العناية بالتطور الشخصي في الزواج

الزواج الذي يقوم على اساس التطور الشخصي يعمل على مساعدة الطرفين على الاستشفاء من الصدمات التي مروا بها والتعبير عن الذات واشباع الاحتياجات ومساعدة الطرفين على الابداع والانتاجية ،
كما أن التطور الشخصي في الزواج يقوم على اساس التخلص من الغيرة والحسد وزيادة معدل الرضا الزوجي .
التخلص من الغيرة والحسد :
من أهم مقومات التطور الشخصي في الزواج هو التخلص من الغيرة والحسد بين الزوجين ،
فعندما يكون طرف ما قد حقق نجاح على مستوى ما فإن الطرف الآخر ربما يشعر بالغيرة والحقد تجاهه ،
لأنه قد نجح فيما فشل فيه ، ولكن هذا يعمل على زيادة التوتر بين الطرفين ،
لأن هناك طرف ما يشعر بأنه لا يستحق الطرف الآخر ويخاف من أن يتركه ويرتبط بشخص آخر نتيجة ما قد حققه من نجاحات ،
وهذا يجعل الطرف الناجح يشعر بعدم الحب وعدم التقدير ، لأن الطرف الآخر يعامله بشكل سييء نتيجة شعوره بالغيرة ،
ولذلك فإنه يجب تقبل نجاح الطرف الآخر ، والنظر لذلك من منظور أن هذا يعتبر نجاح لهذه العلاقة التي تجمع بين الطرفين .
التخلص من الشعور بعدم الرضا :
من المشاعر الأكثر شيوعا بين الزوجين هو الشعور بعدم الرضا ،
فكل طرف يشعر بأن الطرف الآخر لا يقوم بإشباع جميع احتياجاته ،
ولكن على كل طرف أن يعلم تماما أن شريكه لا يقصد أن يجعله يشعر بذلك عن عمد ،
فهو لا يعي أن تصرفاته تجعل العلاقة تقف على المحك ، ولذلك فإنه يجب التحدث مع الطرف الآخر حول الأهداف والأحلام وما يرغب كل منهما في تحقيقه ،
وما يرغب في كل منهما أن تكون عليه تصرفات الطرف الآخر معه ، فهذا يعمل على غلق الفجوة التواصلية بينهما .
اقرأ أيضا: ” تعزيز المودة و الرحمة في الزواج “.
كيف يساعد الزواج على التطور الشخصي ؟
الزواج يعمل على مساعدة كلا الطرفين في التطور الشخصي ،
فعندما يمر الفرد بمواقف حياتية يومية مع شريك حياته فإن هذا المواقف تعمل على مساعدته على تطوير شخصيته وزيادة خبراته ومهاراته ،
فالزواج يساعد الفرد على النمو بشكل متوازن وصحي ، عن طريق هذه الدروس التي يتعلمها من شريك حياته عن طريق العيش معه تحت سقف واحد ،
فعلى الفرد أن يسأل ذاته عن الدروس والعبر التي تعلمها من الشريك والتي سوف تساعده على اتخاذ قرارات حكيمة في المستقبل ،
وعلى الفرد أن يسأل ذاته عن الجوانب المخفية من ذاته والتي يعمل شريكه على إلقاء الضوء عليها .
عوائق التطور الشخصي في الزواج :
من أهم وأكبر عوائق التطور الشخصي في الزواج هو الخوف والشعور بعدم الأمان ،
فهذا يجعل طرف ما في العلاقة يخاف جدا من التقدم الشخص والتطور الشخصي للطرف الآخر ،
مما يجعله لايقدم له الدعم الكافي والمساندة ،
لأنه يخاف من أن يتغير سلوك الطرف الآخر تجاهه وتجاه العلاقة ككل ، فعندما نتطور فإن اهتماماتنا وقيمنا وسلوكياتنا وأفكارنا تختلف اختلاف شديد جدا ويكون واضح للعيان جدا ،
ولذلك فإن الطرف الذي يقاوم التغيير يعمل على وضع عراقيل أمام الطرف الآخر حتى لا ينمو .
اقرأ أيضا: ” شكل الزواج يتأثر بمستويات التطور “.
كيف يشفي التطور الشخصي علاقة الزواج ؟
التطور الشخصي يعمل على مساعدة الفرد على النظر لحياته مع الشريك بمنظور مختلف ،
فهو يساعده على التوقف عن الحكم على الطرف الآخر بشكل سلبي ،
لأنه سوف يركز على تصرفاته أكثر من التركيز على تصرفات الطرف الآخر معه ،
كما أن التطور الشخصي يساعد الفرد على احترام احتياجات الطرف الآخر ،
كما أن التطور الشخصي يساعد الفرد على التحلي بالأمل الذي يزرع في قلب الفرد أن غدا سوف يكون أفضل ،
مما يساعد الفرد على عبور التحديات التي تمر بها العلاقة مع الطرف الآخر ،
كما أنه يساعد الفرد على العطاء في العلاقة وأنه يرى أن هذه العلاقة وسيلة للعطاء وليس الأخذ فقط .
مجالات التطور الشخصي وعلاقتها بالزواج :
هناك عدة مجالات مختلفة للتطور الشخصي وكلها تؤثر على علاقة الزواج ،
فمثلا التطور المعرفي يجعل الفرد يتعمق أكثر في أفكاره وتصرفاته التي تعمل على تشكيل علاقته بالشريك ،
مما يجعله يصبح ذو بصيرة نافذة وصاحب قرارات صائبة في العلاقة ،
كما أن التطور المالي يؤثر بشدة على مسار العلاقات الأسرية ، لأن الوضع المالي يؤثر على جودة التعليم والغذاء والمعيشة ووسائل الاسترخاء الخاصة بالأسرة ،
و التطور النفسي له علاقة بالقدرة على التعبير عن المشاعر والتواصل مع الشريك بدون جرح مشاعره ،
كما أن التطور الجسدي له علاقة بالصحة الجسدية الجيدة التي تتيح للفرد الاستمتاع بجسده .
اقرأ أيضا: ” هل تؤمن بقدرة الحب على تغيير حياتك ؟ “.
خطوات تساعد على التطور الشخصي :
هناك عدة خطوات تساعد الفرد على زيادة التطور الشخصي ، مثل حضور دورات تعليمية في المجال المحبب للفرد وقراءة الكتب وزيادة المعارف عن طريق مشاهدة فيديوهات تعليمية على الانترنت ،
والجلوس مع الذات والتواصل معها من أجل اكتشاف الالولويات والقيم والمخاوف والمشاعر والصدمات التي تحتاج إلى استشفاء ،
والتخلص من العادات السلبية والتي تؤثر على العلاقة مع الشريك ،
وأخذ اجازة لتكريس وقتها مع الشريك من أجل التواصل والتفاهم والتقارب وزيادة المودة ،
والتواصل مع مرشد أسري من أجل المساعدة في زيادة النمو الشخصي والتخلص من المعوقات الداخلية التي تمنع الفرد من العيش بأجمل حياة مع شريك حياته .
طرق مساعدة الشريك على التطور الشخصي :
هناك عدة طرق تعمل على مساعدة الشريك على زيادة التطور الشخصي ،
مثل الانصات والاستماع باهتمام لاحتياجات الشريك ، والتخلي عن الرغبة في أن تكون على حق دائما ،
وخلق اهتمامات مشتركة ، وإعطاء الشريك مساحته من أجل أن يتصرف بحرية ،
والتركيز على مميزات الشريك ومميزات العلاقة ،
والانفتاح على فرص جديدة وخبرات جديدة لاختبارها في العلاقة ،
والتخطيط مع الطرف الآخر من أجل المستقبل ، والشعور بالامتنان للشريك ،
والعمل على اكتشاف الطرف الآخر عن طريق حل الخلافات بطريقة تتيح للطرفين النمو ،
والوعي بالاختلافات والفروق بين الطرفين والتي تعمل على خلق تناغم أو تنافر في العلاقة ،
وقضاء وقت أكبر مع العائلة ، مما يتيح معدل أعمق من التعارف واكتشاف طبائع أفراد الأسرة ،
والامتناع عن الامساك بالهاتف أثناء قضاء الوقت مع الشريك ، من أجل إتاحة حرية أكبر في التواصل ،
وقضاء وقت ممتع بمعدل أكبر عن طريق التنزه في العطلات والأعياد الرسمية .
ومن مجمل هذا يتضح أن التطور الشخصي حقيقة من حقائق الحياة وشيء لابد من حدوثه ،
لأن كل شيء يتغير حتى التغيير نفسه يتغير ، ولذلك فإنه لابد من تقبل التغيير على المستوى الشخصي وعلى المستوى العائلي ،
من أجل مساعدة الذات على التطوير وتحسين العلاقة التي تجمع الفرد بشريك حياته ،
لأن إنكار التغيير يعمل على جعل الفرد يقف في مكانه ولا يتطور ، مما يجعل العلاقة مليئة بالملل .
اقرأ أيضا: ” تأثير الكلمات على العلاقات “.