السخرية والاحتقار وتأثيرهما على الزواج

2016/10/07

الاحتقار هو شعور ينم عن كراهية ناحية شخص ما ويعتبر الشخص أن الطرف الآخر عديم القيمة ولا يستحق الاحترام والاحتقار يتم التعبير عنه عبر الاهانات ونبرات الصوت والتعبيرات الوجهية وأشارت دراسة إلى أن الزوجان اللذان يمارسان الاحتقار ينتهي زواجهما في غضون أربعة سنوات لأنهما يجدان صعوبة في تذكر جانب ايجابي واحد فقط في شريك الحياة فالاحتقار يقضي على التواصل الفعال .

مما لاشك فيه أن السخرية والاحتقار لهما تأثر سلبي على الزواج ومن هذه التأثيرات ما يلي :

1- قلة الاحترام :

فعندما يشعر أحد الزوجين بالانتقاد أو الاحتقار من الطرف الآخر فإنه يشعر بأن الطرف الآخر لا يحترمه كإنسان وكأن الطرف الآخر يخبره بأنه غير قادر على أداء المهام التي يتم انتقاده من أجلها ويشعر بأنه غبي أو ينقصه الحس العام . وعندما يتم الانتقاد والسخرية في حضور أشخاص آخرين هذا يسبب عدم احترامهم للطرف الذي بدأ بالسخرية والانتقاد ويرونه شخص متذمر ومتسلط وعاشق للسيطرة .

2- يجعل الطرف الآخر يشعر بأنه غبي :

معظم الأفراد يشعرون بالضعف عندما ينتقد شخص آخر عملهم أو يحتقره فهم يشعرون بعدم القدرة على أداء المهمات بطريقة صحيحة وأنهم لا يريدون في أداء المهمات التي يتم انتقادهم أو السخرية منهم من أجلها .

3- زيادة معدل المشاجرات :

كلا من الانتقاد والسخرية يقودان إلى التوتر بين الأفراد في العلاقات الانسانية والذي يؤدي إلى الخلافات وهذه الخلافات يمكنها أن تؤول إلى جروح عميقة بين الزوجين بسبب الكلمات الجارحة التي تشعر الفرد بأنه غير قادر على اسعاد الطرف الآخر ويشعر بأنه شخص ممل وأسوء من كل البشر وعديم القيمة . وكل هذه الأشياء تسهم في التقليل من القيمة الذاتية للفرد وانعدام الثقة بالنفس والشعور بخيبة الأمل وقلة الحيلة وكل ذلك يقود إلى الشعور بعدم الراحة وفقد المشاعر الجميلة بين الزوجين .

طرق التخلص من الانتقاد والسخرية :

على الطرف المنتقد والذي يتسم سلوكه بالسخرية أن يفعل الآتي :

1- الادراك التام لمخاطر الانتقاد والسخرية :

فالسخرية ليست شيء مضحك وليست شيء بريء إنها شيء مدمر في الحقيقة وليس هناك شيء صحي أو مساعد يأتي من السخرية فإننا يمكن أن نعتقد أن كلماتنا هي الحقيقة ولكن ذلك غير صحيح فالسخرية أمر جارح . فللكلمة طاقة يتم بثها في الاخرين يمكن أن تكون هذه الطاقة ايجابية أو سلبية وعلى أساسها يتم تغيير معدل دقات القلب والضغط والتنفس وتتأثر بها معظم الوظائف الحيوية .

2- تحمل مسئولية اللهجة الساخرة :

مما لاشك فيه أن الفرد الذي لا يتحمل مسئولية جرح مشاعر شريك حياته لن يستطيع أن يقوم بتغيير لغته الساخرة فعليه أن ينظر بدقة وأمانة إلى تأثيره لغته هذه على الآخرين وخصوصا على شريك الحياة فعليه النظر مباشرة إلى عيني الطرف الآخر عقب قول شيء جارح وملاحظة التدمير المستمر لثقته بذاته وبعد كل ذلك يجب العمل على التغيير .

3- انتقاء الكلمات :

على الفرد اختيار الكلمات المناسبة وبحكمة بالغة أثناء الحديث مع شريك الحياة فعندما يكون غاضب أو محبط بسبب شيء آخر ويفعل شريك الحياة أو يقول شيء يقوم بتحفيز الشعور بالحزن هنا يصبح الفرد منزعج أكثر وهذا الانزعاج بسبب أحداث ليس للشريك دخل فيها .

فعلى الفرد التفكير آلاف المرات قبل الصراخ أو الانتقاد تجاه شريك الحياة وتحديد ما إذا كان شريك حياته هو مسئول عن أي شيء يؤرقه وكلما أدرك ذلك الفرد كلما كان راضيا تماما عن حياته مع شريك الحياة .

4- النضج :

على الفرد أن يتصف بالنضج وإذا شعر بالاحباط عليه أن يتصرف مثل البالغين ويقوم بالتعبير عن ذلك لشريك حياته وعليه أن يتحدث في الوقت المناسب بتجنب الخلافات والمشاجرات فلكل مقام مقال والاستماع الفعال بدون مقاطعة للطرف الآخر له مفعول السحر بين الأزواج .

5- التركيز على الجوانب الايجابية :

فالتركيز على الجوانب الايجابية في النفس والشريك والعائلة والحياة يجعل الفرد ممتن جدا لما أعطاه الله له من نعم ويشعر بقيمة شريك حياته وأيضا على الفرد عندما يعجبه سلوك شريك حياته أن يشكره على ذلك أو يمدح سلوكه فهذا يقوم بتعزيز السلوك الايجابي ويجعل الطرف الآخر يقوم بتكراره وشيئا فشيئا يختفي السلوك المنفر ويشعر الطرف الآخر بأهميته وتزداد ثقته بنفسه وتتحسن صورته الذاتية عن نفسه .

6- تشجيع الطرف الآخر على التعبير عن مشاعره :

عندما يتم تشجيع شريك الحياة على التعبير عن مشاعره تجاه المواقف المختلفة لن يكون هناك سلوك مفاجيء للطرفان فيصبح كل طرف مثل الكتاب المفتوح مليء بالشفافية والوضوح وتصبح الحياة يشوبها المودة والرحمة والاستقرار والسكينة ويشعر كل طرف بأنه في أيد أمينة ويجب على الطرفان كتمان أسرار بعضهما البعض وعدم إذلال الطرف الآخر بمعلومة عرفها عنه حتى يضمن استمرار الثقة والألفة والعلاقة الودية بينهما .

ومن مجمل هذا يتضح أن نصف عدد الزيجات يفشل بسبب النقد فقط دون أي سبب آخر إنه النقد الدائم الذي يحيل البيت إلى جحيم والذي يقوم بإشعار الطرف الآخر بالمهانة والضعف والاذلال ومما لاشك فيه أن كلمة حانبة أو حضن دافيء أفضل من آلاف الكلمات التي تحمل اللوم والنقد فإذا أردت أن تخافظ على سلام الأسرة واستقرارها عليك باتباع القاعدة التالية ” إياك والنقد المدمر ” .

اكثر من 7مليون مشترك يبحث عن نصفه الاخر

اشترك الان مجانا