الزواج غير الواعي

المسئول في غالبية الحالات عن اختيارنا لشريك حياة محدد هو خريطة الحب المختزنة داخل العقل اللاواعي ، فالمخ العتيق هو المسئول عن اختياراتنا غير الواعية ، وهو المسئول ايضا عن ردود أفعالنا تجاه مختلف المواقف اليومية ومن ضمنها ردود الافعال داخل علاقة الزواج الاسلامي
عن طريق استخدام حيل دفاعية نفسية من اجل التكيف مع الضغوط اليومية ، ولكن الاسراف في هذه الحيل الدفاعية يعمل على زيادة حالة الاغتراب داخل البيوت .
دور المخ العتيق في الحياة الزوجية :
فعلى الرغم من اغلب التقنيات التي يستخدمها المخ العتيق داخل الزواج تعمل على الاحباط الذاتي ، إلا ان هدف المخ العتيق هو الحفاظ على السلامة النفسية
فالرغبة غير الواعية في مداواة جروح الطفولة هو ما يجعلنا قادرين على دعم الاخر وحبه من كامل قلوبنا
وعلى الرغم من ان ميكانيزمات الدفاع النفسية التي نستخدمها تعمينا مؤقتا عن حقيقة الشريك سواء كان رجل او امرأة
إلا انها ايضا تجعلنا نرتبط بهم بشكل أعمق ، وتجعلنا ننظر إليهم كأولوية من اولويات حياتنا .
المخ العتيق يسير بلا هدى :
مشكلة المخ العتيق بداخلنا انه يسير بلا هدى ، فهو مثل الحيوان الاعمى الذي يحاول جاهدا ان يجد طريقه إلى ينبوع ماء
ولكن نتمكن من تحقيق هدف المخ العتيق وهو تحقيق السلامة النفسية لابد وان نستطيع عمل توازن
فعلينا ان ندرك ان شركاء حياتنا ليسوا والدينا ، وان ماحدث في الماضي ليس من الضروري ان نسجن ذاتنا بداخله
فعلينا ان نستخدم قدراتنا ومهاراتنا من اجل التعامل بشكل جيد مع الطرف الاخر داخل علاقة الزواج .
استجابة الهجوم / الهروب :
داخل العلاقات وخاصة علاقات الزواج الاسلامي يشيع استخدام استجابة الهجوم / الهروب
كاستجابة دفاعية تجاه المواقف الطارئة او المفاجئة ، فمثلا عندما يواجه الرجل انتقاد من زوجته بسبب شيء قاله او فعله
فإن مخه العتيق الذي يعمل على الحفاظ على سلامته النفسية ، يلجأ إلى اتخاذ قراره بالهجوم او الهروب
عن طريق مواجهة النقد بنقد مضاد ، او الهروب من المواجهة عن طريق ترك الغرفة او قراءة الجريدة ،
ولكن سواء اتخذ الزوج قراره بالهجوم او الهروب فإن النتيجة واحدة ، هو تعكير صفو الحياة الزوجية بسبب ذلك الموقف ، نتيجة استخدام اسلوب دفاعي .
استخدام اسلوب غير دفاعي :
في معظم التفاعلات الزوجية يكون التواصل اكثر حميمية واكثر أمنا عندما تقوم بتخفيض اسلوبك الدفاعي ،
لانه هنا يصير الطرف الاخر حليف وليس عدو بالنسبة لك ، وهنا تعمل على الحفاظ على أمنك وسلامك النفسي بشكل افضل .
ومن هنا يتضح ان الكثير مما يحدث للزوجين هو عبارة عن رد فعل تجاه الاساليب الدفاعية التي يستخدمها كل منهما تجاه الاخر ،
وان كل منهما يقوم بإلقاء اللوم على الاخر بأنه هو المتسبب في المشكلات التي يعانون منها في العلاقة ، ولكن من اكبر الاسباب الحقيقية لذلك هو الشخص ذاته ،
فيقول الله تعالى : ” وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ” . سورة الشورى
و لمعرفة تفاصيل ومعلومات اكثر وضوحا عن العلاقات الزوجية الواعية وغير الواعية ،
وكيف يتدخل العقل اللاواعي في جذب شخص معين كشريك حياة ، وكيف يمكنك تدريب عقلك اللاواعي من اجل العمل على مصلحتك في العلاقات الزوجية ، يمكنك زيارة موضوعات مودة . نت .