العناية بالتطور الشخصي في الزواج

2023/07/03

الزواج الذي يقوم على اساس التطور الشخصي يعمل على مساعدة الطرفين على الاستشفاء من الصدمات التي مروا بها والتعبير عن الذات واشباع الاحتياجات ومساعدة الطرفين على الابداع والانتاجية ،
كما أن التطور الشخصي في الزواج يقوم على اساس التخلص من الغيرة والحسد وزيادة معدل الرضا الزوجي .

التخلص من الغيرة والحسد :

من أهم مقومات التطور الشخصي في الزواج هو التخلص من الغيرة والحسد بين الزوجين ،
فعندما يكون طرف ما قد حقق نجاح على مستوى ما فإن الطرف الآخر ربما يشعر بالغيرة والحقد تجاهه ،
لأنه قد نجح فيما فشل فيه ، ولكن هذا يعمل على زيادة التوتر بين الطرفين ،
لأن هناك طرف ما يشعر بأنه لا يستحق الطرف الآخر ويخاف من أن يتركه ويرتبط بشخص آخر نتيجة ما قد حققه من نجاحات ،
وهذا يجعل الطرف الناجح يشعر بعدم الحب وعدم التقدير ، لأن الطرف الآخر يعامله بشكل سييء نتيجة شعوره بالغيرة ،
ولذلك فإنه يجب تقبل نجاح الطرف الآخر ، والنظر لذلك من منظور أن هذا يعتبر نجاح لهذه العلاقة التي تجمع بين الطرفين .

التخلص من الشعور بعدم الرضا :

من المشاعر الأكثر شيوعا بين الزوجين هو الشعور بعدم الرضا ،
فكل طرف يشعر بأن الطرف الآخر لا يقوم بإشباع جميع احتياجاته ،
ولكن على كل طرف أن يعلم تماما أن شريكه لا يقصد أن يجعله يشعر بذلك عن عمد ،
فهو لا يعي أن تصرفاته تجعل العلاقة تقف على المحك ، ولذلك فإنه يجب التحدث مع الطرف الآخر حول الأهداف والأحلام وما يرغب كل منهما في تحقيقه ،
وما يرغب في كل منهما أن تكون عليه تصرفات الطرف الآخر معه ، فهذا يعمل على غلق الفجوة التواصلية بينهما .
اقرأ أيضا: ” تعزيز المودة و الرحمة في الزواج “.

كيف يساعد الزواج على التطور الشخصي ؟

الزواج يعمل على مساعدة كلا الطرفين في التطور الشخصي ،
فعندما يمر الفرد بمواقف حياتية يومية مع شريك حياته فإن هذا المواقف تعمل على مساعدته على تطوير شخصيته وزيادة خبراته ومهاراته ،
فالزواج يساعد الفرد على النمو بشكل متوازن وصحي ، عن طريق هذه الدروس التي يتعلمها من شريك حياته عن طريق العيش معه تحت سقف واحد ،
فعلى الفرد أن يسأل ذاته عن الدروس والعبر التي تعلمها من الشريك والتي سوف تساعده على اتخاذ قرارات حكيمة في المستقبل ،
وعلى الفرد أن يسأل ذاته عن الجوانب المخفية من ذاته والتي يعمل شريكه على إلقاء الضوء عليها .

عوائق التطور الشخصي في الزواج :

من أهم وأكبر عوائق التطور الشخصي في الزواج هو الخوف والشعور بعدم الأمان ،
فهذا يجعل طرف ما في العلاقة يخاف جدا من التقدم الشخص والتطور الشخصي للطرف الآخر ،
مما يجعله لايقدم له الدعم الكافي والمساندة ،
لأنه يخاف من أن يتغير سلوك الطرف الآخر تجاهه وتجاه العلاقة ككل ، فعندما نتطور فإن اهتماماتنا وقيمنا وسلوكياتنا وأفكارنا تختلف اختلاف شديد جدا ويكون واضح للعيان جدا ،
ولذلك فإن الطرف الذي يقاوم التغيير يعمل على وضع عراقيل أمام الطرف الآخر حتى لا ينمو .
اقرأ أيضا: ” شكل الزواج يتأثر بمستويات التطور  “.

كيف يشفي التطور الشخصي علاقة الزواج ؟

التطور الشخصي يعمل على مساعدة الفرد على النظر لحياته مع الشريك بمنظور مختلف ،
فهو يساعده على التوقف عن الحكم على الطرف الآخر بشكل سلبي ،
لأنه سوف يركز على تصرفاته أكثر من التركيز على تصرفات الطرف الآخر معه ،
كما أن التطور الشخصي يساعد الفرد على احترام احتياجات الطرف الآخر ،
كما أن التطور الشخصي يساعد الفرد على التحلي بالأمل الذي يزرع في قلب الفرد أن غدا سوف يكون أفضل ،
مما يساعد الفرد على عبور التحديات التي تمر بها العلاقة مع الطرف الآخر ،
كما أنه يساعد الفرد على العطاء في العلاقة وأنه يرى أن هذه العلاقة وسيلة للعطاء وليس الأخذ فقط .

مجالات التطور الشخصي وعلاقتها بالزواج :

هناك عدة مجالات مختلفة للتطور الشخصي وكلها تؤثر على علاقة الزواج ،
فمثلا التطور المعرفي يجعل الفرد يتعمق أكثر في أفكاره وتصرفاته التي تعمل على تشكيل علاقته بالشريك ،
مما يجعله يصبح ذو بصيرة نافذة وصاحب قرارات صائبة في العلاقة ،
كما أن التطور المالي يؤثر بشدة على مسار العلاقات الأسرية ، لأن الوضع المالي يؤثر على جودة التعليم والغذاء والمعيشة ووسائل الاسترخاء الخاصة بالأسرة ،
و التطور النفسي له علاقة بالقدرة على التعبير عن المشاعر والتواصل مع الشريك بدون جرح مشاعره ،
كما أن التطور الجسدي له علاقة بالصحة الجسدية الجيدة التي تتيح للفرد الاستمتاع بجسده .
اقرأ أيضا: ” هل تؤمن بقدرة الحب على تغيير حياتك ؟  “.

خطوات تساعد على التطور الشخصي :

هناك عدة خطوات تساعد الفرد على زيادة التطور الشخصي ، مثل حضور دورات تعليمية في المجال المحبب للفرد وقراءة الكتب وزيادة المعارف عن طريق مشاهدة فيديوهات تعليمية على الانترنت ،
والجلوس مع الذات والتواصل معها من أجل اكتشاف الالولويات والقيم والمخاوف والمشاعر والصدمات التي تحتاج إلى استشفاء ،
والتخلص من العادات السلبية والتي تؤثر على العلاقة مع الشريك ،
وأخذ اجازة لتكريس وقتها مع الشريك من أجل التواصل والتفاهم والتقارب وزيادة المودة ،
والتواصل مع مرشد أسري من أجل المساعدة في زيادة النمو الشخصي والتخلص من المعوقات الداخلية التي تمنع الفرد من العيش بأجمل حياة مع شريك حياته .

طرق مساعدة الشريك على التطور الشخصي :

هناك عدة طرق تعمل على مساعدة الشريك على زيادة التطور الشخصي ،
مثل الانصات والاستماع باهتمام لاحتياجات الشريك ، والتخلي عن الرغبة في أن تكون على حق دائما ،
وخلق اهتمامات مشتركة ، وإعطاء الشريك مساحته من أجل أن يتصرف بحرية ،
والتركيز على مميزات الشريك ومميزات العلاقة ،
والانفتاح على فرص جديدة وخبرات جديدة لاختبارها في العلاقة ،
والتخطيط مع الطرف الآخر من أجل المستقبل ، والشعور بالامتنان للشريك ،
والعمل على اكتشاف الطرف الآخر عن طريق حل الخلافات بطريقة تتيح للطرفين النمو ،
والوعي بالاختلافات والفروق بين الطرفين والتي تعمل على خلق تناغم أو تنافر في العلاقة ،
وقضاء وقت أكبر مع العائلة ، مما يتيح معدل أعمق من التعارف واكتشاف طبائع أفراد الأسرة ،
والامتناع عن الامساك بالهاتف أثناء قضاء الوقت مع الشريك ، من أجل إتاحة حرية أكبر في التواصل ،
وقضاء وقت ممتع بمعدل أكبر عن طريق التنزه في العطلات والأعياد الرسمية .

ومن مجمل هذا يتضح أن التطور الشخصي حقيقة من حقائق الحياة وشيء لابد من حدوثه ،
لأن كل شيء يتغير حتى التغيير نفسه يتغير ، ولذلك فإنه لابد من تقبل التغيير على المستوى الشخصي وعلى المستوى العائلي ،
من أجل مساعدة الذات على التطوير وتحسين العلاقة التي تجمع الفرد بشريك حياته ،
لأن إنكار التغيير يعمل على جعل الفرد يقف في مكانه ولا يتطور ، مما يجعل العلاقة مليئة بالملل .
اقرأ أيضا: ” تأثير الكلمات على العلاقات “.

أكثر من 7 مليون مشترك يبحث عن نصفه الآخر

اشترك الان مجانا