد الطرف الآخر لأنه يعلم تماما ما الذي يحفز شعوره بالسعادة ،
كما أن كل طرف سوف يتروى في اندفاعه لأنه يعلم تماما ما الذي سوف يحدث إذا اندفع في الكلام والأفعال ،
ولذلك فإن زيادة معدل الصحة العاطفية سوف يزيد من حكمة الطرفين .

أعراض نقص الصحة العاطفية في الزواج :

من ضمن مظاهر نقص الصحة العاطفية في الزواج هو أن طرف ما في العلاقة يرى دوما أنه على حق ،
وأن الطرف الآخر مخطيء دوما ، ولذلك فهو لا يرغب في سماع وجهة النظر الأخرى ، فهو يقوم بإسكات الطرف الآخر على الدوام ،
كما أن الفرد هنا يندفع في الحديث ، مما يخلق مشاعر سلبية مؤلمة داخل الطرف الآخر تجاه ما قام بالتفوه به ،
لأنه لا يشعر بأن ما قاله يجرح الطرف الآخر ، بل يشعر بالمفاجأة عندما ينزعج الطرف الآخر من كلماته ،
كما أنه يلوم الطرف الآخر على المشكلات التي تواجه العلاقة ، لأنه لا يريد أن يعترف بأنه هو له دور أساسي في خلق المشكلة أو تفاقمها وعدم حلها ، كما أنه ينفجر غاضبا لأتفه الأسباب .
اقرأ أيضاً : ” علامات فقدان التوازن العاطفي في العلاقات الالكترونية “.

أثر العناية بالصحة العاطفية في الزواج :

توافر الصحة العاطفية لها أثر كبير على الزواج ، فعندما يمر الطرفين بتغيير في العلاقة فإن كل منهما ينظر إلى هذا التغيير على أنه فرصة للنمو ،
كما أن الطرفين لديهما وعي كافي من أجل النظر إلى المشكلات على أنها تحديات وسوف تمر ، وعلى كلا الطرفين الصبر ،
و هذا يتيح احترام المشاعر التي بداخل كل طرف تجاه الطرف الآخر ، كما أن كل طرف يقوم بدعم ومساندة الطرف الآخر تجاه ما يمر به ،
كما أن كل طرف يكتشف احتياجات الطرف الآخر ويقوم بإشباعها ، كما أن كل طرف يتواصل مع الطرف الآخر ويسأله تجاه ما يشعر تجاهه بالحيرة والشك ، مما يخلق رابطة أقوى تجمع الطرفين معا .

طرق تنمية الصحة العاطفية في الزواج :

هناك عدة طرق تساعد الطرفين على العناية بالصحة العاطفية في الزواج ،
فيجب سؤال الطرف الآخر حول أفضل طريقة للتواصل معه وأفضل وقت للحديث معه ،
فهذا يساعد كثيرا على إيجاد وقت من أجل التواصل الفعال ، كما أن هذا يجعل الطرف الآخر مستعدا للتواصل والحوار والمناقشة ،
وذلك بدلا من ضياع الوقت في العصبية والغضب والاتهامات ، كما أن خلق اهتمامات وأنشطة مشتركة يجعل الطرفين سعداء ومستمتعين جدا ،
لأن هذا يزيد من التفاهم والتقارب بين الطرفين ، كما أن هذا يخلق ذكريات جميلة تعيش بداخلهما .
اقرأ أيضاً : ” ما هو تأثير الوحدة العاطفية ؟ “.

مهارات الصحة العاطفية في الزواج :

هناك عدة مهارات لابد من توافرها من أجل تنمية الصحة العاطفية في الزواج ، وهي الوعي بالذات ،
فعلى الفرد أن يعي تماما مشاعره وكيف تؤثر على طريقة تفكيره وسلوكه ، كما أنه على الفرد أن يتحكم بمشاعره بدلا من أن تتحكم به مشاعره ،
وعلى الفرد تنمية دوافعه من أجل أن يتحرك تبعا لمشاعره الايجابية وليس السلبية ،
فعليه أن تقوده مشاعره السعيدة والمحبة بدلا من أن تقوده مشاعره الغاضبة والقلقة الخائفة ،
كما أنه على الفرد أن يتعاطف مع مشاعر الطرف الآخر وأن يستجيب لها بطريقة بناءة وإيجابية .

خطوات بناء الصحة العاطفية في الزواج :

أول خطوة في بناء الصحة العاطفية هو كتابة المشاعر خلال اليوم ،
فعلى الفرد التركيز في مشاعره خلال يومه من اجل اكتشاف ما يجعله يشعر بمشاعر معينة ،
فهذا يجعل الفرد يكتشف محفزات مشاعره السلبية والايجابية ، وعلى الفرد أن يربط بين كل شعور والسلوك الذي يفعله ،
فمثلا الشعور بالاحراج يجعل الفرد يتجنب المناقشة وينزوي بعيدا عن الطرف الآخر ،
كما أن الشعور بالغضب يجعل الفرد يرفع صوته على الطرف الآخر ، كما أنه على الفرد أن يتجنب تماما الشعور بالخزي مما يشعر به ،
فكلنا بشر وكلنا نشعر بجميع المشاعر سواء كانت ايجابية أو سلبية ، كما أن على الفرد أن يركز في الأحداث المتكررة التي تحدث له ،
فتكرار الاحداث معناه أن الفرد لديه شعور معين لم يتحرر منه ولذلك فإنه يجذب لحياته حدث معين من أجل أن يشعر بهذا الشعور ،
فمثلا إذا كان الفرد لديه مخاوف متعلقة بالمال ، فإنه سوف يجذب لحياته أحداث تجعله يعيش هذه المشاعر مثل فسخ الخطبة نتيجة الوضع المالي السييء ،
أو تأجيل الزواج نتيجة مشكلات مادية ، ولكن إذا تحرر الفرد من هذا الشعور السلبي فإن مخاوفه المالية سوف تختفي ،
ولذلك فإنه سوف يصبح أكثر حكمة في التعامل مع المال ، ولذلك فإنه سوف يتخطى أي أزمة مالية فور ظهورها ،
كما انه على الفرد أن يكون منصت جيد ، لأن الانصات يجعل الفرد يكتشف أن هناك وجهات نظر أخرى مختلفة عن وجهة نظره ،
مما يثري عقله بالكثير من الأفكار والمعلومات المفيدة التي قادرة على تغيير حياته للأفضل ، كما أنه على الفرد تقييم تصرفاته وحديثه في نهاية كل يوم ، وذلك من أجل تدارك أخطاءه في التعامل مع الطرف الآخر والعمل على اصلاحها سريعا .
اقرأ أيضاً : ” تأثير الصحة النفسية على الزواج “.

أكثر من 7 مليون مشترك يبحث عن نصفه الآخر

اشترك الان مجانا