الزواج بين العادة والعبادة

2017/04/28

كثيرا ما نسمع قول الله تعالى فى الآيه الكريمة

بسم الله الرحمن الرحيم ” ومن آياته أن خلق رلكم من أنفسكم أزواجا وجعل بينكم مودة ورحمة ”

ولكن ها وقف اي منا يوما ليتأمل معنى هذه الآية البديع والرائع أو عمل على فهمها جيدا وتطبيقها وجعلها منهج حياة فنحن نسمعها كثيرا وغعالبا ما نراها في كروت الزفاف ولكننا لا نعي او ندرك معناها الرباني الذي اراده المولى عز وجل حقا وما تحمله من معانى سامية وافكار راقية إذا طبقت ترقى بالنفس البشرية وتسعدها الى ابعد مجال

مدلول الآية ومعنى الزواج في الاسلام

غالبا ما نفهم هذه الآية الكريمة خطأ ونفسرها على أن الزواج هو عادة تربط بين الرجل والمرأة وفقا للعرف والتقاليد فقط وعلى أساس أن الزواج هو سنة الحياة لا أكثر ونجعل محور حياتنا بعد الزواج يتمحور حول كيفية مسايرة الايام ومواكبة الحياة من توفير متطلبات العيش من مأكل وملبس ومأوى إلى جانب محاولة كل من الطرفين التربص والتصيد لأخطاء الأخر والتجهيز للتصدي لأى هجوم منه سواء أكان من طرف الزوج أو الزوجة وكأنها حرب

ولكن نجد أن الله تعالى يدعونا في هذه الآية الكريمة الى الرحمة فيما بين الزوجين وضرورة تودد كل منهما نحو الآخر فاذا تأملنا في معاني الآية الكريمة نجد أن المقصود من قوله ” وجعل لكم من أنفسكم ” هي دلالة قوية على مدى قرب المرأة من قلب الرجل ونفسه فلقد خلقت من نفسه فقد خلق الله تعالى حواء من نفس آدم وضلعه وذلك لتظل دائما قريبة من قلبه ويكون حنونا عليها فهى اقرب الخلق اليه والمراد من قوله تعالى ” وجعل بينكم مودة ورحمة ” أى أن الله جعل من هذه الزوجة قبا رؤفا رحيما يحنو على قلب الرجل ويركن اليه عند الحاجة كما جعل الله الألفة بين الزوجين كي يستطيعا التعايش مع بعضهما فولا هذه الألفة لما إستطاعا العيش سويا فكيف يتفقان ويتحمل كل منهما الآخر لولا هذه الألفة فأغلب الأزواج يكونوا غرباء عن بعضهم وليس بأقارب فكيف يتقبل كل منهما الآخر ويقبل أفكاره وطباعه ويتغاضى عن سيئاته وعيوبة قتلك الألفة التى خلقها الله بينهما هي التى تجعلهما يتغاضيان عن أي شئ يعوق حياتهما ويدفعوا بمركب الحياة الزوجية الى الامام لترسو الى بر الآمان .

وقوله ” لتسكونوا إليها ” أي أن الله جعل الزوجة هي مسكن الرجل وملاذه عند الشدائد والأزمات فهو يجدها تحنو عليه بعد عناء العمل لتلاطفه وتخفف عنه أعباء الحياة وتنسيه مشكلات اليوم المرهق الذي يقضيه في عمله

معنى الزواج في الاسلام :

الزواج في الاسلام هو عبارة عن ميثاق غليظ بين رجل وأمراة بوجود شهيدين وموافقة الأهل ومعنى ميثاق غليظ أى انه اتفاق بين الرجل والمرأة يصعب الاخلال باي طرف منه نظرا لما ينتج بينهما من التزامات وواجبات نتيجة لهذا الميثاق فكل منهما له حقوق وعليه واجبات

أركان الزواج في الاسلام :

من شروط اتمام الزواج في الاسلام الآتى :

  • – شاهدان من الرجال أو أربع نساء أو رجل وامرأتان للشهادة على عقد الزواج
  • – موافقة أهل الزوجة فلا تتزوج الحرة الا بارضاء أهلها أما المرأة الخليعة هي التي تفعل غير ذلك فسواء كانت المرأة بكرا فيكون والدها وكيلها او ثيبا فتكون هي وكيلة نفسها ففى الحالتان لا بد من موافقة الاهل
  • – الأشهار اي أن يتم اعلام كافة من يعيشون حول الزوجين بهذا الزواج وذلك لضمان حقوق الزوجة عند الزوج فلا ينكر زواجه منها كما يحدث في بعض الحالات كالزواج العرفي

الزواج الآن في عصرنا الحديث عادة أم عبادة :

للأسف أصبح الزواج في عصرنا الحديث هو مجرد عادة لا أكثر فلم يعد الطرفان يكترثان لما يدور بينهما ولا يجب أن يتبعاه

فالزوج بعد انقضاء الشهر الأول من الزواج أو ما يطلق عليه شهر العسل الآن وهو حقيقة قد لا يتعدى بضعة أيام بعده يبدأ الزوج في التعايش على أن الزوجة أصبحت ملك يديه الآن وبالتالي لا يكترث لمشاعرها ولا أرائها ويبدأ في اهمالها والزوجة أيضا تبدأ بالانشغال والتفكير في أمور البيت والتنظيف والأولاد والحمل ولا تكترث له ولا لراحته وبالتالى تصعب المشكلات بينهما وقد تصل في بعد الأحيان الى الطلاق ولا يتأذي سوى الأولاد بينهما ويصبحا وكأنهما عدوين لا رحمة بينهم ولا رأفة .

نصيحة :

يجب أن نطبق الزواج كما أوصانا به الله ورسوله أى أن يكون من أجل مرضاة الله ومن أجل ان يستر المسلم المسلمة ويرعاها ويكفلها لا من أجل جاه ولا مال ولا من أجل مصلحة إنما حبا في طاعة الله وابتغاء مرضاته وتنفيذ أوامره فالزواج عبادة كسائر العبادات لا عادة نفعل لمواكبة الحياة .

اكثر من 7مليون مشترك يبحث عن نصفه الاخر

اشترك الان مجانا