الشعور بالوحدة في العلاقة مع شريك الحياة

الغالبية العظمى من الناس يعتقدون أنهم بمجرد دخولهم في علاقة مع شريك حياتهم أنهم بذلك لن يشعروا بالوحدة مرة أخرى وكيف يشعرون بالوحدة وهم في علاقة مستقرة مع شريك حياتهم الذي يدعمهم ويقوم بتحفيزهم ولكن في الشعور بالوحدة يشعر طرف ما بأنه بعيد عن الطرف الآخر ويشعر بالتجاهل وعدم الحب من جانب الطرف الآخر .
أسباب الشعور بالوحدة في العلاقة مع شريك الحياة :
1-الشعور بالتجاهل العاطفي :
يكون من الشائع جدا الشعور بالوحدة إذا شعر الفرد بالتجاهل العاطفي فإذا كان طرف ما في العلاقة لا يعتقد بأن حاجاته يتم اشباعها وانه يشعر بأن الطرف الآخر لايهتم به فإنه من السهل الشعور بالوحدة في العلاقة .
وهذا الشعور بالوحدة ربما يكون مرتبط بالشعور بعدم الحب او عدم الأمان في العلاقة مع شريك الحياة وعندما يشعر طرف ما في العلاقة بالتجاهل هذا يؤدي إلى خلق حاجز غير مرئي بين الزوجين .
2- عدم تحديد الهدف من العلاقة :
في بعض الأحيان يكون هناك شعور بالوحدة عندما لايقوم الفرد بتحديد الهدف من العلاقة فهو لايعرف ماذا يريد من العلاقة لذلك فهو لن يصبح سعيدا فلابد من تحديد الاهداف الأساسية والاحتياجات التي يرغب الفرد في اشباعها حتى يتم تحقيق السعادة في العلاقة .
3- مشكلات التواصل :
لابد من التواصل مع الطرف الآخر لكي يعبر كل طرف عن مشاعره للطرف الآخر فربما لايعرف طرف ما في العلاقة ان الطرف الآخر يشعر بالتجاهل وعدم الحب ومن هنا يكبر الخلاف ويتصاعد السور بينهما ولابد من معرفة ان قراءة الأفكار ليست حلا ولا يمكن الاعتماد عليها بل لابد من التواصل الفعال .
4- فقد الهوية الذاتية :
معظم الناس في العلاقات ينخرطون فيها بشدة لدرجة انهم يقومون بنسيان من هم عن طريق اهمال الأصدقاء القدامى او عدم ممارسة الهوايات او ترك العمل بعد النجاح فيه من اجل الطرف الآخر وهنا يفقد الشخص هويته الذاتية ويقع فريسة للاكتئاب وهذا بالطبع يؤثر على علاقته بشريك حياته .
تأثير الشعور بالوحدة :
الشعور بالوحدة يؤثر على الصحة النفسية والجسمية للفرد فهو يؤثر على الجهاز المناعي فهو يزيد من الاستجابات الالتهابية التي تضع الفرد امام مقدار مخاطرات اكبر لأمراض القلب والشرايين وهذا بالطبع يؤثر على عمر الفرد كما ان الشعور بالوحدة يؤدي إلى امراض القلق والاكتئاب ويؤثر على النظرة الذاتية للنفس .
والشعور بالوحدة أيضا يؤثر على كيفية تقييم العلاقات الاجتماعية فيشعر الفرد بأن الآخرين لايهتموا به وغير ملتزمين في العلاقة معه وتصبح علاقاته أضعف واقل ارضاء له عن ذي قبل لأنه يفهم تصرفات الآخرين بصورة خاطئة وبقوم بتفسيرها بصورة أكثر تشككا عن ذي قبل مما يجعل الفرد أكثر دفاعية في التعامل مع الآخرين وأكثر عدوانية ويقوم بإبعادهم عنه بمختلف الطرق .
طرق التعامل مع الشعور بالوحدة في العلاقة مع شريك الحياة :
1-الاهتمام بالذات :
إذا كانت الأمسيات كلها يجد الفرد نفسه وحيدا على الأريكة ويحلم بالأيام الخوالي التي تجمعه بشريك حياته من أجل الهروب من الشعور بالوحدة الذي يشعر به الآن فالشعور بالوحدة شيء مؤلم ولكنه في نفس الوقت فرصة من أجل تدليل الذات فعلى الفرد أن يقوم بالاستحمام وسماع بعض الموسيقى او تناول بعض المثلجات أثناء مشاهدة المسلسل المفضل أو أي شيء يستمتع به الفرد .
2- تطوير الذات :
على الفرد تطوير ذاته في الجوانب المختلفة صحيا وروحانيا واجتماعيا ومهنيا من أجل الشعور بالسعادة عن طريق كتابة وتدوين الأهداف التي يرغب الفرد في تحقيقها في كل جانب من جوانب حياته ولابد من ربطها بجدول زمني بداية ونهاية ومعرفة المعوقات وطرق التغلب عليها .
3- التواصل الاجتماعي :
الانسان كائن اجتماعي وعندما ينعزل الفرد عن الناس فإنه يصاب بالاحباط والاكتئاب ويقع فريسة للأفكار السلبية التي تعوقه عن مواصلة حياته وتضطرب علاقته بشريك حياته فعلى كل فرد اصلاح علاقاته الاجتماعية وإعادة علاقاته مع الآخرين حتى يسعد بحياته وحتى يتم اصلاح علاقاته مع شريك حياته .
ومن مجمل هذا يتضح انه عندما يشعر طرف ما في العلاقة بالوحدة فإنه في الغالب الأعم من الحالات يشعر الطرف الآخر بنفس الشعور بالوحدة لأن كل زوج هو مرآة الآخر والذي يفعله كل زوج هو عبارة عن انعكاس لما يفعله الطرف الآخر لذلك لابد من التواصل مع الطرف الآخر حتى يتم التخلص من الشعور بالوحدة .