الشعور بعدم الحب من جانب الطرف الآخر

على الرغم من أننا في العلاقات نعلم تماما أن الطرف الآخر لديه مشاعر نحونا واهتمام ولكننا نجد أنفسنا نشعر بشعور متكرر وهو الشعور بعدم حب الطرف الآخر لنا نتيجة سوء الفهم وسوء تفسير سلوك الطرف الآخروهذا يمكن أن يؤدي إلى الحيرة والخلافات والمشاجرات والصراعات مع الطرف الآخر أو حتى اتخاذ القرار بالانفصال لذا يجب علينا أن نعرف ما هي العوامل التي تلعب دورا هاما في ذلك حتى نتفهم مشاعرنا بشكل أفضل وهذه العوامل هي :
1- نظرتنا لأنفسنا تؤثر على نظرتنا للطرف الآخر :
كلنا بحاجة للشعور بالحب وكلنا نبحث عن الحب لكن إذا لم تحب نفسك لن تستطيع حب أي شخص وبالتالي لن يحبك أي شخص وإذا كانت لديك نقص في الثقة بالنفس هذا بالتالي سينعكس على علاقتك بالطرف الآخر وطريقة تصرفك نحوه لدرجة أنك يمكن أن يكون رد فعلك مبالغ فيه أحياناً لأنك أسأت تفسير الموقف يعني مثلا يمكن تفسير تثاؤب الزوج على أنه غير مهتم بالحوار أو يمكن تفسيره أيضاً على أنه متعب ومجهد بعد يوم عمل طويل
2- اختلاف البيئة التي نشأ فيها الطرفان :
نظرتنا للحب وامكانية التعبير عنه تنشأ من خبراتنا السابقة في الحياة فإننا نتعلم التعبير عن المشاعر من خلال التنشئة الاجتماعية ونتصرف في المواقف العاطفية كما علمنا الوالدين وكما رأيناهم يتصرفون وكل منا يعبر عن مشاعره بطريقة مختلفة عن الآخر ويتوقع من الطرف الآخر أن يعبر عن مشاعره بنفس طريقته ونغفل حقيقة ان هناك طرق كثيرة للتعبير عن المشاعر فهناك من يعبر عن مشاعره بالكلمات ومن يعبر عن مشاعره بالهدايا ومن يعبر عن مشاعره باللمس ومن يعبر عن مشاعره بالمفاجآت وهكذا لذا علينا أن نتقبل اختلافاتنا
وأيضاً المشكلة ليست في اننا نشعر بمشاعر معينة لكن المشكلة أننا عندما نعبر عنها نقوم برد فعل مبالغ فيه غير مناسب للموقف وهذا الذي نتعلمه من البيئة المحيطة فمثلاً عندما تحكي زوجة لزوجها على موقف ضايقها منه بعد انتهاء الخلاف بخمسة أيام فهذا يمكن أن يكون سببا في إعادة الخلاف وذلك بسبب أنها تحكي الموقف وهي متضايقة ومنفعلة بشكل مبالغ فيه لذا عليكي عزيزتي الزوجة أخذ هذه النقطة في الاعتبار
3- عدم الشعور بالحب الكافي :
الشعور بالحب مهم جدا لاستمرار أي علاقة فالناس لديهم احتياج إلى الحب والاهتمام فإننا كبشر لدينا قلوب وعاطفة وشعور واحساس لذا نحتاج إلى حب كبير يكون أخذ وعطاء حب يقوم على اشباع احتياجات الطرفين كعلاقة ثنائية بين طرفين ولكن عدم الشعور بالحب الكافي والعلاقات التي لاترضينا عاطفينا سبب من أسباب فشل العلاقات . فالطفل الصغير سيقوم بالبكاء باستمرار لأنه يحتاج لاهتمام ومساعدة في شيء ما وفي نفس الوقت ستفعل كل ما بوسعك حتى تجعله يتوقف عن البكاء فمثلا ستقوم باعطاؤه ألعاب ودمى أو ستقوم بدور المهرج حتى يبتسم ويحدث هذا في الأشخاص البالغين الذين يعيشون حياة بائسة حتى يجدوا الحب والاهتمام والانتباه الكافي وهذا المقدار من الاهتمام والحب غير قابلة للتفاوض.
فالطفل يحتاج إلى مقدار معين من الطعام حتى يشعر بالاشباع وهذا المقدار لايقبل التفاوض ونفس الفكرة في الأشخاص البالغين يحتاجون مقدار معين من الحب حتى يشعر بالاشباع العاطفي وأي مقدار أقل منه لن يشعره بالاشباع
4- الشعور بعدم استحقاق الحب :
كل شخص يستحق الحب وليس هناك شروط لذلك فأنت تستحق الحب الكبير الذي لايعرف الحدود بغض النظر عما تفعله وعما لا تفعله ولكن هناك بعض الاشخاص يميلون إلى الشعور بأن المحيطين بهم يقومون بارتكاب خطأ عندما يشعروا نحوهم بحب وانجذاب .
والنتيجة أننا لا نستطيع استقبال الحب المقدم لنا لذا فليس هناك حل لمرارة الشعور بعدم الحب حتى نتخذ قرارنا بأننا نريد الشعور بالحب والاهتمام والفهم نحو الآخرين كما نريدهم أن يبادلونا نفس الشعور والاهتمام والفهم لذا عليك حب نفسك حتى تشعر بأن لك الحق في أن يحبك من حولك
5- عدم حب النفس :
هناك علامات تعمل كمؤشر على عدم حب النفس منها :
- تجاهل مشاعرك الخاصة وانكارها والقول بأن كل شيء على ما يرام
- نقد الذات والسلبية بدلا من الاهتمام بالنفس والتعاطف مع الذات وتقبلها
- الاتجاه للمخدرات والادمان لمنع الاحساس بالمشاعر المختلفة أو الاهتمام بمشاعر الاخرين
- السماح للاخرين بمعاملتك معاملة سيئة تؤذي مشاعرك
- عدم أخذ قسط وافر من النوم أو عدم الاهتمام بالصحة وعدم ممارسة الرياضة
إذا لم تقم بحب نفسك ستشعر بعدم حب من حولك حتى لو كانوا فعلاً يحبوك وستحب نفسك عندما :
- تقوم بالتعبير عن مشاعرك بطريقة مناسبة للموقف
- تعامل نفسك بطيبة ولطف وتسامح وتعاطف
- تهتم بصحتك وتمارس الرياضة وتأخذ قسط وافر من النوم
6- الحالة المزاجية :
أن الحالة المزاجية تقوم بتنشيط مشاعر معينة يعني مثلاً عندما نكون في مود سلبي وقتها نبحث عن أي شيء يجعلنا نتشاجر مع أي شخص حتى لو كان هذا الشيء تافه وغير مهم ولايسبب التشاجر في الأحوال العادية لذا عندما تكون في مود سلبي ستشعر بعدم حب الطرف الآخر حتى ولو كان يحبك فعلا لأن الادراك الخاص بك يكون مشوشاً ووقتها ما تراه لايمت بصلة للحقيقة فعليكي عزيزتي الزوجة عدم الحكم على الطرف الآخر اذا كنتي في حالة نفسية سيئة
ومن مجمل هذا يتضح أن الحياة بدون مشاعر تصبح حياة مملة وبدون أي متعة لأن المشاعر كالحب والسعادة والاهتمام هي جوهر الحياة التي تجعل هذه الحياة قابلة للعيش فيها .